ملفات وتقارير

6 مطالبات للمصريين بالتقشف.. كيف يعيش أصحابها؟ (فيديو)

التقشف مطلوب من المواطن البسيط فقط - أرشيفية
التقشف مطلوب من المواطن البسيط فقط - أرشيفية
بين مطالبة أحد نواب البرلمان للمصريين بالإفطار بجنيه مصري واحد، ودعوات إعلامية بمواجهة الأزمة الاقتصادية بالتقشف في الطعام، طالبت جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، الشعب بتحمل الأوضاع الصعبة لمدة سنة ونصف جديدة.

وكلمة التقشف ليست جديدة على أسماع المصريين، فقد استخدمها الرؤساء جمال عبد الناصر، وأنور السادات، فصبروا على الأول وعاش فقراء المصريين "حفاة" بحجة بناء الجيش ومواجهة العدوان، بينما رفض الشعب محاولات السادات عام 1977 بزيادة أسعار اللحوم والخبز، فيما نجح مبارك في استخدام كلمات جديدة منها "شد الحزام" و"الخروج من عنق الزجاجة" على مدار 30 عاما.

"عربي21" رصدت ست مطالبات للمصريين بالتقشف والصبر على الغلاء والفقر، فيما لا يلتزم أصحاب تلك الدعوات بما ينصحون به الشعب.

جيهان السادات

وسط عشرات المشاركين في ذكرى مقتل الرئيس الراحل أنور السادات، الخميس، دعت زوجته جيهان السادات، جموع الشعب المصري للتقشف والصبر على الأوضاع الاقتصادية الصعبة لمدة سنة ونصف أخرى، بحجة أننا الآن في عنق الزجاجة.



أول "سيدة أولى" في تاريخ الجمهورية المصرية؛ كررت دعوتها في احتفال المجلس القومي للمرأة بذكرى "نصر" أكتوبر مساء الخميس، وقالت: "صحيح الأسعار مرتفعة ونعاني منها جميعا، لكن الأمر لن يطول كثيرا وسنجني ثمار ذلك، لا بد من الصبر والتوحد". وحذرت من الدعوات المطالبة بثورة جياع، مضيفة: "مش هنعمل ثورة لأن هذا الشعب أصيل، وسيتحمل من أجل مستقبله ومستقبل أبنائه".

وكانت جيهان السادات قد طالبت الشعب المصري، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، خلال لقائها مع الإعلامي عادل حمودة، بالصبر على الأوضاع الحالية - التي ازدادت سوءا - قائلة: "نستحمل شوية ونيجي على نفسنا سنتين عشان خاطر مصر، وبعدها هتشوفوا هتديلكم إيه".



وجيهان السادات مُحاضرة جامعية وأستاذة زائرة في الجامعة الأمريكية، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية، وكانت تعيش بأمريكا منذ مقتل السادات، لكنها تركت التدريس في أمريكا في 2015، وعادت للحياة في القاهرة.

وتظهر جيهان السادات بمظهرها الارستقراطي المعتاد منذ عهد السادات، في جميع لقاءاتها، ولا يبدو عليها وأسرتها المكونة من ثلاث بنات وابنها جمال السادات أية مظاهر لتقليل الاستهلاك أو التقشف الذي تدعو إليه.

نواب الشعب

وأطلق النائب البرلماني عاطف مخاليف، خلال حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي، يوم الاثنين، دعوة للشعب المصري، طالبه بأن يتحمل الظروف الاقتصادية الحرجة مع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، زاعما أن المواطن يستطيع أن يتناول وجبة إفطار بجنيه واحد فقط، معتبرا أن ما يزيد عن الإفطار بجنيه يعد حياة رغد ورفاهية يجب أن يتخلى عنها المصريون.



وكان النائب البدري أحمد ضيف، عن دائرة أسيوط، قد دعا في تصريح لموقع "البوابة نيوز"، في 2 آب/ أغسطس الماضي، الشعب المصري بأن يقوم بخطوات جادة للتقشف لمواجهة الارتفاع الجنوني بالأسعار. وقال: "لا بد على الجميع دعم الاقتصاد بالحد من الاستهلاك المفرط في كل السلع، خلال تلك الفترة حتى تتجاوز الدولة الأزمة".

وفي المقابل، قرّر مجلس النواب في 7 شباط/ فبراير الماضي، رفع المكافأة الشهرية لأعضائه، ليبلغ قدرها 15 ألف جنيه (نحو 1764 دولاراً أمريكياً)، بزيادة قدرها 25 في المئة عن الرواتب المعتمدة في البرلمان السابق.

وسبق مطالبات النواب الشعب بالتقشف؛ اقتراح حزب المصريين الأحرار بزيادة رواتب وامتيازات أعضاء المجلس في الوقت نفسه الذي وافق البرلمان على زيادة أسعار أدوية الفقراء التي تقل عن 30 جنيها بنسبة 20 في المئة، إلى جانب قانون القيمة المضافة وزيادة الضرائب والرسوم على المحررات الرسمية.

حملة الشعب يأمر

وبينما أطلق الإعلامي عمرو أديب حملته الشهيرة "الشعب يأمر"، الاثنين الماضي، حيث طالب أصحاب السلاسل التجارية والمحلات الكبري بتخفيض الأسعار 20 في المئة لمدة ثلاثة أشهر، طالب أديب المصريين بتقليل الاستهلاك وعدم شراء أي سلع أو منتجات غالية السعر، قائلا: "بلاش منها"، رد عليه النشطاء بهاشتاج عبر "تويتر" #الشعب_يأمر، مطالبين عمرو أديب بالتبرع بنصف راتبه الذي يبلغ 50 مليون جنيه سنويا.

وقال المحامي المعارض عمرو عبد الهادي، عبر صفحته في "تويتر": "عمرو أديب لابس بدلة ثمنها 5 آلاف دولار، وقميص 500 دولار في استوديو 50 مليون دولار، وبيقول للناس متاكلوش فاصوليا".

أطباق عمرو أديب

وكان أديب قد قدم دعوة غريبة للتقشف وتقليل الاستهلاك عبر تصغير الأطباق، ففي 23 آذار/ مارس 2015، طالب الشعب المصري بتقليد الدول المتقدمة في أوقات التقشف واستخدام أطباق صغيرة.


بالفيديو .. عمرو أديب يطالب بــ " تصغير الاطباق... by ArabMediaHub




 فخدة أحمد موسى

أما الإعلامي أحمد موسى؛ فقد طالب المصريين، في برنامج "على مسؤوليتي"، في 6 حزيران/ يونيو، بالتقشف في إفطار وسحور شهر رمضان، قائلا: "كفاية لبن وشوية بلح وشوية سكر ومعاهم لمون، هيبقى أحلى فطار، وسيبكوا من قمر الدين وبلاش عين جمل هيعملكوا إيه يعني! هيعالجكوا من القلب!".

وفي الوقت نفسه، أكد موسى أنه سوف يفطر في اليوم الأول من رمضان بـ"فخدة ضاني"، وأنه لا يشعر برمضان بدون تناول القطايف.



تقشف وجوع وسط الإسراف

دعوات الإعلاميين والنواب، وحتى زوجة السادات، سبقتها دعوات للسيسي؛ أطلقها بعدة أشكال وفي مواقف مختلفة، وطالبت جميعها المصريين بالتقشف والصبر على الأسعار والجوع بدعوى حب مصر والحفاظ عليها، كانت إحداها في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.



وفي خطاب له في 13 آب/ أغسطس الماضي، قال السيسي: "أوجه ندائي لكل المصريين وخاصة المرأة، بأقولها من فضلك، هو أنا لما بتكلم عن ترشيد ولا ضبط استهلاك مقصدش أكل ولا شرب ولا كده، بتكلم أنها تستطيع تقلل كتير في الإنفاق من أول الكهرباء والمياه لحد حاجات كتير تمثل عبئا على الاقتصاد".

وبرغم تلك الدعوات وعلى عكس حديثه الموجه للشعب فإن السيسي لا يترك مناسبة إلا ويظهر فيها بصورة غير التي يطالب بها المصريين، ومنها سير العشرات من سيارات موكبه الفارهة فوق سجاد أحمر فاخر امتد لعدة كيلومترات.



 وكشفت صحيفة "لاتريبيون" الفرنسية؛ عن توقيع النظام عقدا مع شركة "داسون" لشراء أربع طائرات بقيمة 300 مليون يورو (3 مليارات جنيه) لتنقلات السيسي وكبار المسؤولين.

كما رفع السيسي رواتب ضباط الجيش والشرطة والقضاة، في حين تابع فرض الضرائب الجديدة، ورفع قيمة الرسوم على المستندات الرسمية لصالح التأمين الصحي للفئات الثلاث.

وكشفت صحيفة "المصري اليوم"، في 28 تموز/يوليو، أن مجلس الوزراء أعد مشروع قانون لزيادة رواتب رئيس الوزراء ونوابه ووزرائه وأعضاء البرلمان والمحافظين، وأن هذا القانون الجديد قيد الدراسة في مجلس النواب.
التعليقات (0)