سياسة عربية

"بسيط وقاتل".. سلاح الهاون يؤرق جيش الاحتلال في غزة (شاهد)

وشكلت قذائف الهاون التي تطلقها المقاومة مصدر قلق كبير لقوات الاحتلال المتمركزة في محيط قطاع غزة- إعلام سرايا القدس
تتخذ المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في غزة أشكالا جديدة، خصوصا بعد انسحاب قوات الاحتلال من معظم المحاور في قطاع غزة، مع إبقائها على تواجد مكثف في المنطقة بين غزة والمحافظة الوسطى، والمعروف "إسرائيليا" بمحور "نتساريم".

لماذا تستخدم المقاومة قذائف الهاون؟
وتبرز القذائف الصاروخية القصيرة كأحد الوسائل المهمة في المواجهة بين المقاومة وقوات الاحتلال، خاصة مع تضاؤل نقاط المواجهة الميدانية المباشرة، وجنوح الاحتلال للتحصن في مواقع محددة بعيدة نسبيا عن أماكن الاشتباك.


بين هذه الوسائل، كثفت المقاومة مؤخرا استخدام قذائف الهاون أو "المورتر" من الأعيرة المختلفة، لدك تحشدات وتحصينات قوات الاحتلال، وذلك لأسباب عدة، بينها، فعاليتها الكبيرة، وإنتاجها محليا بوفرة، مع تحقيق جودة عالية من حيث المواد المستخدمة في صناعتها، وسهولة نقلها والتحرك فيها، فضلا عن قدرة عالية على إخفائها وإبعادها عن وسائل المراقبة.



وشكلت قذائف الهاون التي تطلقها المقاومة مصدر قلق كبير لقوات الاحتلال المتمركزة في محيط قطاع غزة، وصنعت فارقا كبيرا في المواجهة إلى جانب الوسائل الأخرى، كالصواريخ البعيدة، والطائرات الهجومية المسيرة.

وخلال الحرب الوحشية على قطاع غزة، استخدمت المقاومة،على رأسها "القسام" قذاف الهاون ضد تحشدات قوات الاحتلال، لكنها صعدت مؤخرا من استخدام هذا النوع من القذائف، مع انحسار وتراجع قوات الاحتلال من داخل الأحياء والمدن في قطاع غزة، نحو مواقع على الحدود شرق وشمال القطاع، وفي الشريط الضيق الفاصل بين غزة والمحافظة الوسطى، والذي يبدأ من منطقة جحر الديك جنوب حي الزيتون في غزة، مرورا بشارع صلاح الدين، وغربا حتى يصل إلى شارع الرشيد الساحلي جنوب غزة.


وقال مصدر ميداني لـ"عربي21"، إن تحصن قوات الاحتلال وراء سواتر أسمنيتة وترابية، وفي نقاط بعيدة نسبيا يصعب مهمة استخدام الأسلحة الموجهة، الأمر الذي يستدعي استخدام أسلحة مناسبة وفعالة وقاتلة مثل قذائف الهاون، التي تطلق بشكل قوسي، وتغطي مساحات كبيرة حين انفجارها، الأمر الذي يعطيها أفضلية وفعالية عالية في المواجهة خلل الفترة الحالية.

متى بدأت صناعة "الهاون" في غزة؟

 ظل الهاون سلاحا أساسيا تعتمد عليه المقاومة الفلسطينية في كل مواجهاتها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بمحيط قطاع غزة، وبدأت المقاومة باكورة تحولها إلى حقبة المواجهة الصاروخية مع الاحتلال بصناعة قذائف الهاون التي أطلقتها للمرة الأولى من غزة صوب مواقع الاحتلال عام 2001، أي مع انطلاق شرارة الانتفاضة الثانية.


وتطورت صناعة قذائف الهاون في قطاع غزة، بتطور المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، فبينما شهدت مراحل إنتاجه الأولى صعوبات كبيرة بسبب شح المواد اللازمة، ورداءة الخامات المستخدمة، بفعل الحصار الإسرائيلي، إلا أن هذه الصناعة تطورت مؤخرا بشكل كبير، مع تمكن المقاومة من إدخال تحسينات كبيرة، خصوصا في خامات الحديد، والمواد الدافعة المستخدمة، الأمر الذي جعل قذائف "الهاون" أكثر جودة وفاعلية، بل إنها تضاهي تلك التي تنتجها الجيوش النظامية.. وفق معلومات ميدانية حصلت عليها "عربي21".


لماذا لا يمكن تعقب قذائف الهاون؟
رغم امتلاك الاحتلال منظومة رادار عسكري متطورة للغاية، إلا أن هذا السلاح البسيط ذا المديات القليلة يواصل سقوطه على مواقع الجيش، خصوصا في محور "نيتساريم" دون أن يتمكن من رصد مرابضه أو اعتراض قذائفه المتساقطة.

تتمتع قذائف الهاون بقدرة فائقة على إحداث أضرار بموقع الخصم، دون أن يتم تحديد مواقع الإطلاق أو اعتراض القذائف قبل السقوط عبر منظومات الدفاع الجوي، إذ إن الفترة بين إطلاق القذيفة وسقوطها لا تتعدى البضع ثوان، ما يصعب عملية رصدها من قبل أجهزة الاستشعار والرادارات العسكرية.

ويصعب رصد قذائف الهاون وأماكن إطلاقها، ويرجع ذلك إلى أنه لا يصاحب القذيفة كمية لهب كبيرة عند الإطلاق، أو خيط دخاني كما في الصواريخ الأرض-أرض، بل تخرج من فوهة المدفع كمية منخفضة للغاية من اللهب، لا يمكن رصدها نهارا، فيما يمكن حال إطلاق القذائف ليلا تزويد تلك المدافع بخافض للهب، أو وضع السلاح في أماكن منخفضة نسبيا، الأمر الذي جعل من تلك القذائف مصدر خطر كبير على قوات الاحتلال، بحسب مصدر ميداني.


نبذة عن سلاح الهاون
والهاون عبارة عن قطعة مدفعية صغيرة ذات عيار قوي للضرب العمودي، ويعد من الأسلحة النارية القديمة قليلة التعقيد، وهي تتوفر بعيارات مختلفة، لكن الشائع منها عيارات 60 مم،81 مم، 120 مم، ويوجد عيارات أخرى تختلف بحسب مصدر إنتاجها.

ويتم تلقيم المدفع من الفوهة.. هذا بالنسبة للهاونات الصغيرة والمتوسطة، أما الهاونات الكبيرة 160 ملم و240 ملم وبعض الهاونات من عيار 120 ملم، فإنها تلقم من الأسفل، وذلك لثقل وزن القذيفة.


ويرمي الهاون عدة أنواع من القذائف، أهمها القذائف المتفجرة والمشظية، كما أنه يرمي قنابل مضيئة، ويمكن التحكم في توقيت انفجار قذائف الهاون؛ حيث يمكن أن تنفجر قبل وصول الهدف، وتسمى القذائف الانشطارية، ويمكن أن تنفجر بعد اصطدامها بالهدف بعدة ثوان، وهذه تستخدم ضد المباني؛ وذلك لضمان اختراقها السقف، ووصولها داخل الهدف المطلوب.

وللهاون قوة تأثير كبيرة، وتنتشر شظايا قذائفه في دائرة قطرها 50م، كما أنه يمكن للهاون أن يرمي على عدة أهداف من مكان واحد.

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع