كتاب عربي 21

صمت يحير العقول

محمد عمارة
1300x600
1300x600
في حوارات ومناظرات مسجلة ومذاعة، ادعى بعض غلاة العلمانيين أن 99% من تاريخنا الإسلامي كان ظلاما في ظلام!، وأن السيادة في هذا التاريخ كانت "للنطع والسيف"!.

وفي إطار هذا الزعم، كان هؤلاء الغلاة يرددون جميعا قصص اضطهاد الفقيه الفيلسوف "ابن رشد" (520- 595 هـ، 1126- 1192م) ونفيه وإحراق كتبه، كدليل على هذه الصورة السوداوية لتاريخنا الإسلامي.

وأصحاب هذه المزاعم يتجاهلون أن هذا التاريخ الإسلامي قد أصبحت فيه أمتنا العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون، وأن حضارتنا الإسلامية - التي ازدهرت في هذا التاريخ - هي التي تعلمت منها الدنيا وخرجت بفضلها أوربا من الظلمات إلى النور.

وفي ما يتعلق باضطهاد ابن رشد ونفيه، فإنها حقيقة تاريخية، لكن هذا الاضطهاد وهذا النفي لم يزد عن عدة شهور، عاد بعدها هذا الفيلسوف إلى مكانته الرفيعة في بلاط السلطان. أما إحراق كتبه، فهي فرية كبرى، إذ إن جميع مؤلفاته وشروحه على أرسطو (384– 322 ق.م) موجودة بين أيدينا الآن، لم ينقص منها كتاب.

والأمر المثير للعجب والاستغراب هو تباكي غلاة العلمانيين على أكذوبة إحراق كتب ابن رشد، وصمتهم - صمت القبور- على إحراق الكتب الإسلامية في القرن الحادي والعشرين!.

فلقد نشرت صحيفة "المصري اليوم" في 14 -4- 2015 صورة احتفال وزارة التربية والتعليم بالجيزة بإحراق الكتب الإسلامية، وحول النار المشتعلة في الكتب رجال التربية والصحفيون، وهم يرفعون الأعلام ويغنون: "يا أغلى اسم في الوجود يا مصر"!!.

وفي هذه "الموقعة" وحدها تم إحراق 82 كتابا، بعد تصديق الأمن على هذا الإحراق!، ومن هذه الكتب: 
1- "دستور أمة الإسلام" للدكتور حسين مؤنس.
2- "جمال الدين الأفغاني" للدكتور عثمان أمين.
3- "منهج الإصلاح الإسلامي" للدكتور عبد الحليم محمود.
4- "مكانة القدس في الإسلام" للشيخ عبد الحميد السايح.
5- "وسطية الإسلام" للشيخ محمد محمد المدني.
6- "منهاج المسلم" لأبي بكر الجزائري.
7- "مكانة المرأة في الإسلام" لمحمد عطية الإبراشي.
8- "أصول الحكم في الإسلام" لمحمد فريد وجدي.
9- "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق.
10- "علم الإنسان في القرآن" لعلي القاضي.
11- "من التبعية للأصالة" لأنور الجندي.
12- "هذا هو النبأ العظيم".
13- "الإعجاز العلمي للقرآن الكريم" للدكتور زغلول النجار.
14- "ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات"
15- "الأخلاق الإسلامية".
16- "نظرية التربية في القرآن".
17- "المسلمون في آسيا الصغرى".
18- "الذين أسلموا".
19- "افتراءات أعداء الإسلام".
20- "الغزو الثقافي".
21- "كلمات عابرة للمرأة المسلمة" لمحمد أمين حراز.
22- "دور المرأة".
23- "كتاب عن بديع الزمان سعيد النورسي".
24- "أقلام في موكب النور" لعبد العال الحمامصي.
25- "البحث عن المستقبل" لرجب البنا. 
26- "توجيهات إسلامية" للشيخ محمد بن جميل... إلخ.

ولقد تم جرد كل مكتبات المدارس والمعاهد والأندية والجامعات، و"تخزين" كل الكتب الإسلامية الموجود بها.

وفي مناهج التربية والتعليم تم حذف مادة المسجد الأقصى من تاريخ المرحلة الإعدادية ("المصري اليوم" في 5-10-2015)، ومواد صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع وباب "الإسلام والنظام السياسي" ("المصري اليوم" في 22-11-2015).

وتمت الإغارة على الدراسات العليا بجامعة الأزهر، فألغيت رسائل سبقت إجازتها، ومنع البحث في حقول معرفية معينة، وأحيل إلى التحقيق مشرفون تحدثت الرسائل التي يشرفون عليها عن "الانقلاب" و"الثورات"! ("الشروق" في 21-11-2015).

نعم، حدث كل هذا - ومثله كثير - والعلمانيون الحداثيون التنويريون صامتون صمت القبور، فهل من تفسير يا أولي الألباب؟!
التعليقات (3)
لحسن عبدي
السبت، 28-05-2016 09:48 م
التاتر دمروا مكتبات بغداد وقيل القوا بامهات الكتب في ادجلة والفرات وجعلوا منها قنطرة للعبور ، هل انهووا الاسلام على ايديهم ، هذه طريفة اسردها لاهميتها ، عندما كانت الدول ذات الهوية الاسلامية شرق اروبا ، البوسنة والهرسك ،ترزخ تحت نظام الشيوعية كان الاحتفاظ باي مؤلف باللغة العربية جريمة يعاقب عليها بالسجن ، ومع ذلك بعد تحريرها من قبضة المعسكر الشيوعي ، تحدث مسلم عن المعاناة وقال ، كنت افيق ابنائي في الوقت المتاخر من الليل واحضر القاموس العربي وكتاب الله ونتدارسه ، وبذلك بقينا نحافظ على هويتنا الاسلامية ، السؤال: هل الاسر العربية الاسلامية تعتمد على المقررات الحكومية لتلقين لهم الشريعة الحنيفة ،والرقي بهم للوعي بالقضايا المحورية وانارة لهم طريق المعرفة؟
عماد
الجمعة، 27-05-2016 05:29 م
"وفي إطار هذا الزعم، كان هؤلاء الغلاة يرددون جميعا قصص اضطهاد الفقيه الفيلسوف "ابن رشد" (520- 595 هـ، 1126- 1192م) ونفيه وإحراق كتبه، كدليل على هذه الصورة السوداوية لتاريخنا الإسلامي." اضطهاد الفقيه الفيلسوف "ابن رشد" كان ناتج عن كتابه الضروري في السياسة وليس للدين فيه من شيء . بل اضطهاد جل علمائنا لقولهم ما يعارض أهواء السياسيين ونصرة المستضعفين وهذا ما لا يذكره من سموهم بالعلمانيين. وهذا عكس ما حدث عبر التاريخ الأروبي الكنسي الذي كان فعلا يضطهد العالم باسم الدين ويحرق وكتبه. وحاربت الكنيسة باسم الدين الرشديين والرشدية. لماذا يتناسوا العلمانيون هذه الأمور؟ الغريب في الأمر نجد كاتبا معاصر مثل توبي هوف يذكر في كتابه "فجر العلم الحديث" يذكر دون مرجع ولا تدعيم أن بعضا من علمائنا مثل ابن رشد وابن سينا كانا يخفيان كفرهما ! أشكرك استاذنا على ذكر بعض من الكتب التي أحرقها من يسموهم بالعلمانيين المصريين. سأقرأ البعض منها خاصة كتاب "منهج الإصلاح الإسلامي" للدكتور عبد الحليم محمود.
أبو عبدالله
الجمعة، 27-05-2016 04:55 ص
تقصد فهل من تفسير يا أولي الأذناب