ملفات وتقارير

تيار سياسي جديد في ليبيا.. ما أهدافه ومن قادته؟

أعلن "بوسهمين" عن إطلاق تيار سياسي جديد تحت مسمى "يا بلادي"، يهدف إلى وضع رؤية للوصول إلى دولة مدنية- يوتيوب

أثارت العودة المفاجئة لرئيس المؤتمر الوطني الليبي السابق، نوري بوسهمين، إلى المشهد السياسي، وإعلانه عن تيار سياسي جديد، تساؤلات عن أهدافه وداعميه داخليا وخارجيا، فضلا عن هوية قادته، وما إذا كان للأمر علاقة بالانتخابات المرتقبة.

وأعلن "بوسهمين" عن إطلاق تيار سياسي جديد تحت مسمى "يا بلادي"، يهدف إلى وضع رؤية للوصول إلى دولة مدنية، مطالبا، بتصريحات صحفية، كل من أسماهم "الشخصيات الوطنية" بالانضمام إليه، معتبرا أن المشهد الآن تغيب عنه رؤية سياسية وطنية حقيقية، متعهدا بإجراء عدة جولات بالبلاد لشرح رؤية التيار الجديد.

وجاءت هذه الخطوة من قبل "بوسهمين"، الذي توارى عن الأنظار لفترة طويلة، بالتزامن مع استعدادات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا لتهيئة الظروف لاستحقاقات انتخابية مقبلة، واستكمال كافة الأمور الفنية والمالية لتحقيق ذلك وفقا للمعايير الدولية، بحسب ما أعلنت الحكومة مؤخرا.

"تيار إسلامي"

ورأى نائب رئيس المؤتمر الوطني الليبي السابق، جمعة عتيقة، أن التيار الجديد "محدد الملامح والشكل وسيضم مجموعة من بقايا الإسلاميين المتنفذين في الغرب الليبي والمؤتمر الوطني سابقا، أما بخصوص شخصية بوسهمين، فتتوافر فيها الصفات التي تجعل منه شخصا قابلا للاستخدام وأن يلبي بعض الطموحات الشخصية للبعض"، كما رأى.

وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21" قال إنه "لا يرى لهذه الخطوة أي ضرورة أو فاعلية الآن، ويكفينا إهدارا للوقت في تدوير الفشل".

 

وتابع: "هذه الشخصيات تمت تجربتها وثبت فشلها في الكثير من المواقف، وإعادة تدويرها الآن يؤكد عدم تقدير هؤلاء للظرف الخطير الذي تمر به البلاد حاليا"، بحسبه.


"مشاركة وخطوة جيدة"

بدوره، قال الكاتب الصحفي الليبي، المبروك الهريش، إن الخطوة "جيدة لإثراء الحياة الحزبية خاصة بعد أن ساد الرأي العام الليبي حديث تجريم العمل الحزبي وتخوين مرتاديه".

 

اقرأ أيضا: كشف هوية الطيران الذي ضرب الوطية.. ومجلس الدولة يدين

 

وأضاف أن "إطلاق هذا الحزب يجسد معاني الدولة المدنية، ولعل من المهم جدا أن يبنى على مفاهيم المشاركة في الوطن مع الأحزاب الأخرى وليس المغالبة السياسية المبنية على الإقصاء والتخوين".

وأشار في تصريحاته لـ"عربي21" إلى أنه "من المهم كذلك أن يرتكز التيار الجديد على مشروع وطني يعالج مشاكل الناس وقضاياهم ولا يفسد جهوده في الجدل الأيديولوجي العقيم".

 

وتابع: "أما بخصوص أهدافه فلا أتوقع سعي بوسهمين ليكون مرشحا توافقيا بقدر سعيه إلى تكوين حزب سياسي يشارك في الانتخابات القادمة التي من الممكن أن تجرى بعد عام على الأقل".

"فرصه ضعيفة"

وبدوره قال الإعلامي الليبي المقيم في تركيا، منير المهندس إن "ظهور تيار بوسهمين في هذا التوقيت يأتي في إطار محاولة لتحقيق موضع قدم بين التجاذبات السياسية الحالية وقد كان سابقا على رأس السلطة التشريعية في البلاد لكنه فشل فشلا ذريعا بسبب سطوة المليشيات عليه وابتزازه".

وأضاف: "بخصوص الاحتفاء الإعلامي الكبير بالتيار الجديد هو لربما لأن بروز التيارات السياسية أفضل من التشكيلات العسكرية، أما الشخصية نفسها فلن تكون هي التوافقية ولا حتى المرشح الأقوى في المستقبل لافتقاده النظرة المعرفية الشاملة والتركيبة الاجتماعية القبلية".

 

وتابع، في حديثه لـ"عربي21"، قائلا: "أما عن الدعم الخارجي فهو لا يتوقف عن أي طرف في ليبيا لتحقيق غايته وأجنداتهم".

 

وتأتي الخطوة في وقت تشهد فيه البلاد توترا شديدا وتدخلات خارجية وحسابات شديدة التعقيد، لا سيما بعد وصول الجيش الليبي إلى أبواب سرت، ما استثار الدول الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر ضد طرابلس وداعمتها تركيا.