ملفات وتقارير

مصادر لعربي21: دمج مقاتلي "أبو العباس" بقوات طارق صالح

كتائب أبو العباس وقوات طارق صالح مدعومة إماراتيا- تويتر

علمت "عربي21" من مصادر يمنية خاصة بـ"بدء إدماج مقاتلين من كتائب "أبو العباس" السلفية في محافظة تعز (جنوب غرب) ضمن التشكيلات التابعة لنجل شقيق الرئيس الراحل، طارق صالح، المدعومة إماراتيا، والمتمركزة في مدينة ساحلية على البحر الأحمر.


وقال مصدر في الكتائب لـ"عربي21"، مشترطا عدم كشف اسمه، إن هناك أفرادا في الكتائب التي يقودها القيادي السلفي عادل عبده فارع، المدعوم من أبوظبي والمصنف على قائمة إرهاب خليجية وأمريكية، لم يتم استيعابها ضمن قوات الجيش الوطني المتمثلة باللواء 35 مدرع التي تنضوي الكتائب ضمن قوامه.


وأضاف أنه تم دمج تلك القوة التي لم يتم استيعابها في اللواء الحكومي، ضمن التشكيلات التابعة للعميد، طارق صالح، وتحت مسمى "اللواء العاشر حراس جمهورية".


وأشار المصدر في كتائب "أبو العباس" إلى أنه من ضمن هذه القوة المدمجة ضمن قوات طارق المدعوم إماراتيا، جرحى ومعاقين رفضت قيادة الجيش في تعز علاجهم واستيعابهم"، مؤكدا أنها مبادرة إنسانية، وتقديرا لتضحياتهم من طارق صالح.


وأكد أن الجرحى المشكلين ضمن اللواء الجديد تحت قيادة نجل شقيق صالح، ليس بالضرورة أن تمنعه إصابته من العودة إلى الميدان.


وهذا يأتي تأكيد لما كشفته "عربي21"، أواخر تشرين أول/ أكتوبر 2018، عن مساع لنجل شقيق صالح، العميد طارق، أثارت خلافا مع قيادة ألوية العمالقة حينها، وتقضي "بضم كتائب "أبو العباس" في نطاق قواته.


كما تهدف تلك المساعي إلى "سحب آلاف المقاتلين السلفيين المتحدرين من محافظات شمال اليمن من التشكيلات العسكرية التابعة لأولوية العمالقة وضمها، هي الأخرى، لقواته المتواجدة في الساحل الغربي بالقرب من باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولية".


اقرأ أيضامصدر يمني يكشف عن خلافات بين العمالقة ونجل شقيق صالح

وبحسب مراقبين، فإن هذه الخطوة تبدو "مثيرة جدا لقوات الجيش في تعز، والتي حذر منها مصدر عسكري مسؤول بالجي، كونها تكشف عن مخطط إماراتي للانقضاض على قوات اللواء 35 مدرع، بعد اغتيال قاده العميد عدنان الحمادي نهاية العام الماضي".


وقال المصدر العسكري المسؤول لـ"عربي21"، إن بعض الوحدات الفرعية المحسوبة على قوام اللواء 35 مدرع ليست لها عضوية فيه، في إشارة إلى كتائب "أبو العباس"، ولكنها مجرد انتساب لإضفاء المشروعية عليها.


وبحسب المصدر، فإنه نتيجة ضغط الإمارات على قيادة اللواء السابقة، تم التغاضي عنها أحيانا، وباعتراف تلك القيادة، والتمادي معها، وكانت العلاقة بينها وبين الكتائب متذبدبة.


وأوضح أن تلك المجاميع كانت تنتظر فرصتها للانقضاض على اللواء المتمركز في ريف تعز الجنوبي، وتجييره لصالح أجندتها، أو تعيين قيادة جديدة موالية لها، خلفا لقائد المعسكر المغتال، العميد الحمادي، مؤكدا أن تسيس قضية اغتيال الشهيد الحمادي -حسب وصفه- بمثابة ابتزاز للحصول على مكاسب من هذا القبيل، يضمن نجاح المخطط الذي تشرف عليه أبوظبي، في الهيمنة على معسكر 35 مدرع.


ووفقا للمصدر، فإن تأخر تعيين قائد جديد للواء خلفا للحمادي، وربما نتيجة الاستعجال في "قطف الثمرة" بناء على رغبة "المخرج الإماراتي"، تم البحث عن مسار جديد متوافق معها في الأهداف والتوجهات القادمة، والشروع بـ"دمج تلك المجاميع في نطاق قوات طارق صالح غير النظامية".


واستدرك: "لاشك، أن هناك نواة وطنية صلبة في اللواء 35 مدرع، ومن مختلف المستويات القيادية، والرهان عليها كبيرا، في إفشال أي مخطط ضد قوات اللواء وتماسكه".


وكان مصدر مسؤول في قيادة الجيش بتعز، قد كشف في تشرين أول/ أكتوبر 2019، عن عملية تجنيد تمولها دولة الإمارات بعيدا عن مؤسسات الدولة لجأت إليها قيادة الكتائب، لتعويض حالة النقص في العدد، التي تعاني منها، بعد انشقاق ما يزيد على 1300 مسلح، بينهم قادة بارزون، من إجمالي القوة المقدر قوامها بـ1700 مسلح، بحسب سجلات الجيش.

 

اقرأ أيضا: انشقاقات كبيرة بكتائب "أبو العباس" المدعومة إماراتيا باليمن


وتنشط سلطات أبوظبي في منطقة الساحل الغربي، رغم إعلانها سحب قواتها من هناك، ضمن خطة لتقسيم محافظة تعز وفصلها عن سواحلها، أماطت "عربي21" اللثام عنها، أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.


اقرأ أيضامصادر لـ"عربي21": تفاصيل خطة إماراتية لتقسيم تعز اليمنية

 
وتتضمن الخطة "وضع المناطق الواقعة على امتداد الساحل من المخا وحتى ذوباب وباب المندب، مرورا بمديريات موزع والوازعية ومديريات الحجرية في المحور الجنوبي الغربي لتعز" في نطاق إداري جديد تحت اسم "إقليم المخا".