كتاب عربي 21

إسرائيل وإثيوبيا وخراب مصر!

محمد عمارة
1300x600
1300x600
مصر هبة النيل، وبدونه تجف وتتحول إلى قطعة من الصحراء الجرداء القاحلة التي لا مجال فيها للحياة.

والدعم الإسرائيلي لإثيوبيا، ولبناء "سد النهضة" الإثيوبي، الذي سيقطع شريان الحياة عن مصر، هو تطبيق وتحقيق وتجسيد للموقف التوراتي - "القديم والجديد والدائم" - الذي يدعو على مصر بالخراب!.

ففي "العهد القديم" - سفر يؤئيل، إصحاح 3: 19 - الدعاء على مصر بالخراب: "ومصر تصير خرابا"!.

ولقد كان حصار مصر، وتجفيف منابع حياتها موقفاً تاريخياً ثابتاً لكل الذين يدينون بهذا الموقف التوراتي الذي لم يميز بين "فرعون" وبين مصر وشعبها.

فعقب إسقاط "غرناطة" والأندلس عام 1492م، خرجت الحملة الصليبية البرتغالية في عام 1497م بقيادة "فاسكو دي جاما" (1469 – 1524م) وذلك للالتفاف حول العالم الإسلامي عن طريق رأس الرجاء الصالح.

وكان شعار هذه الحملة: "التوابل والمسيح"! أي تحويل التجارة الدولية بين آسيا وأوروبا بعيداً عن مصر والوطن العربي، والعمل على تنصير المسلمين، وإقامة المستعمرة الأوربية في شرقي آسيا وعلى السواحل الأفريقية، والتمهيد لإعادة احتلال الأرض المقدسة، التي سبق وحررها صلاح الدين الأيوبي (832 – 589 هـ، 1137 – 1193م) من الصليبيين.

وكان قطع مياه النيل عن مصر، بتحويل منابعها الإثيوبية إلى المحيط هدفاً من أهداف هذه الحملة الصليبية، التي باركها ورعاها البابا "إسكندر السادس" (1419- 1503) الذي طلب من "فاسكو دي جاما" أن يذهب إلى إثيوبيا، ويطلب من ملكها "يوحنا" قطع مياه النيل عن مصر وتحويلها إلى المحيط!.

وفي وثيقة بالفاتيكان - اطلع عليها الصحفي المعروف الأستاذ محمد حسنين هيكل - وأشار إليها في صحيفة الأهرام يوم 4 أبريل 2015، جاء فيها أن البابا "إسكندر السادس" قال "لفاسكو دي جاما": "إن لدينا معلومات من الرهبان المتسللين من القارة الإفريقية أن هناك ملكاً مسيحياً لمملكة مسيحية في شرق إفريقيا، اسمه "يوحنا" فحاول أن تجد طريقاً له، حيث أن المياه تأتي لمصر من إثيوبيا، وهذا هو المصدر الأساسي الذي تعيش عليه مصر، التي انتصرت على الصليبيين بقيادة صلاح الدين، فاطلب من الملك "يوحنا" أن يجد طريقة لتحويل مياه النيل بدلاً من الذهاب إلى مصر، وذلك لنقضي على مصر نهائياً، لأنها العقبة الرئيسية في المنطقة".

ولقد تكررت هذه المحاولة الصليبية البرتغالية عندما طلب القائد البرتغالي "الفونسو" من الملكة الإثيوبية "هيلانا" تحويل مياه النيل إلى المحيط وصعود الأسطول البرتغالي شمالاً في البحر الأحمر إلى جدة ومكة والمدينة لهدم الكعبة وسرقة جثمان الرسول صلى الله عليه وسلم للمساومة به على إعادة القدس إلى الكنيسة الكاثوليكية من جديد!.

لم يكن الفشل الذي أصيبت به هذه المخططات والمحاولات بصارف أهل العقيدة والثقافة التوراتية عن السعي إلى خراب مصر، بوابة الحرمين وطريق التحرير للقدس الشريف والعقبة الرئيسية أمام تحقيق أطماع الصليبيين، كما قال البابا "إسكندر السادس"، وكما تعتقد الصهيونية الآن. 

إن الوعي بهذا التاريخ سلاح أساسي في مواجهة هذه المخططات ذات التاريخ!.
10
التعليقات (10)
احمد شريف
الجمعة، 13-11-2015 01:38 ص
كن غيرهم اشطر اللة حافظ مصر الى يوم الدين
Tagkomper
الجمعة، 23-10-2015 07:34 م
دائما رائع سيدى ونتعلم كثيرا من حضرتكم
حسين
الجمعة، 23-10-2015 10:33 ص
هو دا إللى بيحصل الأن فى مصر إثيوبيا عايزين يبنوا السد وإسرائيل عايزاه سيناء والمسجد الأقصى عايزين يهدموه ومساجد كتير اتهدمت خلاص ضاقت بالناس خلاص وحاكم ظالم دلوقت ماردش فيه تاريخ البلد الا تاريخ كله سواد والله المستعان
حقاني
الجمعة، 23-10-2015 08:42 ص
كداب ياخيشة ...كداب قوى الحية الني لا تفتأ عن بث السموم والكراهية والعداء. الحية النجسة والافعى التي ادعت و زعمت ان الكنائس مملوءة بالاسلحة والحية التي تبنت نظرية وعقدة المؤامرة التي بدونها ? تستطيع الحية أن تاكل عيش ولا تجد شعبية وتأييد الا علي حساب الكذب والتدليس وتهييج المشاعر واثارة العداء امتي العالم والوطن والانسانية ترتاح منكم ومن اشكالكم الشيطانية
زيدان عاصم
الخميس، 22-10-2015 07:13 م
وما هو الحل والامر كذلك ف الماضى والحاضر خاصة وان سد اثيوبيا اللعين يعلو يوما بعد يوم وان هذا السد لا تقتصر خطورته علينا بنقص المياه وما يترتب عليها من كواث انما اخشى ان نطر لحراسته لان اى دوله اسرائيل مثلا كانت فى حالة حرب معنا وهذا وارد وقامت بضرب هذا السد فان المياه المخزنه خلفه تجعلنا اثرا بعد عين لا قدر الله