سياسة عربية

غضب في موريتانيا بعد تصريح سياسي مغربي أنها أرض مغربية

سنوات حافلة بالتوتر بين الجارين- أرشيفية
أثارت تصريحات للأمين العام لحزب الاستقلال المغربي حميد شباط، وصف فيها موريتانيا بأنها "أرض مغربية"، ردود فعل غاضبة في نواكشوط، وأعادت التوتر السياسي لعلاقات البلدين الجارين.

فمنذ أكثر من ثلاث سنوات تعيش العلاقات الموريتانية المغربية في أزمة دبلوماسية صامتة، تحاول حكومتا البلدين إبعادها عن أضواء الإعلام.

وكان شباط، قد قال السبت؛ إن موريتانيا تعد أراض تابعة للمغرب، وإن هناك مؤامرة تقودها الجزائر وموريتانيا لإنشاء خط فاصل بين المغرب وإفريقيا، كما قال.

وفور ظهور تصريحات شباط، أطل عدد من السياسيين والإعلاميين بموريتانيا، عبر المحطات الإذاعية والتلفزيونية الموريتانية؛ مستنكرين تصريحات شباط، ومحذرين من مخاطر قد تتسبب فيها مثل هذه التصريحات.

وقال النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية الموريتانية (البرلمان)، الخليل ولد الطيب، إن تصريحات شباط مستفزة، وتنم "عن جهل للتاريخ وتصدير لأزمات الحزب وإخفاقاته الداخلية".

وأضاف ولد الطيب في تصريح لـ"عربي21": "صاحب هذه التصريحات مصاب على ما يبدو بالخرف، وليس على دراية بالتاريخ، إنه يسعى لتصدير أزمات حزبه الداخلية إلى الخارج"، على حد وصفه.

بيان شديد اللهجة

ومن جهته، أصدر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا، صباح الأحد، بيانا شديد اللهجة، وصف فيه تصريحات شباط بأنها "صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الاستراتيجية لا مثيل له؛ تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة وحالة توتر مع كل جيرانه، ولذلك لفظها الشعب المغربي في كل استحقاق رغم قوة السلطة ونفوذ المال السياسي"، بحسب البيان.

واعتبر الحزب في بيان وصلت نسخة منه لـ"عربي21"؛ أن كلام شباط عن تبعية موريتانيا للمغرب "محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات حزبية ومحلية داخلية، ولسنا في وارد الحديث مطلقا حول استقلال موريتانيا وسيادتها على أرضها فهو أمر يعلو عن كل حديث، إلا أن المطّلع على أبجديات التاريخ يدرك أننا كنا الكل وهم الجزء، وأننا بناة مراكش والمنتصرون في الزلاقة"، على حد قول البيان.

تصعيد إعلامي متبادل

وشهد الأسبوع الحالي تصعيدا إعلاميا متبادلا بين البلدين، إذ استضافت القناة الأولى بالتلفزيون المغربي؛ عددا من المحللين السياسيين وجهوا انتقادات حادة للسلطات الموريتانية، واعتبروا أن موريتانيا هي المصدر الأول للإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي. 

كما أطل عدد من المحليين والإعلاميين الموريتانيين، عبر عدد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية الموريتانية الخاصة، منتقدين ما سموها "حملة إعلامية" مغربية ضد موريتانيا، واعتبروا أن سبب هذه "الحملة" تعثر عودة المغرب للحاضنة الإفريقية من جديد.

مخاوف من حرب رمال 


وأبدى عدد من المتابعين خشيتهم من أن يدفع التوتر الحاصل في علاقات لـ"حرب رمال" بين البلدين الجارين.

ويقول المحلل السياسي الموريتاني، سيد أحمد ولد باب، إن موريتانيا التزمت الصمت طيلة السنوات الماضية، لكنها بدأت تراقب المواقف المغربية بشكل لافت.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "القوات الموريتانية بالمناطق الشمالية تبدو في حالة تأهب، لكنه تأهب غير معلن، واستنفار يدار بقدر كبير من الدقة بفعل المخاوف من الانزلاق في حرب رمال جديدة بين الأشقاء"، بحسب قوله.

واستنادا إلى وسائل إعلام مغربية، فقد شهد الأسبوع الماضي تحركات للجيش المغربي، على الحدود مع موريتانيا، فيما يبدو أنه رد على تحركات مشابهة لعناصر جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.