يطالبونهم بالاختفاء من المشهد السياسي برمته، ولو فعلها الاخوان لوصفوهم بالفشل والضعف وخيانة أنصارهم وظهيرهم الشعبي، وإن لم يفعلوها وأصروا على تحمل تبعات المواجهة مع النظام رغم الكلفة الباهظة؛ يتهمونهم بالخبل والجنون والغباء
إذا كانت قضية الجزيرتين مهمة، فإن قضية المياه أكثر أهمية وخطورة وإلحاحاً، بحيث لا يمكن السكوت على تداعياتها الكارثية أو الانتظار والوقوف في موقف المتفرج حتى تقع الكارثة فوق رؤوس الجميع
توقعنا منذ البداية تراجع النقابة عن التصعيد، وتخفيف حدة الهجوم بمرور الوقت، لأن معركة النقابة لم تكن مفتوحة وعامة مع الانقلاب الذي تؤيده من أجل حرية وطن تم اغتصابه، بل كانت مع طرف داخل هذا النظام ممثلا في وزارة الداخلية التي أهانت كبرياء النقابة التي يمتطيها قلاش ورفاقه
عندما قال "نابليون بونابرت" عن مصر إنها أهم بلد في العالم، كان واعيا تماما لمغزى ومعنى الكلمة، لأن مصر مفتاح الشرق، ومن ملكها ملك العالم، لاسيما إذا كانت مصر إسلامية، حيث لا يُراد لها أن تكون على وصال أو تماس بمحيطها الإسلامي أو عمقها العربي.
الحل في عودة الرئيس المختطف محمد مرسي لمنصبه، ذلك أن عودته طوق النجاة الوحيد لربط مصر بماضيها وتاريخها وتصالحها مع الجغرافيا التي لا تستقيم بدون "مياه النيل"..
حزب النور سقط سياسيا حتى لو حصل على بضع مقاعد في برلمان سِفاح لإتمام الصورة المُراد تصديرها للخارج، ليظل يلعب (أي الحزب) دور السنّيد المحلّل لسياسات وليّ الأمر، ولا مانع من علو صوته قليلا كنوع من المعارضة المستأنسة، لزوم الحبكة الدرامية، لكنهم لن يخرجوا عن كونهم شيوخ السلطان.
تكشف المحن معادن الرجال الحقيقية، لاسيما إذا كان هؤلاء الرجال من علماء القوم أو هكذا اعتبرهم الناس، وخلعوا عليهم أرفع الدرجات العلمية، وأسكنوهم أعلى مراتب التوقير والتقدير، حتى ظن بعض مريديهم أنهم أنبياء معصومين عن كل خطأ وزلل، وأن لحومهم مسمومة حتى وإن فُتنوا في دينهم ودنياهم!.
ما حدث مع الشيخ محمد جبريل بعد دعائه على الظالمين ليلة السابع والعشرين من رمضان بمسجد عمرو بن العاص، ما هو إلاّ استمرارا لحالة الإرهاب المعنوي فضلا عن المسلح الذي تعيشه مصر منذ أكثر من عامين من الاستئصال لكل ما هو إخواني، أو بالأحرى ما هو إسلامي في حقيقة الأمر وجوهر الصراع.
السطور التالية جاءتني من مجند سابق بالجيش المصري رفض ذكر اسمه، خصّني بها لأضعها بين يديّ القارئ الكريم، عبّر فيها بكل ألم وانكسار وخيبة أمل عن حوادث مؤلمة عاشها أثناء فترة خدمته، ساهمت في تغيير الصورة النمطية المشرّفة والمشرقة لجيش الكنانة إلى الأسوأ. أضعها أمام القارئ كما هي، دون تدخل مني.