ملفات وتقارير

قيادي معارض: السلطة ترفض الحوار حول انتخابات الجزائر

محمد جهيد يونسي
* نرفض الاستقطاب الثنائي ونرفض الصدام مع السلطة

*  غموض حول مصير الانتخابات الرئاسية

* الحكومة لم تتخذ إجراءات لإقامة الانتخابات الرئاسية في جو طبيعي ونخشى التزوير

* السلطة لا يهمها الداخل وإنما يهمها الخارج

* الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يخسر استثماراته ولذلك يقدم تقارير إيجابية تجاه الحكومة الجزائرية


يرى محمد جهيد يونسي، المترشح السابق للانتخابات الرئاسية ورئيس حركة الإصلاح الوطني المعارضة في الجزائر، أن الخطر يحدق بالانتخابات الرئاسية المقبلة بسبب ما اسماه "الغلق السياسي" المنتهج من قبل السلطة، كما يعتبر الحراك السياسي المعارض الذي تأسس بمناسبة الانتخابات "غير نافع"، بينما يطالب السلطة بفتح حوار مع الطبقة السياسية من اجل توفير شروط اجراء ابريل المقبل، في ظروف طبيعية.

وفيما يلي نص الحوار:

- كيف تقرأ الساحة السياسية قبل أقل من خمسة أشهر عن الانتخابات الرئاسية؟

نعيش حالة من الغموض المستديم الذي لا تساهم السلطة في إزالته، منذ بدأ الحديث عن الموعد الرئاسي، لقد أصبح الوضع يخيم عليه مزيد من الغلق، وكنا نظن أن الأمور ستنفرج بانفتاح على مقربة من الانتخابات الرئاسية كموعد مصيري، لكن مع الأسف نلاحظ مزيد من الانغلاق إلى درجة أصبح الناس في حيرة من أمرهم، وهناك عمليات إقصاء وتهميش تمارسها السلطة على الطبقة السياسية وأصبحنا خارج الإطار تماما.

-  هذا التشخيص قدمته أحزاب "جبهة المعارضة" لكنكم رفضتم الانضمام إليها، لماذا؟

 نعم هناك محاولة لحراك سياسي في شكل تكتلات على غرار ما ذكرتم، لكنه مع الأسف خارج إطار التنافس الحقيقي مع السلطة، لأن قواعد اللعبة السياسية لم ترس بعد من أجل أن تفتك هذه الجبهة استجابة لمطالبها، كما ان هذه الحركية غير نافعة خاصة أمام عدم اكتراث السلطة بالمعارضة.

- ألا تعتقدون أنكم تشتكون من الغلق لكنكم لا تبادرون من اجل إزالته؟

 إذا كنت تتحدث عن رفضنا الانضمام إلى جبهة المعارضة، فنحن نرفض عملية الاستقطاب الثنائي.

- تقصد وجود طرفين، جبهة المعارضة في مواجهة الرئيس بوتفليقة؟

نعم نحن نرفض أن ننساق في ثنائية "مع أو ضد"، لأننا نرفض الصدام وندعو بدل ذلك إلى تصحيح القواعد التنافسية، ثم الانطلاق في تطبيقها، كما أن الدخول في الاستقطاب الثنائي جربناه في السابق ولا مصلحة لنا فيه، فالنظام وعلى رأسه بوتفليقة يمتلك أكثر بكثير مما تملكه المعارضة من إمكانيات بما في ذلك إخراج آلة التزوير.

أنتم لكم تجربة في الترشح للانتخابات الرئاسية وكنت فارسا في السابق عام 2009، مع الرئيس بوتفليقة، هل ستترشحون هذه المرة؟

لحد الآن ما زلنا لم نقرر بخصوص المشاركة والترشح من عدمه، ومجلس الشورى في الحركة هو من سيقرر نهاية هذا الشهر، كما سيقرر إن كنت انا مرشح الحركة ام ندخل في تحالفات لترشيح غيرنا، نحن نطالب بانتخابات مفتوحة وليست مغلقة، وما يلاحظ ان الطبقة السياسية موضوعة في حالة انتظار مستديمة لأنه ليست هناك ثقة بين السلطة والأحزاب السياسية. والملاحظ ان السلطة لم تتخذ إجراءات عاجلة من اجل إجراء انتخابات في جو طبيعي، وهذا أمر خطير سيجعل من الرئاسيات مخيبة تماما.

وماذا تنتظرون من السلطة أن تقدمه؟

على الأقل حد أدنى من الحوار مع الأحزاب السياسية، إننا ندعو كل العقلاء في هذا البلد الى السعي نحو تسبيق مصلحة البلاد على المصالح الشخصية الضيقة ، فالعملية السياسية لحد الآن تنبئ بانتخابات مغلقة، في ظل عدم تقديم أي مبادرة من اجل حل الانسداد السياسي الحاصل، كما ان السلطة محتكرة كل شيء بما في ذلك تعديل الدستور، وهمشت باقي القوى السياسية.

 لكن هناك فصيل سياسي قوي يدعم الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة؟

 معلوم أن للسلطة أحزابها التي تطبل لها في المواعيد الانتخابية وكثير من هؤلاء ينتفعون بامتيازات ويتقربون للسلطة لتحقيق مآرب ضيقة.

كيف تقيمون أداء الرئيس بوتفليقة طيلة عهداته الثلاث؟

 طبعا هناك إيجابيات وهناك سلبيات، لكن الجانب السلبي طغى على الجانب الإيجابي، فمن الناحية الاقتصادية، الكل يجمع على أن الاقتصادي الجزائري، اقتصاد ريعي يعتمد على البترول، ولما يغيب هذا الريع تغيب معه الدولة وهذا خطر كبير محدق بنا، ويعني هذا أن الدولة غير مكتملة الأركان، تصوروا في 15 سنة صرفت 700 مليار دولار، بينما الذي أنجز منها لم يتعد العشرة في المئة، يعني 70 دولار، فـ 90 في المئة من الأموال ذهبت أدراج الرياح، وراحت في التبذير والفساد وشراء السلم الاجتماعي على حساب بناء اقتصاد منتج يؤسس لما بعد البترول.

لكن هناك من يؤكد أن الرئيس بوتفليقة حقق إنجازات معتبرة؟

حتى وإن كانت هناك إنجازات فهي تقاس بما انفق، فالتهرب الضريبي بلغ ما يعادل 8 مليار دولار، كما أن الحكومة الحالية أصبحت حكومة صرف الأموال وليس فقط حكومة تصريف الأعمال كما كنا نصفها، كما أن القدرة الشرائية في تدهور مستمر بسبب التضخم و الزيادات في الأجور الأخيرة لم تحقق شيئا للمواطن، وهناك عمليات لشراء السلم الاجتماعي كمسح ديون الفلاحين وتوزيع الريع على الشباب، ناهيك عن فشل السياسيات الاجتماعية.

- نفهم من موقفكم أنكم تشككون في التقارير الأوروبية الإيجابية عن الجزائر؟

السلطة لا يهمها الداخل وإنما يهمها الخارج، فالحكومة قدمت تسهيلات كبيرة للأوروبيين في مجالات الاستثمار، كما أن مطالبة الاتحاد الأوروبي من الحكومة، بأن يقدم له قائمة الناخبين الجزائريين، على مقربة من الانتخابات المقبلة، مجرد ذر للرماد في العيون، فالاتحاد الأوروبي لا يقبل أن يخسر الجزائر كشريك له، يحقق من خلالها مصالحه.