سياسة عربية

أين وصلت رحلة فرنجية لقصر بعبدا ولماذا يصمت حزب الله؟

اعتبر مراقبون أن الحريري بدعمه فرنجية يخاطر بتفكيك تحالف 14 آذار - أرشيفية
ما زالت رحلة النائب سليمان فرنجية لرئاسة قصر بعبدا مجهولة المصير، خاصة بعد معارضة تياري 8 و14 آذار لترشحه، وصمت حزب الله عن دعم فرنجية صديق بشار الأسد، أو نبيه بري.

ويسيطر غموض شديد على مصير جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 16 كانون الثاني/ ديسمبر، في ظل استمرار امتناع حزب الله عن الإدلاء بموقفه الرسمي، واستمرار  سعد الحريري في جهوده داخل فريق "14 آذار" حتى يعلن ترشحه رسميا للرئاسة. 

وبالرغم من إعلان حزب الله مرارا دعمه لترشيح عون (80 عاما)، حليفه منذ العام 2006، ورئيس أكبر كتلة مسيحية في البرلمان، فإن فرنجية الذي تربطه علاقات أقدم بكثير مع حزب الله، يعتبر خيارا مفضلا للحزب، في الوقت الذي يشن فيه حربا في سوريا دعما للأسد.

واعتبر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، أن الإستمرار في عدم انتخاب رئيس للجمهورية يشكل ضربة كبيرة لاتفاق الطائف، مشيرا إلى أن سعد الحريري بصدد الإعلان عن مبادرة وطنية لإنهاء الشغور الرئاسي، بحسب جريدة المستقبل اللبنانية.

وأشار أحمد الحريري إلى أن الجميع يطالب بعودة سعد الحريري من أجل أن يقود البلد، وإكمال مشروع الشهيد رفيق الحريري، عبر مبادرة وطنية تمكنه من العمل والإنتاج، بعد أن مل اللبنانيون من التعطيل.
وأضاف أن توقيت الإعلان عن المبادرة هو ملك سعد الحريري، وفقا للظروف والاتصالات الجارية، حرصا على إنجاحها، بحسب قوله.

في مقابل ذلك، فقد قالت جريدة السفير التابعة لحزب الله، وفق مصدر لها، إن تعمد البعض طرح توقيت محدد لعودة الحريري هو موقف للاستدراج السياسي، وهدفه إشاعة تاريخ معين للعودة، وأكدت أن مسألة ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية هي جدية إلى أبعد مدى يمكن تصوره. 

وشددت الصحيفة على أن النقاشات الحاصلة الآن تدور حول التفاهمات التي تحمي الخيار، وأشارت إلى أن النقاشات تأخذ طابع الكتمان لضمان عدم التعكير عليها.

واعتبر مراقبون أن الحريري بدعمه فرنجية، يخاطر بتفكيك تحالف "14 آذار" الذي تشكل قبل نحو عشر سنوات بدافع من المعارضة لسوريا في أعقاب اغتيال والده رفيق الحريري.

وجدد رئيس المجلس اللبناني نبيه بري، دعمه لأحد المرشحين من الأقطاب الأربعة الذين كرّسهم لقاء بكركي، واعتبرهم أصحاب الأفضلية في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، و"بالتالي، فليس نحن من نسمي الرئيس كما يدّعون"، معلنا تأييده لاسم صنفته أقطاب الموارنة، ليكون أحد المرشحين الذين يملكون حيثية مسيحية ورئاسية.

وفشل البرلمان اللبناني 32 مرة في انتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد إخفاق النواب بانتخاب الرئيس الـ13 للبنان، ما دفع برئيس المجلس نبيه بري، إلى تحديد 16 كانون الأول/ ديسمبر الجاري موعدا جديدا لانعقاد الجلسة التي ستحمل الرقم (33).

وتنقسم القوى الأساسية في البرلمان بين حلفي "14 آذار" المناصر للثورة السورية، و"8 آذار" الداعم للنظام السوري، بالإضافة إلى الوسطيين وعلى رأسهم جنبلاط.

وتُحمّل قوى "14 آذار" مسؤولية الفراغ الرئاسي الذي يشهده لبنان منذ 25 أيار/ مايو 2014، لكل من حزب الله وحليفه عون، بسبب تعطيلهما المتكرر لنصاب انتخاب الرئيس داخل مجلس النواب.