قضايا وآراء

لو كان فيها خير لما أسسها مستعمر

1300x600
جامعة الدول العربية أو بيت العرب كما يحلو للبعض أن يطلق عليها، تأسست عام 1945، أي قبل النكبة الفلسطينية بثلاث سنوات، من قبل بريطانيا التي كانت تستعمر معظم العالم العربي في ذلك الوقت.

ومع أن العالم العربي في ذلك الوقت كان مقسوما ما بين الاحتلالين الفرنسي والبريطاني، إلا أن الدول السبع والتي شاركت في عملية التأسيس معظمها كانت تخضع تحت الاحتلال والحماية البريطانية.

كفلسطيني ولدت في مخيمات اللاجئين لم أر أي أثر للجامعة العربية إلا ما حدثني به أجدادي بأن جيوش الدول السب والتي دخلت فلسطين قبل النكبة كانت كلما أرادت الحرب أو صد العصابات الصهيونية، كان بعض قادة هذه الجيوش يحدثونهم بأن اليهود يأخذون الأرض في الليل ونحن نستردها في النهار. ولا زلنا أنا وآبائي وأجدادي ننتظر نهار جيوش جامعة الدول العربية أن يطلع أو أن يشرق، ولكن وللأسف ومنذ أكثر من 72 عاما لم يشرق هذا النهار عليناـ ولا زلنا في مخيمات اللجوء بعد أن صدقناهم أنهم قادمون لتحريرنا.

وتاريخ هذه الجامعة مليء بالخذلان لكافة الشعوب العربية، فهي لم تنصر ولن تنصر أي قضية عادلة لأي شعب عربي، فهي تواطأت مع إجرام المجرم حفتر ضد الشعب الليبي، ولم تنتصر لعذابات اهل اليمن سواء على يد الحوثي أو على يد التحالف السعودي، بل كانت تتخذ موقف المتفرج والمتواطئ كل الوقت. أما عن الثورة السورية فحدث ولا حرج، فهي طردت ممثل النظام السوري من جامعة الدول العربية ولكنها في نفس الوقت وقفت موقف المتفرج تجاه ما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتهجير، سواء على أيدي النظام أو المليشيات الإيرانية ومن معها من جماعة حزب الله والقصف الهمجي الذي تعرضت له المناطق السورية علي أيدي القوات الروسية. وعندما استفاقت هذه الجامعة من الغيبوبة الممتدة عشرات السنوات استجمعت شجاعتها فقط من أجل إدانة التدخل التركي في الشمال السوري وتحديدا في منطقة شرق الفرات.

قد يكون للعملية التركية ما لها وما عليها وقد يختلف البعض في وجهات النظر حول تأييد أو معارضة هذه العملية، ولكن المؤكد أن هذه العملية جاءت للتخلص من خطر جماعة PKk الانفصالية الكردية، والتي هجرت العرب السنة من هذه المناطق وفرضت عليهم فرضا التخلي عن كثير من العادات والتقاليد العربية. فدعت الجامعة العربية إلى اجتماع لبحث التدخل التركي وتقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن ضد تركيا، مع أن سوريا وهي البلد المفترض أنه تم الاعتداء على سيادته؛ لم تتقدم بأي شكوى.

استوقفني منظر الأمين العام أحمد أبو الغيط في أروقة الأمم المتحدة وهو يتسول السلام والمصافحة من وفد نظام بشار، فقد كان منظرا يدعو إلى الحزن والشفقة عى الحال الذي وصلت إليه هذه المنظمة.

أما نحن الفلسطينيين فلنا مع هذا الأمين العام حكاية عندما توعدنا في عام 3008 بكسر أرجلنا إذا تخطينا الحدود إلى مصر، عندما كنا نبحث عن غذائنا ودوائنا في ظل حصار خانق فرض علينا، يوم أن كان هو وزيرا لخارجية مصر. ولن ننسي الموقف غير الميمون وهو يمسك بيد وزيرة خارجية دولة الكيان السابقة تسبي ليفني وهي تعلن الحرب على غزة نهاية 2008.

فلو كان في هذه الجامعة خيرا لما أسسها مستعمر، ولو كان فيها خيرا أيضا لما كان أمينها العام أبو الغيط.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته