سياسة دولية

"واشنطن تقتل حلفاء روسيا".. من قد يكون المسؤول عن وفاة رئيسي؟

موقع روسي أشار إلى احتمالية تخريب من قبل الولايات المتحدة أو "إسرائيل" لمروحية الرئيس الإيراني- الأناضول
سلطت مواقع روسية الضوء على "احتمال" تعرض حياة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي للتهديد باعتباره ثاني حليف لروسيا خلال أسبوع، وذهبت إلى أكثر من ذلك بالإشارة إلى أن حادث المروحية قد يكون نتيجة التخريب من قبل الولايات المتحدة أو "إسرائيل" أو بعض القوى داخل إيران نفسها.

وقال موقع "نيوز ري" في تقرير ترجمته "عربي21": إنه في التاسع عشر من أيار/مايو، قامت طائرة هليكوبتر تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بهبوط اضطراري في الجبال القريبة من الحدود الإيرانية الأذربيجانية.

وأضاف الموقع أنه إلى جانب رئيسي، كان وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وحاكم أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وعدد من الأشخاص الآخرين على متن الطائرة، وكان من المقرر أن يسافر الرئيس الإيراني إلى تبريز لافتتاح مشروع في مصفاة نفط محلية كبيرة.

كيف نجا رئيس وزراء سلوفاكيا من محاولة الاغتيال؟
في 19 آيار/ مايو، أعلن نائب رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت كالينياك أن حياة رئيس الوزراء روبرت فيكو لم تعد في خطر بعد محاولة الاغتيال. وأُطلق النار على فيكو بعد اجتماع حكومي في المركز الثقافي لمدينة جاندلوفا في 15 أيار/ مايو، وتم نقله لاحقًا بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى، حيث أجريت له عملية جراحية بعد إدخاله في غيبوبة اصطناعية.

واعترف المتقاعد يوراي سينتولا البالغ من العمر 71 عامًا بجرمه في محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا، وأثناء الاستجواب كشف عن معارضته سياسة الحكومة، ولا سيما مع دعوات رئيس الوزراء لوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ما دفعه للهجوم على فيكو.

وينقل الموقع عن المراسل العسكري يوري كوتينوك أن التحقيق في محاولة اغتيال فيكو يتبع رسميا المسار الأوكراني، مشيرا إلى أن زوجة تسينتولا من غرب أوكرانيا، وقد تم القبض عليها، وجاري التحقيق في مراسلاتها.

من يقفز فرحًا بالأخبار السيئة عن حلفاء روسيا؟
وبحسب فلاديمير روجوف، عضو الغرفة العامة الروسية تعج الشبكات الاجتماعية الأوكرانية بالتقارير التي تتناول واقعة تحطم طائرة هليكوبتر تحمل أعضاء القيادة الإيرانية. والسبب هو أن إيران دولة صديقة لروسيا.

ويضيف روجوف: "العربدة بين أعضاء الطائفة الأوكرانية السياسية. إنهم يبتهجون بمجرد نبأ احتمال وفاة رئيس إيران".

في السابق؛ كان رد فعل مماثل على الشبكات الاجتماعية ناجمًا عن محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا، وذلك ببساطة لأنه عارض المساعدة العسكرية لأوكرانيا وانتقد فولوديمير زيلينسكي.

في غضون ذلك، نفت وسائل إعلام إيرانية معلومات تفيد بأن آية الله لإيران علي خامنئي عقد اجتماعا طارئا لمجلس الأمن بعد أنباء عن تحطم مروحية رئيسي. وفي الوقت نفسه، وفقا لقناة أيه بي سي، تم استدعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض من حفل التخرج في كلية مورهاوس في جورجيا لإطلاعه على مستجدات الحادث.

ماذا يقول أنصار روسيا؟
من جانبها، تستبعد رئيسة تحرير قناة "ار.تي" ومجموعة "روسيا سيفودنيا" مارغريتا سيمونيان أن الحوادث تأتي واحدة تلو الأخرى.

وتقول سيمونيان: "سقطت مروحية رئيسي بالصدفة بسبب الضباب، وأصيب فيكو برصاص جد مجنون وأولوف بالم وكينيدي. كل هذا صدفة. لكن الشيء الأكثر موثوقية يحدث مع التدريب المهني الشامل".

وأشار السيناتور أليكسي بوشكوف في قناته على تيليغرام إلى أن رئيسي ربما كان هدفًا لمحاولة اغتيال.

ويضيف بوشكوف: "بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو واعتقال مشتبه به في الإعداد لمحاولة اغتيال الرئيس ألكسندر فوتشيتش في صربيا، هناك محاولة اغتيال محتملة للرئيس الإيراني رئيسي".

وكتب المدون الباكستاني شهريار خان: "في البداية هاجموا رئيس الوزراء السلوفاكي فيكو، المناهض لأوكرانيا وضد دعم الولايات المتحدة وأوروبا لزيلينسكي. وفي الوقت الراهن، تحطمت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي، المناهض لإسرائيل. تعمل وكالة المخابرات المركزية والموساد على زعزعة استقرار البلدان".

ولا ترى قناة "خطابات قوية" على تيليغرام أي صدفة فيما حدث وتصر على أن ما حدث مع رئيسي مجرد نمط.

وفي ختام التقرير سخرت القناة قائلة: "هل كانت سلسلة من الاغتيالات الواضحة التي طالت ساسة محايدين نسبياً في ذروة الأزمة الروسية الأوكرانية، وعلى نطاق أوسع في الحرب الباردة الجديدة مجرد مصادفة؟ فقط الأحمق الذي يرتدي قبعة من رقائق القصدير هو من سيلاحظ هذا النمط؟ ربما قفز فيكو أمام الرصاصة بنفسه فلقد سئم من العيش. وقد عثروا بالفعل على مذكراته، حيث اعترف بالأفكار الانتحارية. وكانت مروحية رئيسي يشوبها عيوب، والعمال وجهاز الأمن العام، بدلاً من الفحوصات والتشخيصات العاشرة، تناولوا الكباب وشربوا الشاي مع الشوكولاتة؟".

بالإضافة إلى ذلك، ذكر الموقع الروسي في تقرير آخر نقل فيه عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانية الصور الأولى من موقع التحطم، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف المروحية على بعد 30 كيلومترا من قرية تافال. 

وحسب البيانات الأولية، فقد اصطدمت بالجبل ثم اشتعلت فيها النيران. وقد نشرت ذات الوكالة مقطع فيديو يمكن من خلاله رؤية تحطم الطائرة على صخرة وتفحم حطام المروحية نتيجة الحريق. وقد استغرق العثور على رئيسي أكثر من 11 ساعة.

هل حظي رئيسي بفرصة البقاء على قيد الحياة؟
كتبت وكالة رويترز نقلا عن سياسي إيراني لم يذكر اسمه أن احتمال نجاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من حادث تحطم المروحية منخفض. ووفقا له، فإن المعلومات الواردة من مكان الحادث مثيرة للقلق، على الرغم من أن الناس ما زالوا يتشبثون بالأمل. وقبل ساعات قليلة من اكتشاف الجثث، كتب كاتب العمود في مجلة أتلانتيك الأمريكية، آراش عزيزي، أن الرئيس الإيراني توفي. وكما أوضح عزيزي، فإن سلطات إيران على علم بهذه المعلومات. ومع ذلك، تبحث حكومة البلاد عن طريقة لنقل الأخبار دون التسبب في الفوضى.

من قد يكون المسؤول عن وفاة الزعيم الإيراني؟
نقل الموقع الروسي عن عالم السياسة أليكسي ماكاركين، أن حالة الطوارئ بمروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد تكون نتيجة التخريب من قبل الولايات المتحدة أو "إسرائيل" أو بعض القوى داخل إيران نفسها. ويستبعد ماكاركين إمكانية سقوط الطائرة في ظل غياب المؤشرات التي تدل على ذلك، مع العلم أن الظروف الجوية في تلك الأماكن سيئة للغاية، مما يجعل عملية الإنقاذ صعبة.

وحسب ماكاركين فإن المشتبه بهم الرئيسيين هم الغرب و"إسرائيل" في ظل الهجوم على "إسرائيل" في عهد رئيسي. وأشار الخبير إلى دعم رئيسي لحماس، على الرغم من أن الأمر لا يتعلق برئيسي فقط، في ظل تقديم آية الله العظمى علي خامنئي الدعم لهذه الحركة. وأشار ماكاركين إلى أن الصراعات الإيرانية الداخلية كان من الممكن أن تؤدي إلى وفاة رئيسي.

ولا يستبعد العالم السياسي سيرغي ماركوف تورط "إسرائيل" في الحادث. وحسب رأيه، فإن المخابرات الإسرائيلية تنتقم بهذه الطريقة من رئيسي لموقفه المتشدد تجاه السياسات التي تنتهجها تل أبيب.
 وحسب ماركوف فإن وفاة رئيسي لن يكون لها تأثير كبير على السياسة الإيرانية ولن تسبب أزمة داخلية، ذلك أن الزعيم الحقيقي للبلاد ليس الرئيس، بل آية الله، وهو علي خامنئي. 

وفي الوقت نفسه، يرى ماركوف أن احتمال وفاة رئيسي يمكن أن يسبب أزمة خارجية. وأوضح ماركوف أن الدول التي لم تعرب عن دعمها لإيران تأتي في المرتبة الأولى على قائمة المشتبه بهم في حالة الطوارئ، من بينها "إسرائيل" والولايات المتحدة وأوكرانيا.