ملفات وتقارير

مظاهرات في شرق ليبيا ضد حفتر رغم القبضة الأمنية

مظاهرات خرجت في مدن يسيطر عليها حفتر احتجاجا على تأخر صرف الرواتب- صفحة تابعة لحفتر

رغم القبضة الأمنية الشرسة في الشرق الليبي، إلا أن ليبيين تظاهروا أمام المصارف وقاموا بحرق إطارات السيارات تعبيرا عن غضبهم من الحكومة الموازية المدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بعد تأخر صرف رواتبهم، ليطرح تساؤلات حول دلالة هذه الخطوة ونتائجها.


وتظاهر عشرات المواطنين أمام مصرفي التجاري والجمهورية في مدينة البيضاء (شرق البلاد ومقر الحكومة الموازية) اعتراضا على تراخي السلطات في الشرق الليبي في صرف رواتبهم منذ مطلع العام الجاري، وقاموا بحرق الإطارات وسب المسؤولين وتأكيد عدم امتثالهم لقرار حظر التجول.

 

حظر تام

 
من جهتها، قررت وزارة الداخلية بالحكومة الموازية في الشرق وغير المعترف بها فرض حظر التجول التام طيلة الأربع وعشرين ساعة، اعتبارا من غد الأربعاء وحتى الجمعة الموافق 3 أبريل المقبل كإجراء احترازي لمواجهة وباء كورونا.

 

اقرأ أيضا: قوات "حفتر" تقصف سجنا.. والوفاق تناشد المجتمع الدولي

في حين رأى مراقبون أن قرار الحظر التام قرار غير مدروس وسيسبب بلبلة كبيرة كونه جاء مفاجئا، وأنه قد يدخل في إطار خطوات استباقية لزيادة القبضة الأمنية العسكرية في الشرق ليس أكثر، لتطرح تساؤلات من قبيل: هل سيشهد الشرق الليبي تظاهرات وفوضى رغم القبضة الأمنية؟.


ثورة ضد حفتر


من جهته، رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر إنه "في حال فهم أبناء الشرق الليبي خطة حفتر في محاولة تجويعهم وخداعهم بأن غرب البلاد هو السبب في أزمتهم المادية ربما يقومون بثورة ضده فعلا ويساندهم فيها أبناؤهم المسلحون ولن يستطيع الجنرال العسكري مواجهتهم أو إيقافهم".


وفي تصريحات لـ"عربي21" أضاف الوزير: "لذا على إخوتنا في الشرق إدراك حقيقة استغلالهم من قبل حفتر وداعميه فرنسا والإمارات وغيرهم لحكم ليبيا والاستيلاء على ثرواتها المتنوعة، وفي حال تخلص من كابوس الحكم العسكري سيمكنهم التحاور مع إخوانهم في الغرب ويبنوا بلادهم الجديدة"، وفق تقديره.


وتابع: "قد تساهم الأزمات في إيقاظ الشعوب وتفجر الضغوط المتراكمة لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير، لكن قد يلجأ حفتر إلى استخدام المرتزقة من متصدري القبائل والمجرمين من أتباعه لكبت الأصوات، ولكنه في النهاية سيعجز وينهزم كما حصل لمثله الأعلى القذافي"، حسب قوله.

خطأ الوفاق


لكن مساعد الحاكم العسكري في الشرق الليبي سابقا، عقيد سعيد الفارسي أشار إلى أن "حكومة الوفاق خذلت الأحرار في الشرق وجعلتهم يعيشون ظروفا معيشية سيئة كونها لم تقدم لهم المساعدة المطلوبة ليتخلصوا من حفتر وقبضته الأمنية الشرسة هناك".


وقال لـ"عربي21" إن "شرق ليبيا الآن يشهد قبضة أمنية لم يشهدها حتى أيام القذافي، لذا من الممكن أن ينفجر الوضع هناك في أي وقت، لكن إهمال حكومة الوفاق للوطنيين في الشرق وعدم التواصل معهم سيفقد هذه الانتفاضة أي تأثير"، وفق رأيه.


واستدرك الضابط الليبي: "برقة جاهزة للانفجار وتريد فقط مساعدة الوفاق، لترفع عنها الظروف المعيشية السيئة بسبب انفراد مجموعة حفتر وفلول النظام السابق بكل شيء هناك ليصبح أهل الإقليم مواطنين درجة ثانية"، كما وصف.


تقاعس وغضب

 
بدوره، قال الصحفي من الشرق الليبي، نعيم العشيبي إنه "عندما يفتقد الشارع لحاجاته الأساسية من توفير قوت يومه ينكسر لديه حاجز الخوف، وتقاعس الجهات المسؤولة عن توفير هذه الحاجات في ظل فرض قرارات صارمة في الحظر من شأنه أن يزيد من حدة التوتر واندلاع حالة الانفجار والرفض والفوضى".

 

اقرأ أيضا: خبير: حفتر يستغل "كورونا".. ويصعد هجماته على طرابلس

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "استمرار حالة القمع في ظل غياب توفير الأساسيات من شأنها أن تزيد حالة الرفض واستمرارها، لذا من باب أولى على الحكومات توفير حاجة المواطن الأساسية للعيش قبل الحرص عليه من انتشار الأوبئة"، كما قال.


تأثير اقتصادي واجتماعي

 
من جانبه، أكد الأكاديمي والخبير الاقتصادي الليبي، علي الصلح أن "قرار حظر التجول التام في الشرق ليس قرارا سليما في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطن الليبي حاليا، أما حالة الغضب والتظاهر فلها دوافع عديدة من أهمها ، تأخر صرف المرتبات الشهرية ما سبب انخفاض في النشاط الاقتصادي وزيادة في ديون الأفراد، وظهور الوباء الذي عزز من الركود وانتشار البطالة، وبالتالي انكشف غياب دور الدولة الاجتماعي والاقتصادي".


وأضاف: "مما سبق نستطيع القول إن الحكومة ليست في مستوى الحدث وضعف كفاءة الإدارة أصبح واضحا جدا، حيث ساهمت هذه الحكومات في تعزيز الأزمة وارتفاع مؤشرات التضخم والبطالة واختلال الوضع الاقتصادي"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".