ملفات وتقارير

ماذا تعرف عن الرصيف الأمريكي العائم في غزة؟.. هذه أبرز المعلومات

تعتبر منطقة إنشاء الرصيف الأمريكي امتدادا للشريط الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال جنوب مدينة غزة- الجيش الأمريكي
توشك القوات الأمريكية على الانتهاء من إنشاء الرصيف العائم قبالة سواحل مدينة غزة، وسط غموض وشكوك تلف مهمته الرئيسية، المتمثلة في إدخال المساعدات.

ومع توقعات ببدء مهمة الرصيف خلال أيام، شككت منظمات إنسانية بجدوى هذه المنشأة، كونها لن تتمكن من تعويض الكميات التي تدخل عبر المعابر البرية، خصوصا مع إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم جنوب القطاع، على ضوء بدء العدوان البري على رفح.

وتاليا أبرز المعلومات المتعلقة بالرصيف الأمريكي العائم:

لماذا أنشئ الرصيف؟
تثار شكوك حول النوايا الحقيقية من وراء إنشاء الرصيف، لكن ما أُعلن من أمريكا بشأنه، أن بناءه جاء ضمن سلسلة من الإجراءات للتخفيف من حدة الأزمة في غزة، حيث يحتاج أكثر من مليوني شخص إلى الغذاء ويكاد النظام الطبي ينهار.

وتم طرح خطة الجيش الأمريكي لإنشاء رصيف عائم، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد، في آذار/ مارس الماضي بعد أن بلغت المجاعة حدا خطيرا في غزة، بفعل تعنت حكومة الاحتلال، ورفضها إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى مناطق شمال القطاع الذي يخضع لحصار مشدد.

ما موقع الرصيف؟
أنشئ الرصيف في منطقة ساحلية جنوب غزة تسمى "البيدر"، بعيدة نسبيا عن مركز المدينة، وجرى اختيار هذه المنطقة لاعتبارات السيطرة الأمنية، رغم وجود أرضية ولسان بحري جاهز في ميناء غزة القديم الواقع غرب المدينة.

تعتبر منطقة الرصيف الأمريكي امتدادا للشريط الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال جنوب مدينة غزة، والمعروف إسرائيليا باسم محور "نتساريم"، وهو ما يفسر إنشاء الرصيف في هذه المنطقة التي تخضع بالكامل لسيطرة قوات الاحتلال.



ما مساحة الرصيف وكيف يتم بناؤه؟

تبلغ مساحة المشروع حوالي 67 فدانا (281.4 دونما)، وهي مخصصة للتشغيل ومرور كميات كبيرة من البضائع إلى أراضي قطاع غزة.

ووفق مصادر محلية فلسطينية، فإن الرصيف الذي يتم بناؤه على شاطئ غزة من ركام المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال خلال الحرب المتواصلة للشهر السابع على التوالي.

وتقوم عشرات الجرافات والشاحنات العملاقة بنقل آلاف الأطنان من ركام المنازل المدمرة إلى شاطئ المدينة المنكوبة لاستخدامه في بناء الرصيف البحري الجديد.



ما تكلفة الإنشاء؟

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن التكلفة الأولية للرصيف المؤقت في غزة تبلغ نحو 320 مليون دولار.

وتوضح هذه التكلفة، الحجم الهائل لأعمال البناء التي قال البنتاغون إنها تشمل نحو ألف من العسكريين الأمريكيين، معظمهم من الجيش والبحرية.

وقال مصدر مطلع لـ"رويترز"، إن التكلفة زادت إلى المثلين تقريبا عن التقديرات الأولية في وقت سابق من العام.

مشاكل فنية في الرصيف
تحد الظروف الجوية والبحرية بشدة من القدرة على استخدامه، حيث لا يمكن تشغيله بأمان إلا في ظروف يبلغ ارتفاع الأمواج فيها 3 أقدام كحد أقصى والرياح أقل من حوالي 15 ميلا في الساعة، وفقا لورقة بحثية صادرة عن كلية الحرب البحرية الأمريكية في 2006. 

وقال مسؤول دفاعي أمريكي لـ"سي أن أن"، إن "الأمواج العاتية لها تأثير على القدرة على تنفيذ مهمة الرصيف، فإذا كانت الرياح أو الأمواج أقوى، تصبح عملية التحميل والتفريغ خطيرة".



من سيستخدم الرصيف؟

سيتم استخدام الرصيف من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ومنظمات الإغاثة الدولية لتوصيل المساعدات إلى غزة عن طريق البحر من قبرص.

ويبدو أن المطبخ العالمي هو الذي يسير قوافل المساعدات المدعومة من الإمارات حتى الآن، انطلاقا من ميناء لارنكا القبرصي، حيث وصلت خلال الأسابيع الماضية شحنة تجريبية قوامها سفينتان، وتم إفراغ حمولتهما عبر عوامات نقلت الصناديق إلى الرصيف الخرساني، ولكن يتوقع أن تساهم عدد من الدول والمنظمات في عمليات تسيير القوافل، حال الإعلان عن بدء تشغيل الرصيف بشكل رسمي.

عقبات التشغيل
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين بأن تفاصيل عمل الرصيف الرئيسية، بما في ذلك كيفية توزيع المساعدات الواصلة عبره، لم يتم حلها بعد.

وكشفت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية حتى الآن لا تمتلك خطة واضحة بشأن عمليات تخزين المساعدات ونقلها وتوزيعها، مع العلم بأن البنتاغون سبق وأعلن أنه سينسق خدمات الرصيف اللوجستية بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بمساعدة من القوات المتواجدة في قبرص حيث ينتظر أن تصل المساعدات إليها ويتم تفتيشها على أراضيها.

موقف الفصائل من بناء الرصيف
لم تبد الفصائل موقفا معلنا من بناء الرصيف، لكن موقفها واضح ومعلن من دخول أي قوة دولية إلى غزة تحت أي غطاء، باعتبارها قوة احتلال يجب مقاومتها.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن استبعد بدوره أن تستهدف الفصائل الرصيف، وسط تأكيد أمريكي أن القوات العاملة على الرصيف لن تنزل إلى شاطئ غزة، وسيتركز عملها داخل المياه فقط.

ورغم ذلك تحدثت عدة تقارير عن عمليات استهداف جرت للميناء منذ بدء إنشائه، حيث تعرض للقصف بقذائف الهاون انطلاقا من مناطق في مدينة غزة.

ما مخاوف الفلسطينيين من بنائه؟
تبدي الأوساط الفلسطينية الرسمية والشعبية خشيتها من أن يستخدم الرصيف في عمليات تهجير منظمة من غزة، تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية، وذلك رغم تأكيد البيت الأبيض أن الهدف إغاثي فقط.

ولم تخف حكومة الاحتلال هدفها من وراء العدوان المستمر على غزة والمتمثل في تهجير الفلسطينيين، ورغم أنها فشلت في ذلك، إلا أن المخاوف ما تزال قائمة من استخدام طرق غير مباشرة للتهجير، كالرصيف العائم.