ملفات وتقارير

بعد تفجيرات دامية.. عربي21 ترصد وضع تل أبيض وعودة الأهالي

البلدة شكلت محورا أساسا بنبع السلام التركية- تويتر

تعرضت بلدة تل أبيض، التي شكلت محورا أساسا بعملية "نبع السلام" العسكرية، شمال سوريا، لاختراقات أمنية خطيرة ومتكررة خلال الأسابيع القليلة الماضية، رغم سعي المعارضة لإعادة الحياة فيها إلى طبيعتها وتأمين عودة نازحيها.

ولإلقاء الضوء على التطورات في البلدة، التي شيّعت نحو 35 من أبنائها جراء أربعة تفجيرات، منذ مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تحدثت "عربي21" مع كل من محمد سعيد سليمان، وزير الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة المعارضة، ومحمد أديب، عضو مكتب العلاقات في الفيلق الثالث بـ"الجيش الوطني"، التابع للمعارضة.

وأكد الوزير "سليمان" تواصل عودة مدنيين إلى مدنهم وقراهم، التي تسيطر عليها المعارضة، رغم تلك التفجيرات، بما في ذلك الواقعة بمنطقة عملية "نبع السلام"، التي نفذها الجيش الوطني السوري المعارض بدعم من الجيش التركي، ضد الوحدات الكردية، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

واتهم الوزير الوحدات الكردية بتنفيذ تلك الهجمات، رغم عدم إعلان الأخيرة مسؤوليتها عنها، مؤكدا: "أيا كان حجم الإرهاب الذي ينتج عن هذه التفجيرات وأثره على الناس، فهو لا يقارب الإرهاب الذي تفرضه هذه المليشيات (الوحدات الكردية) في المناطق الخاضعة لسيطرتها".

اقرأ أيضا: معارضة سوريا تنفي أي تحول ديموغرافي بمناطق "نبع السلام"

 

خلايا نائمة


وأرجع "سليمان" تكرار حدوث الاختراقات إلى وجود "خلايا نائمة" للوحدات الكردية في المنطقة، فضلا عن استمرار تواجد عناصر لها في مناطق محيطة بكل من تل أبيض ورأس العين.

وأضاف أن الجيش الوطني ينفذ مهامه "بأقصى طاقة، ويحرص على تأمين نقاط التماس من الاختراق".

وتابع في المقابل بأن وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة هي المسؤولة عن تأمين المناطق "المحررة"، مؤكدا أن أجهزتها الأمنية تتشكل وتنتشر هناك "بشكل تدريجي".

وقال: "تعمل الحكومة السورية المؤقتة حاليا، عبر وزارة الداخلية، على تشكيل قوى الأمن العام ومراكز الشرطة في مدينتي تل أبيض ورأس العين، بالتوازي مع تشكيل وزارة الإدارة المحلية والخدمات مجالس محلية تقوم بإدارة هذه المناطق، وتنسق مع المؤسسات الأخرى لضبط الأمن".

"تجنيد عملاء"

بدوره، اتهم "محمد أديب"، من الجيش الوطني، الوحدات الكردية باستخدام "أساليب قذرة ودنيئة لتجنيد عملاء وتنفيذ جرائمهم".

وفي حديث لـ"عربي21"، قال عضو مكتب العلاقات في "الفيلق الثالث"، إن تحقيقات تجري حاليا لكشف خيوط الاختراقات الأمنية، وسيتم الكشف عن نتائجها قريبا.

واتهم "أديب" الوحدات الكردية "باستغلال حركة المدنيين واحتياجاتهم لقتلهم واستهدافهم"، دون تفاصيل إضافية.

وأضاف: "الجيش الوطني لم ولن يرد بالمثل على هذه الجرائم الشنيعة، لأن لديه قيما ومبادئ، تحترم الإنسان وحياته وحقوقه.. نحن نضحي لحماية المدنيين".

وبشأن الإجراءات التي تم اتخذاها إثر التفجيرات، قال: "لقد اتخذنا إجراءات عديدة لضبط حركة الدخول والخروج، والتأكد من الأشخاص والآليات".

اقرأ أيضا: رأس حربة نبع السلام حصريا من تل أبيض

وتابع: "تمكنا من منع عدة استهدافات، وضبط عدة مفخخات، والقبض على بعض المنفذين والمتورطين، ونتابع اتخاذ المزيد من الاجراءات، سعيا لتأمين المنطقة بشكل كامل".

وأكد "أديب" أن ما تعرضت له تل أبيض "سيؤثر مرحليا على سرعة عودة النازحين والمهجرين"، إلا أنه شدد على مواصلة العمل لتأمين عودتهم.

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية قامت خلال سنوات سيطرتها على تل أبيض بحفر الأنفاق، و"تحويل المدينة إلى ما يشبه مستوطنة مزودة بالتحصينات ومزروعة بالألغام، ومجهزة لأن تنسف بمن فيها".

وقال إن المعارضة تمكنت، رغم ذلك، من تأمين المنطقة خلال فترة وجيزة، و"تمت إزالة جميع الأخطار التي تهدد حياة المدنيين، من ردم للأنفاق ونزع للألغام، وتفكيك للعبوات الناسفة، وغير ذلك الكثير مما تطلب جهدا وعملا دؤوبا لإنجازه".

وتابع بأن "مظاهر الحياة عادت إلى تل أبيض خلال الأيام الأولى التالية للتحرير، وعادت الخدمات الأساسية بشكل مقبول، وبدت الحركة واضحة ونشيطة في الأسواق".

ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من قوات سوريا الديمقراطية أو الوحدات الكردية على اتهامات المعارضة السورية.