ملفات وتقارير

هكذا حشد السيسي أذرعه بمصر وأمريكا لأطول زياراته (شاهد)

أ ف ب- أرشيفية
كثفَّ رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، من جهوده في تعبئة وحشد أذرعه السياسية والإعلامية والبرلمانية كافة، سواء في مصر أو الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهدف إنجاح أول وأطول زيارة له إليها، بعد تنصيب رئيسها دونالد ترامب قبل أكثر من سبعين يوما.

ووصل السيسي، في وقت متأخر مساء السبت، إلى واشنطن، على رأس وفد مصري كبير، في زيارة رسمية تستغرق قرابة أسبوع، و"سبقها غزل متبادل، ورغبة مشتركة في إعادة الدفء إلى العلاقات المشتركة"، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.

وتأتي الزيارة بعد أيام قليلة من اختتام فعاليات القمة العربية الثامنة والعشرين بمدينة البحر الميت في عمان، الأربعاء، وما تمخضت عنه من بيان حول الأوضاع في فلسطين واليمن وسوريا وليبيا، وملفات مكافحة الإرهاب، ودعم التعاون العربي.

ويجري السيسي، الاثنين، جلسة مباحثات مع ترامب، علاوة على عدد من اللقاءات الأخرى خلال أيام الزيارة مع كل من: رئيس البنك الدولي جيم يونج كين، ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتياس، وعدد من أعضاء الكونجرس بغرفتيه، وسياسيين وباحثين بمراكز صنع القرار الأمريكية.

ويضم الوفد الذي يرافق السيسي أربعة وزراء، هم، سامح شكري وزير الخارجية، وطارق قابيل وزير التجارة والصناعة، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وعمرو الجارحي وزير المالية، واللواء خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، واللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي.

وأطلق عضو مجلس النواب الأمريكي، دانا روباكر، الذي يَحتفظ في مكتبه بالكونغرس بصورة تجمعه مع السيسي في قصر "الاتحادية" بالقاهرة، تصريحات تلفزيونية قال فيها إن زيارة السيسي مهمة لكلا البلدين، في وقت يَمر فيه العالم بظروف استثنائية، تتمثل في الحرب على التنظيمات الإرهابية، وانهيار دول عربية.

سياسيا: لقاءات ودعم.. والجامع: الإرهاب

وعلى المستوى السياسي، حرصت الرئاسة المصرية على إصدار بيان تفصيلي حول الزيارة، السبت، واستخدمت عددا من المحللين السياسيين في كل من مصر والولايات المتحدة؛ من أجل تقديم أكبر قدر من الدعاية والدعم للزيارة.

وبحسب الناطق باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، فإن الزيارة تأتي في إطار حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية، وزيادة التنسيق مع الإدارة الأمريكية؛ لإعادة الزخم إلى تلك العلاقات، وتطويرها في مختلف المجالات".

وأضاف أن برنامج الزيارة يشمل لقاءات للرئيس المصري مع عدد من الوزراء الأمريكيين، وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، فضلا عن لقاءات متعددة مع أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ورؤساء عدد من اللجان في مجلسي النواب والشيوخ؛ بهدف "عرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية، وكيفية التعامل معها، وبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية".

وفي السياق نفسه، صرح سفير مصر لدى الولايات المتحدة، ياسر رضا، بأن زيارة السيسي إلى واشنطن تمثل مرحلة جديدة في العلاقات المصرية- الأمريكية، على حد وصفه.

وأضاف أن أهمية الزيارة تتجسد في كونها زيارة رسمية من حيث مراسم الاستقبال الرسمي في البيت الأبيض، ومأدبة الغداء التي سيقيمها الرئيس الأمريكي على شرف السيسي، فضلا عن المباحثات المطولة التي سيجريها الزعيمان، التي ستتناول العلاقات المصرية الأمريكية، والأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية المصرية.

وأضاف أن السيسي لن ينسى الإعلام الأمريكي، مشيرا إلى أن قناة "فوكس" قد تم الموافقة لها لإجراء حديث معه، إلى جانب مجموعة أخرى من وسائل الإعلام الأمريكية، مضيفا أنه سيلتقي أيضا عددا من الشخصيات المؤثرة في صناعة القرار والمراكز البحثية والمنظمات الأمريكية، بما فيها اللوبي اليهودي.

وفود مجهولة التمويل

وعلى المستوى الإعلامي، سافر وفد من الإعلامين المصريين، الجمعة، إلى واشنطن، وأقام سفير مصر بها مأدبة عشاء، الجمعة، في منزله، حضرها رؤساء تحرير الصحف المصرية والصحفيون المصريون المشاركون في تغطية زيارة السيسي، بالإضافة إلى رجل الأعمال محمد أبو العينين، والإعلاميين: معتز الدمرداش ولميس الحديدي وأحمد موسى.

ويضم الوفد أيضا كلا من: خالد صلاح رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، ويوسف الحسيني، ومحمد عبد الهادي رئيس تحرير جريدة "الأهرام"، والإعلامية أسماء مصطفى.

ومن جانبه، علق الناشط أحمد عبدالباسط بالقول إن "الفندق اللي ينزل فيه إعلاميو السيسي اسمه "Georgetown suites"، ولا تُوجد به غرف، وإنما هو أجنحة فقط، وأرخص جناح فيه سعره فوق الـ250 دولار، وبعد الضرائب يصل إلى 330 دولارا، يعني نحو 6 آلاف جنيه مصري في الليلة".

وأضاف: "دي الفلوس اللي بتتاخد من الغلابة في مصر علشان يتمتع بها زبانية السيسي، وفي الآخر يطلع يقول: "إحنا فقراء قوي".

ومن جهته، أذاع أحمد موسى برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء السبت، من واشنطن. وقال إن زيارة السيسي لها ستكون طويلة وممتدة، طوال الأسبوع الحالي.

وأشار إلى أنها أطول زيارة خارجية يقوم بها السيسي لدولة، متابعا: "لأن أمريكا تستحق.. الزيارة طويلة بسبب اللقاء مع ترامب والكونغرس ووزير الدفاع ووزير الخارجية ومؤسسات أمريكية كثيرة".

وأضاف: "عقدنا اليوم جلسة مطولة مع الجالية المصرية، واتفقنا على وقفة أمام السفارة المصرية، لدعم الرئيس"، متابعا بأن المصريين في إنجلترا سينظمون وقفة أمام السفارة الأمريكية لدعمه أيضا.



برلمانيا: وفد لأمريكا وبيانات للداخل

وكعادته، استبق السيسي زيارته بإرسال ما يُسمى "وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية"، الذي التقى اللجنة القضائية في الكونغرس، السبت، لبحث تصنيف "الإخوان المسلمين" كجماعة متطرفة.
وقال رئيس الوفد، أحمد الفضالي، إنه دارت مناقشات مطولة حول أسباب ومبررات اعتبار "الإخوان" متطرفة، مشيرا إلى أن وفده، الذي توجه إلى نيويورك، الأحد الماضي، يضم عددا من أعضاء مجلس النواب، وعلى رأسهم وكيله سليمان وهدان.

الاستقبال: حشود الكنيسة في المقدمة

أما عن الاستقبال، الذي يستهدف رسم شعبية للسيسي، فقد تكفلت به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وأفراد في الجالية المصرية، من الموالين للسيسي.

وقبل رحلة الأخير بأيام، سافر وفد من رجال الأعمال والكنيسة إلى الولايات المتحدة، ليكونوا في استقبال السيسي لدى وصوله؛ دعما لمواقفه، وللتنسيق مع الجالية المصرية.

من جهته، أعلن عدد من الأحزاب السياسية سفر عشرات من أعضائها إلى أمريكا لدعم السيسي، لا سيما حزبي "المصريين الأحرار" و"مستقبل وطن".

وعلى صعيد المسيحيين المصريين، أعلن رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل، أن هناك وفدا من الأقباط سيكون في استقبال السيسي.

من جهتها، حشدت الكنيسة القبطية في أمريكا أتباعها لاستقبال السيسي. وطالب الأسقف العام والنائب البابوي في أمريكا الشمالية، الأنبا كاراس، الآباء الكهنة المقيمين هناك، بدعوة أبناء رعيتهم القبطية للترحيب بالسيسي خلال زيارته.

وذكرت تقارير إعلامية، أيضا، أن كاهن كنيسة مارجرجس في جيرسي سيتي، القمص مكاريوس ساويرس، جدد دعوة الكنيسة لكل أقباط المهجر للخروج لاستقبال السيسي.

ومن جانبه، قال الناشط القبطي، جوزيف نصر الله، في تصريحات صحفية، إن هناك مجموعات بدأت في تجهيز حافلات لنقل المرحبين بالسيسي، وبدأنا باستخراج التصاريح اللازمة للوجود في الأماكن القريبة من مقر إقامته، وأماكن مقابلته مع ترامب"، بحسب قوله.

وقال رئيس "المؤسسة المصرية الأمريكية لريادة الأعمال"، ناصر عبد العزيز، إن الجالية المصرية تستعد لاستقبال السيسي، كعادتها في كل زياراته، مشيرا إلى أن هناك تجمعات للمصريين ستخرج من ولايات نيويورك ونيوجيرسي، صباح الأحد، متجهة إلى واشنطن؛ لتكون في استقباله.

الصفتي: وفود لا قيمة لها

لكن مساعد وزير الخارجية المصري، عادل الصفتي، علَّق على تلك الوفود، بحسب صحيفة "البديل"، قائلا إن زيارتها مجرد رحلة أو نزهة في الولايات المتحدة، أما من الناحية السياسية أو الدبلوماسية فليس لها أي دور، خاصة أن الزيارة محددة من حيث الشخصيات واللقاءات الرسمية.