ملفات وتقارير

لماذا تعد انتخابات أمريكا النصفية ذات أهمية؟.. مختصون يجيبون

يسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونغرس الأمريكي- جيتي

تحتدم المنافسة بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، قبيل أيام من الانتخابات النصفية التجديدية للكونغرس الأمريكي المنعقد في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.


ويرى المراقبون أن الانتخابات المزمعة ذات طابع مهم واستثنائي، في ظل السياسة الداخلية والخارجية، لإدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي أبدت امتعاضا من الوسط الديمقراطي، الذي يسعى لتحقيق اكتساح في مجلس النواب، وتغيير خارطة مجلس الشيوخ.


ومن المقرر أن تجري في انتخابات المزمع عقدها بعد أيام، إعادة تشكيل مجلس النواب، والبالغ عدده (435 مقعدا)، وإعادة انتخاب ثلث مجلس الشيوخ، بالإضافة لاختيار 36 من حكام الولايات في أمريكا، إلى جانب ثلاث مناطق أمريكية.


ويسيطر الحزب الجمهوري حاليا على الكونغرس الأمريكي في مجلسيه، وفي مجلس النواب، يسيطر الجمهوريون حاليا، بـ236 مقعدا، وهي أعلى من حد الأغلبية (218 مقعدا).


بينما يحتفظ النواب الديمقراطيون على 193 مقعدا، وتبقى 7 مقاعد شاغرة بسبب استقالة أو وفاة شاغليها، من بينها أربعة مقاعد كانت لأعضاء جمهوريين، ومقعدين كانا لنائبين ديمقراطيين.

 

اقرأ أيضا: هكذا يحاول ترامب التأثير على مسار الانتخابات النصفية

أما في مجلس الشيوخ، فيسيطر الجمهوريون على 51 مقعدا من إجمالي المقاعد، والديمقراطيون يسيطرون على 47 مقعدا، ومقعدين لمستقلين، يصوتون دائما لصالح الحزب الديمقراطي.

 

استقطاب وانقسام


وفي هذا الصدد قال المختص بالشأن الأمريكي، سعيد عريقات، إن حالة الاستقطاب والانقسام السياسي والعداء بين معسكري المحافظين والديمقراطيين، غير معهودة، ومرارة انتخابات عام 2016، يجعل الانتخابات النصفية الحالية ذات طابع خاص على صعيد التنافس.


وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن فرص الحزب الديمقراطي في استرجاع الأغلبية في مجلس النواب، جيدة، ولكن ليس بالنسب التي كانوا يتوقعونها، مشيرا إلى أن الانتخابات لو عقدت قبل شهرين، لاستطاع الديمقراطيون بأن يحظوا بأغلبية كبيرة جدا في مجلس النواب، إلا أن هذه الفرص تراجعت في الوقت الحالي.


ورأى أن مفرزات الانتخابات النصفية لن تؤثر كثيرا على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أما داخليا، أوضح عريقات، أن الديمقراطيين يحاولون اتخاذ قرار تعيين بريت كافانو عضوا في المحكمة العليا، موقعا مهاجما الإدارة الأمريكية وترامب، ومحاولة طرده إن رجحت الكفة لصالحهم في مجلس النواب.


ولفت إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي مازال الجمهوريون يسيطرون عليه، وهو الجهة المخولة بالتصديق أو رفض السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي، لذلك لن تتأثر السياسة الخارجية الأمريكية بتلك الانتخابات كثيرا.

 

استفتاء على الرئاسة


وحول أهمية الانتخابات النصفية لدى الأمريكيين، قال عريقات، إن الانتخابات النصفية يعدها الأمريكيون بمثابة استفتاء على رئاسة ترامب، مضيفا أن الرئيس الأمريكي يحاول التأثير على الانتخابات من خلال المهرجانات الشعبية والشعبوية، لأنه يعتقد بأنه أي نتائج سلبية لصالح حزبه، يعني أنه تراجع عن مشاريعه.


زفي السياق ذاته، قال المختص بالشأن الأمريكي خالد صفوري، إن هذه الانتخابات تعني استفتاء على سياسة ترامب، الداخلية والخارجية، والتي أثارت انتقادا من الحزب الديمقراطي.

 

اقرأ أيضا: تعرف على الانتخابات النصفية بأمريكا وأثرها على ترامب

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن الرئيس الأمريكي يعلم بأنه إن سقط الحزب الجمهوري في هذه الانتخابات، فذلك يعني أن خططه ومشاريعه في السنتين المقبلتين ستكون معطلة، ويستطيع الكونغرس الأمريكي استدعاء كبار الإدارة الأمريكية، كما أنه لديه سلطة قضائية في فتح تحقيقات تتعلق بسياسة ترامب ما قبل الانتخابات النصفية.


وأوضح أن أي سيطرة للديمقراطيين على أي من جناحي الكونغرس الأمريكي، فإنهم يستطيعون تعطيل وتجميد ميزانية الدولة التي يجب أن تحصل على موافقة من مجلسي النواب والشيوخ، وعليه تعطيل خطط ترامب بعد ذلك.


ولفت إلى أن استفتاءات الرأي العام في الولايات المتحدة، أظهرت توقعات بتقدم الحزب الديمقراطي، في مجلس النواب.


وحول السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي، رأى صفوري، بأن الديمقراطيين حتى وإن تقدموا في انتخابات مجلس النواب، فإنهم لن يتصادموا مع ترامب، على صعيد الملف النووي الإيراني، لأن جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، والذين لديهم نفوذ داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

 

خطابات الكراهية والعنصرية


وأشار صفوري، إلى أن ادعاءات الرئيس الأمريكي بحجب الجنسية بالولادة للمهاجرين، باطلة، منوها إلى أن ما يتحدث به ترامب مخالف للدستور الأمريكي، موضحا أن تغيير أي بند في الدستور الأمريكي سيحتاج لثلثي أعضاء الكونغرس الأمريكي، وثلثي أعضاء حكام الولايات، وهو أمر صعب جدا.

 

اقرأ أيضا: نيوزويك: غموض بمستقبل ترامب مع قرب الانتخابات النصفية

وأوضح أن الرئيس ترامب، يستغل خطاب الكراهية والعنصرية للمهاجرين ذو البشرة البنية والسود، بهدف إشعال غضب مؤيديه والذين يشكل 99 في المئة منهم من البيض في مناطق الجنوب، وهم يكرهون الأجانب، ويكرهون كل من هو غير أبيض.


ولفت إلى أن الغالبية البيضاء في أمريكا، لديها شعور بأنها قد تصبح أقلية مع حلول عام 2040، لذلك يقوم الرئيس ترامب بالتلاعب على هذا الوتر، وهناك محاولات يقوم بها لتغيير سياسات الهجرة، لوقف الهجرة من الدول الأسيوية وأمريكا الجنوبية، وزيادة الهجرة من أوروبا للمحافظة على سيطرة البيض في الولايات المتحدة.