صحافة دولية

عام 2022 الأكثر دموية بالضفة الغربية.. ولا محاسبة لجنود الاحتلال

سجل عام 2022 عنفا متزايدا ضد الفلسطينيين- الأناضول
وصفت وسائل إعلام غربية، عام 2022 بالأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة، منذ سنة 2005، ويمكن أن يتصاعد العنف الإسرائيلي مع وصول حكومة بنيامين نتنياهو إلى الحكم.

ومنذ بداية العام الجاري، استشهد 224 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب المئات، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن العام 2022 شكل نقطة تحول في العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولم يمر عليهم عنف قاتل كهذا منذ عقدين تقريبا.

وأضافت أن القوات الإسرائيلية قتلت في عام 2022 فلسطينيين في الضفة الغربية، أكثر من أي وقت منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتوثيق منظم لعدد القتلى في عام 2005، وبعد نهاية الانتفاضة الثانية.

ويقول الخبراء إن زيادة العنف الأخير يعكس مزيجا متفجرا على الأرض وتغيرا جيليا، ويمكن أن يتصاعد مع وصول الحكومة الأكثر تطرفا في "إسرائيل" حيث يشارك فيها دعاة التفوق اليهودي والذين كانوا وراء إثارة العنف ضد الفلسطينيين. 

وحملت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية والأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي زيادة الأعداد ولجوئه إلى القوة المفرطة في أثناء عملياته شبه اليومية إلى جانب هجمات المستوطنين في الضفة الغربية حيث يعيش الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي. 

وأشار تقرير أممي إلى أن معظم الفلسطينيين قتلوا أثناء مداهمات لجيش الاحتلال أو مواجهات في مدينتي نابلس وجنين بالضفة الغربية. وأكثر من نصف القتلى هم دون سن الخامسة والعشرين.

ومن بين القتلى هذا العام مراسلة شبكة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة وعمر أسعد، 78 عاما، اللذان زاد مقتلهما من الإنتقاد الدولي لتل أبيب. 

وقال متحدث باسم منظمة الحق الذي امتنع عن ذكر اسمه خوفا من الانتقام الإسرائيلي، حيث داهمت القوات الإسرائيلية مقر المنظمة في رام الله بآب/أغسطس: "لقد سئم الناس كثيرا، سواء في القدس، جنين أم نابلس. ولم تظهر السنوات العشرون الأخيرة أي تحسن". 

وتابع بأن "المداهمات شبه اليومية في مناطق تحت سيطرة السلطة الوطنية تظهر أن سيادتها ليست موجودة".

وقال منسق الأمم المتحدة لشؤون العملية السلمية تور وينسلاند: "هناك دينامية جديدة في الضفة الغربية وحول القدس" "جيل جديد" من الإسرائيليين والفلسطينيين في نزاع و"هناك حاجة ماسة لخفض التوتر". 

وأشار إلى "التوتر المتنامي حول ما يطلق عليها محاور الاحتكاك"، أي المناطق التي يواصل فيها المستوطنون التعدي على أراضي الفلسطينيين ويتزايد العنف.

ولاحظ المحللون تطورا ملحوظا هذا العام وهو ظهور جيل جديد من المسلحين الفلسطينيين، كتيبة جنين وعرين الأسود، وكلاهما يقودها شباب غاضب.

ورفض جيش الاحتلال تقديم عدد التحقيقات الداخلية التي فتحت في سوء سلوك الجنود، وفي أيلول/سبتمبر أعلن عن نتائج تحقيقه بمقتل شيرين أبو عاقلة التي قتلت بسبب رصاصة في الرأس وهي تقوم بتغطية مداهمة إسرائيلية لمخيم جنين في أيار/مايو.

وهناك تحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" ناقض مزاعم الجيش عن وجود تبادل إطلاق النار وقت مقتل أبو عاقلة. وقال الجيش إنه لن يقوم بمتابعة القضية جنائيا ضد الجنود.

وقالت درور سادوت، المتحدثة باسم منظمة بتسليم: "لم يحاسب أحد في الحالات التي قتل فيها فلسطينيون.. ولا أحد يطالب بالمحاسبة".

واقترح إيتمار بن غفير الذي سيتولى الأمن العام في الحكومة الإسرائيلية الجديدة منح قوات الأمن صلاحية واسعة لاستخدام الرصاص الحي لقتل الفلسطينيين وحمايتهم من الملاحقة القانونية لجرحهم أو قتلهم الفلسطينيين. 

وقال المتحدث باسم منظمة الحق إن معظم الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية هذا العام يبدو أنهم متفرجون أو ضحايا استخدام مفرط للقوة. 

وفي بداية كانون الأول/ ديسمبر قتل جيش الاحتلال فتاة كانت على سطح بيتها أثناء عملية مداهمة قريبة.

وأخبر وينسلاند مجلس الأمن أن الجيش الإسرائيلي أطلق رصاصة قاتلة على فتى عمره 16 عاما كان يرمي الحجارة على نقطة تفتيش خارج رام الله، مشيرا إلى "استمرار قتل القوات الإسرائيلية الفلسطينيين في حوادث لا يظهر أنهم يمثلون تهديدا محتوما على الحياة يثير القلق".

بدورها وصفت صحيفة "ديلي تلغراف" عام 2022  بأنه الأكثر دموية مر على الفلسطينيين منذ أكثر من عقد، مشيرة إلى إعدام الشاب عمار مفلح في منطقة حوارة.

ونقلت الصحيفة عن أقار ب مفلح، أنه "عندما ذهب إلى حوارة كل ما كان يفكر فيه الشاب الفلسطيني هو أخذ وصفة طبية، وفي المساء كان ملقى على قارعة الطريق بلا حراك، حيث مات بعدما أطلق عليه ضابط شرطة أربع رصاصات في حادث وصفه البعض بأنه عملية إعدام في الشارع".
 
وأضافت أن مفلح الذي قتل في سن الـ 22 عاما كان واحدا من 150 فلسطينيا قتلوا في المناطق المحتلة هذا العام، وهو أكبر عدد يسجل منذ عام 2006، في وقت تقوم فيه القوات الإسرائيلية بعمليات دورية لملاحقة المسلحين. 

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من زيادة العنف في الضفة الغربية في ظل حكومة نتنياهو الذي وضع  توسيع الاستيطان على رأس أولوياته، وتعهد بالاعتراف بعدد من الكتل الاستيطانية وضم الضفة الغربية كجزء من صفقة مع حلفائه المتطرفين.
 
وقال عم الشاب مفلح إنه "كان يمشي في جانب الشارع وحاول مستوطن أن يحشره، ليقوم المستوطن بإطلاق النار عليه، ومع وصول القوة الإسرائيلية للمكان، تجادل مع جندي أطلق النار عليه أربع مرات من مسدسه".

وانتشر مقطع فيديو الجريمة بشكل واسع مما أثار اتهامات بأن مفلح أعدم على الطريق.

وتقول الصحيفة إن الحادث أثار شجبا من مسؤول الأمم المتحدة الذي عبر عن "رعبه" وزاد من التمحيص في أساليب القوات الإسرائيلية التي استخدمت القوة القاتلة ضد الفلسطينيين العزل، بمن فيهم الصحفيون والأطفال.