ملفات وتقارير

هل تربك عودة عقيلة صالح لرئاسة البرلمان المشهد الليبي؟

أكد أعضاء البرلمان الليبي أن صالح سيعود لرئاسة المجلس بداية من الجلسة المقبلة - فيسبوك

مثلت عودة المرشح الرئاسي، عقيلة صالح لسالف مهامه رئيسا للبرلمان الليبي مصدرا لعدد من التكهنات والتساؤلات حول تأثير ذلك على أداء البرلمان في ظل انفتاح الرئيس المنتهي تكليفه فوزي النويري على جميع المؤسسات بالبلاد.

وأكد أعضاء البرلمان الليبي أن "صالح سيعود لرئاسة المجلس بداية من الجلسة المقبلة المقرر عقدها الإثنين القادم، وأن القرار جاء بعد مطالب من أعضاء في الكتلة المحسوبة على عقيلة وبعد قرار تأجيل الانتخابات".

وفي أول قرار عقب عودته، أكد صالح أن قرار تغيير مجلس القضاء صدر في جلسة رسمية للبرلمان وأنه لا يمكن إلغاء القرار بمجرد رسالة، في إشارة لرسالة نائبه "النويري" والتي طالب فيها بعدم تنفيذ القرار حتى يتم التأكد من شرعيته.

وهنا يبرز التساؤل التالي: هل تربك عودة صالح المشهد السياسي الليبي؟ وهل يلغي القرارات التي اتخذها النويري نظرا لموقفه من قرار تغيير مجلس القضاء؟

عودة على عقب

وأكد عضو مجلس النواب الليبي وعضو لجنة الحوار السياسي، زياد دغيم، أن "عودة عقيلة صالح إلى سابق عمله رئيسا للبرلمان يقصيه من الترشح لرئاسة البلاد وأن حضوره الجلسة المقبلة قد يبطل ما يصدر عنها من قرارات".

وأوضح في تصريحات لـ "عربي21" أن "إدارة رئيس البرلمان المكلف، فوزي النويري للجلسات واللقاءات والقرارات الصادرة أعادت الهيبة للمؤسسة التشريعية كون الأخير احترم النظام الداخلي والعمل الجماعي والتشريعات الليبية النافذة، مؤكدا أن هناك تيارا داخل المجلس لن يسمح باختطاف المستشار للقرار داخل البرلمان".

تبادل أدوار

 

بينما قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، علي السويح لـ "عربي21" إن "عقيلة صالح لم يخرج من المناكفات حتى يعود إليها"، مضيفا أن "نائبه النويري لا يمكنه التصرف دون التشاور مع صالح أي أن الأمر برمته تبادل أدوار حتى وإن قام النائب بإصدار بعض القوانين سوف يقيمها عقيلة ويقوم بإلغائها".

وتابع: "وفيما يخص تغيير الحكومة فهو هدف عقيلة وبعض النواب وبعض الأطراف الأخرى بحجة أن الدبيبة يقوم بصرف الأموال العامة دون تحقيق فائدة ولم يلتزم بالخطة التي جاء من أجلها وهناك بعض الخلافات الأخرى بينه وبين عقيلة إلا أن هناك توجها واضحا لإطالة مدة إجراء الانتخابات أطول وقت ممكن".

إقالة الدبيبة

فيما أكد عضو لجنة الحوار السياسي، أحمد الشركسي أن "رئيس البرلمان عقيلة صالح سيعمل بقوة على بسط سيطرته مجددا على البرلمان وقراراته، لكن لا أعتقد أنه سيقوم بتتبع كل قرارات نائبه المكلف النويري وإلغائها".

وأوضح في تصريح لـ "عربي21" أن "المرحلة الراهنة تتطلب إعادة هيكلة أو تغيير الحكومة الحالية، وفي الحالتين لا بد من إقالة رئيسها "الدبيبة" الذي أصبح طرفا في الصراع ووجوده يسبب مشاكل هائلة".

خارطة جديدة

من جانبه علق المحلل السياسي الليبي، أحمد جمعة بوعرقوب بالقول إن "عودة صالح تعني أن ملف الانتخابات الرئاسية قد أقفل تماما" مضيفا أنه "عاد ليكون على رأس التغيير القادم ويساهم بشكل مباشر في رسم ملامح الخارطة السياسية للمرحلة القادم".

وتابع بوعرقوب لـ "عربي21": "هناك رغبة لدى عدد كبير من أعضاء مجلس النواب في تغيير الحكومة الحالية وتسمية شخصية قوية من الغرب الليبي تعمل على إنهاء الانقسام السياسي والمؤسساتي، خاصة أن عقيلة عقد اجتماعات كثيرة المدة الماضية مع شخصيات مؤثرة في المشهد، لذا أعتقد أن خارطة الطريق قد نضجت وبتوافق كبير مع كل الأطراف الفاعلة وسوف تتضح ملامحها في الجلسة المقبلة".