سياسة عربية

إبراهيم منير يؤكد صحة ما جاء بحواره مع "عربي21" (فيديو)

منير: لا أُحمّل "عربي21" أي مسؤولية عن الحوار وأنا أتحمل مسؤوليته كاملة
أكد نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، صحة المقابلة التي أجراها، السبت، مع صحيفة "عربي21" الإلكترونية، نافيا تماما ما ردده البعض حول تحريف أو اجتزاء "عربي21" لبعض تصريحاته، لافتا إلى أنه شخصيا قد يكون أخطأ في بعض التعبيرات التي وردت في المقابلة بشكل ما أو بآخر.

وأشار -في مداخلة هاتفية، مساء السبت، ببرنامج "مصر النهارده" الذي يقدمه الإعلامي محمد ناصر على شاشة قناة مكملين الفضائية- إلى أنه قام بمراجعة الحوار واعتماده قبل نشره بموقع "عربي21"، وأنه قد يكون أخطأ في شيء.

واستطرد "منير" قائلا: "لا أُحمّل "عربي21" أي مسؤولية، وأنا أتحمل مسؤوليته (الحوار) كاملة، فأنا إذا أخطأت اعترف بذلك، ولا اعتبر عيبا حينما يخطئ الشخص أن يقول إنه أخطأ".

وقال: "فكرة أنني أدعو إلى المصالحة هو تعبير غير صحيح في المقابلة مع "عربي21"، وحينما كان السؤال عن موقفنا من المصالحة، أُخذت الصورة بشكل مختلف إلى حد ما، وكان ردي بناء على الحالة التي نعيشها بعد الانقلاب العسكري".


وأضاف: "هناك الكثيرون من الناس يتصلون بنا، ويتحدثون معنا بقولهم إن الانقلاب استقر، وإن على جماعة الإخوان المسلمين وعلى الشرفاء في مصر مراعاة حالة البلد، وإن مصر تنتهي، وانفراد العسكر بالعمل في مصر في غياب معارضة حقيقة وشريفة سيؤدي إلى مزيد من الانهيار، وحاولوا أن يجعلوا هذا الكلام فيه صفة المسؤولية، ويعلقوا في رقابنا مسألة المصالحة".

وشدّد نائب المرشد العام للإخوان على أنهم "لم يدعو إلى المصالحة، وجماعة الإخوان لم تدعو لأي مصالحة مع أي حاكم عسكري على الإطلاق طوال تاريخ الجماعة".

وأضاف: "يجب ألّا يكون هناك تخوين لأحد، ونحن في جماعة الإخوان لم نمد يدينا إلى ظالم على الإطلاق، إنما هذه الاتهامات السريعة التي يحلو للبعض أن يعلقها في رقاب الناس مع عدم الفهم الصحيح لما يقال، إحدى سلبيات العمل بهذه الصورة، ونعترض عليها، ونعترف أنها قائمة وموجودة، فلا بد أن نتعايش معها".

وقال: "النظام العسكري أفسد، وفي رقبته دماء، وهناك أولياء للدم، ولا نملك نحن في جماعة الإخوان ولا غيرنا من الفصائل أن يحاور أحد أو يناور هذا النظام بمفرده، إضافة إلى أن هناك شرعية تم انتخابها، والتي للأسف انقلب عليها العسكر رغم قسم اليمين".

وأردف: "هذه الشرعية لها متطلبات، وجماعة الإخوان لا تملك على الإطلاق أي حق للتنازل عنها أو المفاوضة عليها أو الحوار حولها، وفي مثل هذه الظروف نرجو أن تكون النيات حسنة مع الجميع، وأن تكون هناك رؤية واضحة وشاملة للتعامل مع هذه الانقلابات أو مع الثورة".

ودعا إلى أن "يكون هناك حوار صحي لا تخوين فيه، ودون تشويه للمواقف، حتى يستطيع على الأقل من هم في الخارج، والبعيدون عن الأزمة، والذين يعيشون في راحة وأمن في البلاد التي يقيمون فيها، أن يكون لديهم القدرة على الحوار الجاد معا، ثم محاولة الوصول لرؤية يمكن أن تُطرح على القيادات الموجودة في الداخل، لعلنا نستطيع المساهمة في إنقاذ مصر وشعبها ومستقبلها".

وتعليقا على قوله إنهم جادون في المصالحة، قال: "أنا ملتزم وجاد، ويجب على كل إنسان حر ألّا يطلق الكلمة دون أن يؤكد عليها، فللأسف الشديد أصبحنا نحتاج هذا الأمر (التأكيد على ما نقول)، وأقول إذا ما تقدم إلينا كفصيل وإلى الشعب من يصرون على إبداء النصائح لنا، نقول إذا كانوا جادين دون مداهنة أو كذب أو خداع عندها تكون ردود الفعل، ولم أقل إننا سنستسلم ونسلم بما قالوه بأي حال من الأحوال".  

واستطرد "منير" قائلا: "في تصوري الشخصي، ولا أحمل أحدا غيري، أنني حينما أكون جادا في هذه المصالحة إذا ما حققت مصلحة الشعب المصري، وأنا لا أسعى إليها، ولا أملك حق القرار فيها". 

وأشار إلى أن "شروط المصالحة التي يمكن للإخوان الموافقة عليها واضحة جدا، على رأسها عودة شرعية الشعب المصري، وهي شرعية الانتخابات التي جرت عام 2012 (الرئيس والمجالس التشريعية والنيابية) كما كانت، ثم نترك للمؤسسات الشرعية المنتخبة أن تكون هي صاحبة الكلمة الأولى في هذا الموضوع، وقد يشاركها آخرون، إلا أن الكلمة الأولى لها في هذا الأمر".



بدورها، قالت جماعة الإخوان المسلمين: "دأبت بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، وكذلك بعض الأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على تشوية صورة جماعة الإخوان ورموزها، من خلال اجتزاء أو تبديل أو تزوير تصريحاتهم أو مواقفهم، في محاولات مستميته للوقيعة بين الجماعة وقيادتها التي تقف معا، أو بين الجماعة وشعبنا المصري العظيم".

ونوهت -في بيان لها الأحد- إلى أن الجماعة "لم تترك مناسبة إلا وأكدت فيها على ثوابتها ومواقفها الوفية لأرواح الشهداء، والمتوافقة مع تطلعات وآمال الشعب المصري، ومبادئ وأهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك المواقف المستوحاة من ثبات الثوار في الشوارع والميادين، وصمود المعتقلين خلف القضبان".

وتابعت: "لقد أعلناها مرارا وتكرارا، ونعيدها اليوم: "لا تنازل عن الشرعية، ولا تفريط في حق الشهداء والجرحى، ولا تنازل عن حق المعتقلين في الحرية، وحق الشعب في الحياة الكريمة، ولا تصالح مع خائن قاتل، سفك دماء المصريين، وباع أرضهم، وفرط في مقدراتهم ومواردهم، وتلاعب بمصير الشعب وقوته، وأذاقه ويلات الفقر والتجويع".

وأوضحت أن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، أكد على "تلك المواقف والثوابت، في حواره مع قنوات "وطن " و"الشرق" و"مكملين" مساء أمس السبت.

ودعت جماعة الإخوان وسائل الإعلام المختلفة إلى تحري الدقة في نقل الأخبار والتصريحات، والتزام المهنية والأمانة في النقل، مضيفة: "كما ندعو جميع القوى الثورية ورموز الثورة إلى الاصطفاف، واستكمال ثورة الخامس والعشرين من يناير، حتى تحقق كامل أهدافها، وتبلغ غايتها نحو بناء مستقبل مشرق لوطن حر".

وفي توضيحه لوكالة الأناضول للأنباء، أكد "منير" أن "إيصال الأمور إلى حرب أهلية مرفوض، وهو ما كان يدفع إليه الانقلابيون، وأن السلم الاجتماعي في مصر فريضة، والسعي إليه واجب على الجميع، وإننا كجماعة لنا قيادتنا المعروفة، وهي في الداخل، وإخوان الخارج جزء من الجماعة، ويؤكدون على مبادئها ويعبرون عنها".

وأضاف: "الجماعة فصيل من الشعب المصري، وهو الذي يملك بكل فصائله وهيئاته الشرعية، وعلى رأسها الرئيس الشرعي، حق تقرير المصير"، موضحا أنه أشار في مقابلته مع "عربي 21" في أول الإجابة على المصالحة إلى جرائم الانقلاب العسكري من قتل واستباحة أعراض؛ حتى لا تغيب عن حكمة الحكماء.

وتابع نائب المرشد العام للإخوان: "ما زلت أرجو أن يتفهم الجميع أن الجماعة لا تصارع أحدا على منافع شخصية لها"، لافتا إلى أن الجماعة لا تسمي شخصا بعينة للتحكيم في الأزمة، مضيفا: "من يهمه الأمر، فنحن مستعدون لسماع كل وجهات النظر".

وأثارت المقابلة التي أجرتها "عربي21" مع نائب المرشد العام للإخوان إبراهيم منير ردود فعل واسعة، بين الترحيب والتحفظ والرفض. ونُشرت في العديد من المواقع الإخبارية المصرية والعربية.