سياسة عربية

السيسي يغادر الإمارات دون لقاء العاهل السعودي

السيسي يغادر أبو ظبي صباح السبت والملك سلمان يصل إليها- أرشيفية

غادر رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي صباح السبت دولة الإمارات في زيارة استمرت يومين دون لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية أن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي .. كان في وداع السيسي لدى مغادرته مطار الرئاسة في أبوظبي".

وأتت مغادرة السيسي للإمارات قبيل ساعات من وصول العاهل السعودي الذي يصل مساء في مستهل جولة خليجية.

ووصل السيسي إلى الإمارات، الخميس الماضي في زيارة عقد خلالها مباحثات مع ولي عهد أبوظبي حول القضايا العربية، والعلاقات المشتركة، وشارك في فعاليات العيد الوطني الـ 45 للإمارات، والذي يوافق 2 ديسمبر/كانون  من كل عام.

وأشارت عدة تقارير اعلامية حول وساطة إماراتية لطي الخلافات التي طرأت بين السعودية ومصر.

ونشبت الازمة بين البلدين عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن منتصف تشرين أول/ أكتوبر الماضي إلى جانب مشروع قرار روسي، لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب السورية، كانت تعارضه دول الخليج والسعودية بشدة.

ومساء أمس الجمعة وصل الأمير خالد الفيصل مستشار العاهل السعودي، أمير منطقة مكة المكرمة، إلى الإمارات، لترؤس وفد المملكة في أعمال المؤتمر الدولي "الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر"، الذي يختتم أعماله اليوم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن مشاركة الفيصل تأتي "نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".

ولم يعرف بعد ما إذا كان تم عقد لقاء بين مستشار العاهل السعودي، والرئيس المصري أم لا. 

سحابة صيف

من جهته وصف الإعلامي المصري المؤيد للانقلاب مصطفى بكري على حسابه في موقع تويتر قبيل زيارة السيسي للإمارات :" إن العلاقات المصريه السعودية سحابة صيف ، آن لها أن تنقشع عبر الدعوة الكريمة التي وجهها الشيخ محمد بن زايد للرئيس السيسي والملك سلمان والترتيب لعقد قمة بينهما لتصفية الأجواء بين البلدين الشقيقين ، الذين تربطهما علاقات تاريخيه وأخويه ، قادرة علي تجاوز أية أزمات طارئة بين البلدين".


من جهته قال الأكاديمي الاماراتي عبد الخالق عبد الله إن السيسي غادر الإمارات في اليوم الذي يصل فيه العاهل السعودي إلى أبو ظبي.



ترويج للقاء
.
واستنتج مراقبون من ترويج الإعلام المصري للقمة بين سلمان والسيسي، والإلحاح عليها حتى اللحظات الأخيرة، مع قرار السيسي تمديد تواجده بالإمارات ليوم ثالث، دون بارقة أمل في استجابة العاهل السعودي للضغوط المصرية الإعلامية، والسياسية الإماراتية من خلال القادة الإماراتيين، لعقد هذه القمة، أن الأزمة بين النظامين أعمق من معالجتها بالتقاط صورة للسيسي مع سلمان، من أجل ادعاء السيسي بعدم وجود هذه الأزمة، لطمأنة الداخل المصري، ثم فعل ما يحلو له.

وأضافوا أن تعذر اللقاء على سهولته بين السيسي وسلمان، يعني أن جهود الوساطة التي قادتها الإمارات والكويت، بين الجانبين، التي لم يخفها الطرفان، باتت متعذرة أكثر من أي وقت مضى، وأن الرياض أخذت قرارها بعدم الاعتماد على نظام السيسي مستقبلا، أو انتظار أي شيء منه، في معالجتها للأزمات السورية واليمنية والإقليمية، وحتى على صعيد تسليمها جزيرتي تيران وصنافير، بمقتضى اتفاق سابق في نيسان/ أبريل الماضي بالقاهرة، كما أنه أثير التساؤل حول مصير الودائع السعودية، في البنك المركزي المصري، مع انتهاء أجلها

سلمان يبدأ جولة خليجية

إلى ذلك، يبدأ الملك سلمان، السبت، زيارة رسمية للإمارات، في مستهل جولة خليجية، يغادر بعدها إلى قطر، ومنها إلى البحرين؛ إذ إنه سيرأس وفد المملكة إلى قمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تستضيفها المنامة، خلال هذه الدورة.

وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، فإنه سيقوم الملك سلمان، بعد اختتام القمة، بزيارة رسمية للكويت، تستغرق ثلاثة أيام، وتشهد الزيارة عددا من اللقاءات والفاعليات.

وألمحت الصحيفة إلى لقاء محتمل بين السيسي، والعاهل السعودي في أبو ظبي، بتطرقها إلى تزامن تواجدهما بالعاصمة الإماراتية.

لكن وكالة الأنباء السعودية لم تشر إلى أي زيارات للملك سلمان إلى الإمارات. واقتصر الأمر على إرساله برقية تهنئة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مناسبة ذكرى العيد الوطني لبلاده.

حقيقة لقاء السيسي وديسالين

وعلى الرغم من لقائه بالرئيس المالي في أبو ظبي، ومسؤولين أفارقة ودوليين عديدين، بينهم الرئيسان الفرنسي واليمني، إلا أن مراقبين لاحظوا عدم عقد أي لقاء بين السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، الذي كان قد وصل الخميس، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بعد ساعات من وصول السيسي إليها.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن "ديسالين" وصل إلى أبو ظبي "للمشاركة في مؤتمر حماية التراث الثقافي المهدد"، الذي انطلقت فعالياته الجمعة، ويستمر حتى السبت في قصر الإمارات بأبو ظبي"، ضمن  فعاليات "العيد الوطني" الـ45 للأخيرة. 

وتوترت العلاقات بين مصر وإثيوبيا أخيرا في أعقاب اتهام أديس أبابا، مؤسسات رسمية مصرية بـ"دعم المعارضة المسلحة" في إثيوبيا بهدف منع الأخيرة من بناء سد "النهضة"، الذي تتخوف القاهرة من تأثيره على نصيبها من مياه نهر النيل.

ونفت مصر تلك الاتهامات، وقالت إنها "تحترم السيادة الإثيوبية"، ولا تتدخل في شأنها الداخلي. 

السيسي في الإمارات

إلى ذلك، تصدرت الصحف المصرية الجمعة، والسبت، زيارة السيسي إلى الإمارات. وتحدثت تلك الصحف عن "تعزيز التعاون المصري-الإمارتي". 

وأدى السيسي صلاة الجمعة بمسجد الشيخ زايد، وزار ضريح الشيخ زايد. وحضر مساء الجمعة الحفل الفني والعرض العسكري اللذين أقامتهما الإمارات، بينما شاركت طائرتان من القوات الجوية المصرية من طراز "رافال" في العرض العسكري.