ملفات وتقارير

توتر سياسي متصاعد بين إسرائيل وبلجيكا

إسرائيل غاضبة من إصرار بروكسل على دعوة الرابطة الدولية لحقوق الطفل في فلسطين لجلسات مجلس الأمن الذي تترأسه في هذه الفترة- تويتر

قال تقرير إسرائيلي إن "التوتر القائم بين إسرائيل وبلجيكا وصل ذروته في الأيام الأخيرة، على خلفية دعوة بروكسل منظمة حقوقية تتعاون منذ سنوات طويلة مع منظمة فلسطينية إلى النقاش الذي شهده مجلس الأمن الدولي، في حين اعتبرت إسرائيل ذلك تجاوزا لخط أحمر".


وأوضح إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن "بلجيكا التي تترأس مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة دعت في الجلسة الأخيرة براد باركر، كبير مستشاري الرابطة الدولية لحقوق الطفل في فلسطين، الذي ألقى خطابا أمام أعضاء مجلس الأمن بشأن جلسة حول حقوق الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة".


وزعم أن "فاركر يعدّ كبير مستشاري الفرع الفلسطيني لهذه الرابطة، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، والمنظمة لها علاقات وثيقة مع منظمة فلسطينية مسلحة، ما أثار غضبا واسعا في إسرائيل، لاسيما أن السنوات الأخيرة تشير إلى أن بلجيكا انتهجت خطا هجوميا ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، لكن إحضار باركر في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن تسبب بوصول التوتر مستويات قياسية مع إسرائيل".


وأشار إلى أن "الأسابيع الأخيرة شهدت تبادل بلجيكا وإسرائيل لاتهامات متبادلة، وصلت ذروتها من خلال استدعاء مساعد السفير البلجيكي في إسرائيل مرتين لوزارة الخارجية، في حين تم استدعاء سفير إسرائيل في بلجيكا عمانوئيل نخشون لدى وازرة الخارجية البلجيكية، ورغم ذلك فإن بلجيكا لم تتراجع عن هذا القرار، وأعلنت أنها ستعيد استضافة باركر من جديد في جلسة 24 من الشهر الجاري".


وأكد آيخنر أن "إسرائيل أوضحت لبلجيكا أن ما تقوم به هو تجاوز لخط أحمر، لأن هناك علاقات وثيقة بين الفرع الفلسطيني لتلك الرابطة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي منظمة مصنفة على أنها "إرهابية" لدى إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا".


وأضاف أن "الوفد الإسرائيلي في الأمم المتحدة لديه معلومات بأن هذا الفرع الفلسطيني للرابطة الدولية يقيم منذ سنوات علاقات وثيقة مع أذرع الجبهة الشعبية، في ظل تشابه الخلفيات الأيديولوجية بين الجانبين، فيما دأب باركر في السنوات الأخيرة على مهاجمة إسرائيل عبر شبكات التواصل، واتهامها بالتنكيل بالأطفال الفلسطينيين، وارتكاب جرائم حرب بحقهم".

 

وأشار إلى أن "بارك أعلن في سنوات سابقة دعمه لقوافل التضامن مع قطاع غزة، وتأييد مروان البرغوثي القيادي الفتحاوي المعتقل في السجون الإسرائيلية، واصفا إياه برجل السلام الذي اغتالته إسرائيل سياسيا، كما شارك في مظاهرة شعبية شهدتها مدينة رام الله في 2017 ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".


وأوضح أنه "بين عامي 2014-2017 تم دعم الفرع الفلسطيني للرابطة الدولية الخاصة بحقوق الأطفال بما يزيد عن مليون دولار، تبرعت بها السويد وسويسرا والدانمارك وهولندا".


وختم بالقول إن "السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون هاجم قرار نظيره البلجيكي السفير مارك بايتوربا، زاعما أننا أمام منظمة تدعم العنف ضد إسرائيل، وبلجيكا مدعوة لإبقاء داعمي هذه المنظمة خارج قاعة الأمم المتحدة، بدلا من منحهم مكانا ساميا حول طاولة مجلس الأمن الدولي".

 

تأسست الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فرع فلسطين عام 1991، ويعدّ الفرع الفلسطيني جزءا من الائتلاف الدولي للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال التي تأسست في جنيف عام 1979، وتتمتع الحركة بصفة استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة العمل الدولية، والمجلس الأوروبي. وهي المنسق لمنظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التي تعنى بالطفولة في مجال عدالة الأحداث.


وبالرغم من الائتلاف مع شبكة دولية، فإن الفرع الفلسطيني للحركة يعدّ جمعية فلسطينية غير حكومية مستقلّة، تطوّر برامجها وأنشطتها بناء على حاجات وأولويات الأطفال الفلسطينيين والمجتمع الفلسطيني.