مقالات مختارة

هل الولايات المتحدة وروسيا شقيقتان بالقانون؟

ايمري أكوز
1300x600
1300x600
كتب إيمري أكوز: قبل عامين وعبر مقابلة صحفية حول الأزمة السورية، عرضت رأيي بالموضوع وتحدّثت حول الحرب وإلى أي حال ستؤول. وقام بعض الأصدقاء قبل أيام بنشر ما قلته دون صياغة أو تعديل، لكنني اليوم سأعود لأتحدث عن الفكرة الأساسية حول هذا الموضوع وما استجدّ فيه من التدخّل الروسي والتعاون الأمريكي معه.

تعاون أمريكي-روسي

نهاية هذه السنوات من الخلاف ستكون باتفاق الولايات المتحدة مع روسيا، وبذلك ستتحقّق كل أحلام روسيا. والأراضي السورية تعتبر الآن جزءا من روسيا، ولهذا السبب، فإنه سيتوجب على الولايات المتحدة التفاهم والاتفاق مع روسيا قبل اتخاذ أيّ خطوة. وبعد مرور أعوام على الحرب في سوريا، قامت روسيا بإرسال قوة عسكرية إليها. ويمكننا بوضوح رؤية أن الولايات المتحدة لا تتخذ أي إجراء أو موقف لمواجهة هذا التحرك. حتى إنه لأجل عدم تبادل إطلاق النار بين الروس والأمريكان فإنهم يقومون بالتعاون في مجال الاتصالات العسكرية.

إذن، لماذا تقف الولايات المتحدة صامتة دون حراك؟ هناك العديد من الأسباب، وقام المعلقون بذكر العديد منها، أما أنا فسأقوم بذكر بعض الأسباب التي لم يتم التطرّق إليها:

1- الولايات المتحدة تعرف مدى أهمية سوريا بالنسبة لروسيا. فلا يمكن لروسيا التخلّي عن بشار الأسد الآن أو ترك سوريا، فهي بذلك ستضيّع مقرّها الوحيد في المياه الدافئة في البحر الأبيض خارج روسيا.

2- إن المنافس الرئيس للولايات المتحدة هو الصين من حيث النمو السكاني والاقتصادي، وستبدأ الصين بإثارة المتاعب مع الولايات المتحدة بسبب ثقل الصين وكبر حجمها، لذلك فإن الولايات المتحدة ستحتاج إلى الاتحاد مع روسيا.

3- خلال الحرب الباردة كان العدو الرئيس هو روسيا الشيوعية الملحدة، لقد كانت الولايات المتحدة على علم بكل المكائد والأمور البشعة التي فعلتها روسيا، لكنها أصبحت الآن على الطاولة إلى جانب الولايات المتحدة شريكة في هذه الأمور.

عند هذه النقطة، هل بقي علينا اتخاذ موقف أخلاقي والحزن والقبول بالسياسة الدولية؟

أمر كهذا لا يحتاج إلى موقف أخلاقي لأن كل من في الساحة يعمل وفقا لمصالحه الشخصية. الولايات المتحدة تقف بدعمها خلف حزب العمال الكردستاني وقوات الحماية الشعبية التابعة له، روسيا تقدم الدعم للأسد وتقوم بمعارضة أنقرة على حد سواء.

لا أعتقد أن هذا النهج سيعمل لأنه لا يتناسب مع الحقائق، لكن بالطبع، فإنه سيتم مع مرور الوقت تغيير الاستراتيجية.

(عن صحيفة "الصباح" التركية- ترجمة وتحرير: تركيا بوست، خاص لـ"عربي21")
0
التعليقات (0)