سياسة عربية

حشود الحوثيين تحتفل بـ"النصر".. و"الاصطفاف" غائب

الحوثيون في أول جمعة لهم بعد السيطرة على صنعاء - أ ف ب
الحوثيون في أول جمعة لهم بعد السيطرة على صنعاء - أ ف ب
احتشد آلاف الحوثيين في شارع المطار، شمال العاصمة صنعاء، استجابة لدعوة زعيم جماعة "أنصار الله" المعروفة إعلامياً بـ"الحوثي"، عبد الملك الحوثي، لإحياء ما أسموه بـ"جمعة النصر"، في وقت تغيب فيه المتظاهرون الموالون للسلطات الحالية على غير عادتهم في الأسابيع الماضية. 

وردد المحتشدون شعار الجماعة المعروف إعلاميا بـ"الصرخة" الذي ينادي بـ "الموت لأمريكا وإسرائيل"، و"اللعنة على اليهود"، و"النصر للإسلام". كما أنهم رددوا شعارات أخرى احتفالاً بما أسموه "انتصار الثورة"، من قبيل "شعبنا حقق أملنا.. انتصرنا انتصرنا". 

وشيع المشاركون جثامين أربعة من ضحايا مواجهات الأيام الماضية، داعين إلى إقامة عزاء لمن أسموهم "شهداء الثورة"، في إشارة إلى أفراد الجماعة الذين سقطوا في اشتباكات مع حراسة مبنى رئاسة الوزراء، قبل نحو أسبوعين.

ودعا خطيب الجمعة، مختار الضالعي، الأحزاب والقوى السياسية بما فيها أحزاب التجمع اليمني للإصلاح (المحسوب على تيار الإخوان المسلمين في اليمن)، والمؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيسين الحالي عبد ربه منصور هادي والسابق علي عبد الله صالح)، والرشاد (سلفي)، إلى الوقوف صفا واحدًا لـ"بناء اليمن الجديد، ونبذ الفرقة والاختلاف".

واتهم الضالعي طرفا ثالثا (لم يسمه) بالوقوف وراء عمليات السلب والنهب التي صاحبت دخول المتظاهرين الحوثيين صنعاء، داعيا إلى "إعادة ممتلكات الناس وكل ما سُلب خلال الفترة الماضية".

وكان زعيم "الحوثي" دعا أنصاره في خطاب له، الثلاثاء الماضي، إلى  الاحتشاد وأداء صلاة "جمعة النصر" في شارع المطار، "تأكيدا على الاستمرارية الشعبية في حماية مكتسبات الثورة".

وعلى مدار الأسابيع الماضية، كانت العاصمة صنعاء، تشهد في مثل هذا اليوم، جمعتين، إحداهما للحوثيين، والأخرى لمناهضي التصعيد الحوثي تحت شعار "الاصطفاف الوطني"، غير أن هذه الجمعة تغيب فيها الطرف الآخر.

هادي يدعو للالتزام باتفاقية السلم 

وفي سياق متصل، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجمعة، أن إتفاقية السلم وثيقة متكاملة على جميع الأطراف الالتزام بها.

وأضاف هادي في خطاب متلفز بمناسبة ذكرى ثورة سبتمبر أن الضمانة الحقيقية للمضي قدما في الاتفاقية هو الاعتراف بالسيادة الكاملة للدولة على كافة أراضيها، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.

وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر في جهاز الأمن القومي اليمني لـ"بي بي سي" أن السلطات اليمنية أفرجت عن ثلاثة معتقلين إيرانيين بينهم المعتقل محمد لالجي بعد وساطة قامت بها سلطنة عمان وأن المفرج عنهم نقلوا على متن طائرة عمانية من مطار عدن الدولي جنوبي اليمن.

ولم يكشف المصدر عن مصير السجناء الإيرانيين الآخرين، لكنه أكد أن ضغوطا شديدة تمارسها الحركة الحوثية المسلحة على الرئيس عبد ربه منصور هادي، للإفراج عنهم بالتزامن مع محاولات لاقتحام مقر المخابرات لتحريرهم بحسب وصفه، مؤكدا أن مسلحين حوثيين حاصروا مقري الجهاز الواقعين في العاصمة صنعاء.
 
يذكر أن العاصمة صنعاء، سقطت الأحد الماضي، في قبضة مسلحي جماعة "أنصار الله"، بسيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولاسيما مجلس الوزراء، ومقر وزارة الدفاع، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، في ذروة أسابيع من احتجاجات حوثية تطالب بإسقاط الحكومة، والتراجع عن رفع الدعم عن الوقود.

وتحت وطأة هذا الاجتياح العسكري، وقع الرئيس اليمني، مساء الأحد، على اتفاق مع جماعة الحوثي، بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، ومندوبي الحوثيين، وبعض القوى السياسية اليمنية.

ومن أبرز بنود هذا الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي السلمي، وأيضًا خفض سعر المشتقات النفطية.
التعليقات (0)