صحافة دولية

صحيفة روسية تتساءل: هل ستخوض فرنسا حربا مع روسيا؟

أشار ماكرون إلى أن بلاده تمتلك ترسانة نووية- جيتي
نشرت صحيفة ''نيوز.ري'' الروسية مقالا تحدثت فيه عن بدء ماكرون بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية؛ فهل تخوض فرنسا حربا مع روسيا؟

وقالت الصحيفة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعترف بأن بلاده ستكون قادرة على مواجهة روسيا خلال الصراع في أوكرانيا، كما أشار إلى وجود ترسانة نووية في الجيش. فلماذا يخشى من انتصار روسيا في الصراع، وهل ستستخدم باريس الأسلحة النووية؟

ما قاله ماكرون عن المواجهة مع روسيا
وفق الصحيفة، يعتقد ماكرون أنه في حال انتصار روسيا في الصراع في أوكرانيا، فإن أمن أوروبا سيتعرض للخطر. وهذا ما جاء في مقابلة مع قناة "فرنسا 2" وقناة "تي إف 1"، حيث قال: "اليوم هو وقت المقاومة بالنسبة لنا. هذا هو الوقت المناسب للقول بأنه إذا استمرت روسيا في التصعيد، وإذا تفاقم الوضع، يجب أن نكون مستعدين  لاتخاذ القرارات التي تضمن عدم انتصار روسيا أبدا. سنفعل كل شيء لتحقيق هدفنا".


ووفقا للرئيس الفرنسي، فإن الدول الغربية يجب ألا تكون ضعيفة حتى يحل السلام في أوكرانيا؛ حيث قال: "هل تعتقد أن البولنديين والليتوانيين والإستونيين والرومانيين والبلغاريين سيتمكنون من البقاء هادئين لثانية واحدة إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا؟ فإذا تحقق هذا الانتصار في هذه الحرب، ستنخفض الثقة في أوروبا إلى الصفر". وأشار أيضا إلى أنه لا يعد الشعب الروسي خصما: "لقد قلت هذا دائما، نحن لسنا في حالة حرب مع روسيا والشعب الروسي، ونحن ندعم أوكرانيا".

وبحسب الصحيفة؛ أكد الرئيس الفرنسي أن باريس لن تأخذ زمام المبادرة في النزاع في أوكرانيا. وقد صرح الرئيس الفرنسي مرارا وتكرارا بضرورة منع انتصار روسيا في أوكرانيا، بسبب التهديدات الأمنية لأوروبا.

ووفقا له: لن يتحقق السلام على المدى الطويل في غياب سيادة أوكرانيا والعودة إلى الحدود المعترف بها دوليّا. بالإضافة إلى ذلك، أوضح ماكرون أن فرنسا قوة نووية وتتحمل عبء مسؤولية معينة؛ حيث تضمن ترسانة النووية أولا وقبل كل شيء أمن الفرنسيين. ولكنها تحملهم أيضا مسؤولية عدم اللجوء أبدا إلى التصعيد اللفظي أو التصعيد العسكري.

ما هو المتعارف عليه حول إرسال الجيش الفرنسي إلى أوكرانيا؟
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن فرنسا تناقش مسألة إرسال قوات إلى أوكرانيا منذ صيف عام 2023. ووفقا للصحيفة، فقد نوقش هذا الاحتمال بعد أن تحدث الرئيس إيمانويل ماكرون في قمة "غلوبسيك" في براتيسلافا، لصالح انضمام أوكرانيا المبكر إلى حلف شمال الأطلسي وتسريع عملية توسيع الاتحاد الأوروبي.

وبينت الصحيفة أنه تمت مناقشة خيار إرسال قوات برية إلى أوكرانيا في اجتماع لمجلس الأمن في قصر الإليزيه في 12 حزيران/ يونيو، قبل الهجوم المضاد الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية؛ حيث تزعم الصحيفة أن باريس قلقة من ضعف الجيش الأوكراني.

وفي 26 شباط/ فبراير، لم يستبعد ماكرون، عقب قمة باريس، إرسال قوات إلى أوكرانيا في المستقبل. حيث صرح بأنه اليوم لا يوجد إجماع على إرسال قوات برية بطريقة رسمية ومفترضة ومعتمدة، ولكن لا يمكن استبعاد أي شيء في المستقبل. وفي 7 آذار/ مارس، أكد بأنه لا يوجد حدود لفرنسا في مسألة دعم أوكرانيا.

وبعد تصريح ماكرون، أعلن عدد من الدول الغربية، بما في ذلك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، رفضها لإرسال وحدات عسكرية إلى أوكرانيا. حيث قال المستشار الألماني أولاف شولتس في 27 شباط/ فبراير؛ أنه لن تكون هناك قوات برية أو جنود من الدول الأوروبية أو دول الناتو على الأراضي الأوكرانية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، تعليقا على تصريح ماكرون؛ إن نزاع موسكو مع حلف الناتو، أمر لا مفر منه إذا ظهر جنود دول الحلف على أراضي أوكرانيا.

واختتمت الصحيفة المقال بأن عضو الجمعية الوطنية الفرنسية فابيان روسيل، يعتقد أن السكان الفرنسيين يستعدون لقرار محتمل من باريس بإرسال قوات إلى أوكرانيا. كما يعتقد أيضا أن ماكرون يقوم بتهيئة الرأي العام الفرنسي لإرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا إذا ما تحركت القوات الروسية نحو أوديسا أو كييف. وقال روسيل على الهواء مباشرة على قناة "BFMTV" التلفزيونية؛ إن ماكرون استعرض في اجتماع مع قادة المعارضة، الوضع على بعد 900 كيلومتر من خط الجبهة في شرق أوكرانيا، كما يبدو الآن.