ملفات وتقارير

الحديث عن حملة عسكرية لاستعادة تدمر يصيب ضباط الأسد بالخوف

أثار سهيل الحسن سخرية مؤيدي الثورة الذين وصفوه بالنمر الهارب من إدلب - أرشيفية
مرة أخرى يتردد اسم "النمر" العقيد سهيل الحسن، أو "النمر الهارب" كما أطلق عليه أهل إدلب بعد تحريرها من قوات النظام منذ أكثر من شهرين. هذه المرة حمص، والمهمة الجديدة هي تجهيز حملة عسكرية ضخمة لاستعادة مدينة تدمر من تنظيم الدولة، حسب ما أفادت به مصادر عسكرية من داخل المدينة.

وكشفت المصادر أنّ العقيد الحسن يعاني كثيرا في الإعداد لحملته العسكرية، حيث أنّ جميع الوحدات والقطعات العسكرية الموجودة داخل حمص، لا تستجيب لطلبات العقيد بإرسال ضباط وجنود منها للانخراط ضمن هذه الحملة. فرغم محاولات إغراء هؤلاء الضباط والجنود بالمال، فإنه لم يلتحق بالحملة منهم إلا النذر اليسير. فعلى سبيل المثال لم يلتحق بالحملة من إدارة الدفاع الجوي سوى خمسة ضباط وبضعة جنود.

ويرى محللون عسكريون أنّ النظام بات يخشى اليوم على مدينة حمص، -ذات الموقع الإستراتيجي بالنسبة له-، من أي هجوم محتمل لتنظيم الدولة بعد سيطرته على مدينة تدمر، التي تعد هي الأخرى عقدة طرق عسكرية مهمة جدا لنظام بشار الأسد.

ويقول عبد الرحمن شهاب الدين، من داخل حمص، إنّ الحديث عن التقسيم بات علنيا على الحواجز العسكرية وبين أوساط الموالين، مضيفا أنه سمع عددا من الضباط يتهامسون بأنهم يتمنون أن يتم تقسيم سوريا ويرتاحون من هذه المذبحة اللانهائية التي تم زجهم بها.

ومن داخل إحدى القطعات العسكرية في حمص، يقول أحد المجندين قسرا للخدمة الإلزامية؛ إن "معنويات الضباط والجنود منهارة تماما، وخاصة بعد وصول عناصر التنظيم إلى تدمر، وهم لا ينامون الليل ويخشون من تسلل مفاجئ لعناصر التنظيم إليهم. ويضيف أنهم (الضباط) دائما يخوّفون المجندين السنّة ويقولون لهم: "عليكم أن تدافعوا هنا عن أنفسكم؛ لأنّ داعش إذا وصلت إلينا ستقتلكم وتقتلنا، فهؤلاء متوحشون ولا يفرقون بيننا وبينكم".

وبالعودة إلى الحملة العسكرية لاستعادة تدمر، فإن العقيد "النمر" سيتأخر كثيرا على ما يبدو في تجهيز هذه الحملة، فطبقا لما هو معروف عنه، فإنّه لا يجبر أحدا بالخروج معه، أي أنه لا يعمل وفق مبدأ الأمر العسكري. فهو يعتبر أنّ من يخرج مجبرا معه على القتال أخطر عليه من عدوه، لذلك فهو يعمل حاليا على جمع وحشد مقاتلين لهذه الحملة، ليس فقط من الجيش وإنما من اللجان الشعبية والشبيحة وغيرهم.

ولكن رغم الأموال الطائلة التي يعرضها سهيل الحسن على من ينضم لحملته، فإنها حتى الآن لا تجد الصدى المطلوب حتى بين من كانوا يقاتلون من أجل المال.

ويؤكد عبد الرحمن شهاب الدين هذا الكلام لـ"عربي 21"؛ بقوله إن "هناك فكاهة (نكتة) باتت تسري بين الموالين وأفراد الجيش على حد سواء تقول: انضم لجيش النمر .. آكل.. شارب .. ميت وفوقها 150 ألف ليرة".

وتشير المعلومات الواردة من داخل الشرطة العسكرية أنّ مؤسسة الجيش في سوريا باتت شبه منهارة، فقد بلغ عدد المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية في سوريا 600 ألف مطلوب، تم سوق عشرة في المئة منهم فقط إلى الخدمة، وذلك ضمن حملة واسعة بدأت بشنها الشرطة العسكرية في جميع المدن السورية التي يسيطر عليها النظام منذ ستة أشهر، وما تزال الحملة مستمرة.

ويذكر  الضابط المتطوع في الشرطة العسكرية يدعى أحمد.ع لـ"عربي21" أنّ مراكز التدريب العسكرية في سوريا بعد أربع سنوات من الصراع المستمر، انخفضت من 17 مركزا إلى ثلاثة فقط، وأنّ أعمار من تمّ سوقهم إلى الخدمة الإجبارية جاوز الخامسة والثلايين من العمر، فيما وصل سن الاحتياط 50 عاما.

وتعويضا لهذا النقص الشديد، كما يقول أحمد، فإنه يتم الاعتماد وبشكل أساسي على مليشيات الشبيحة والمرتزقة، والشيعة القادمين من خارج البلاد، ومعظمهم لا هم له إلا المال وجمع الثروة، فضلا عن ذلك، فإنهم يعتبرون أنفسهم فوق الدولة والقانون ويفعلون ما يحلو لهم دون أي رادع أو ضابط.
 

ويضيف أنّ خطر الشيعة بالذات بات كبير جدا حيث أنّ هناك ما يقارب خمسة ألاف عنصر من حزب الله في دمشق فقط، تحت مسمى الحجاج، يقومون بتجنيد الشباب للعمل في هذه المليشيات، وقد أصبح لهم مناطق خاصة بهم لا أحد يستطيع الاقتراب منها، كمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، والقصير في حمص.