حول العالم

أول تصريح لأكاديمي مصري عقب فشل محاولة اغتياله بأميركا

نقل الوكيل للمستشفى مصابا بنزيف وكدمات أخطرها بالعين اليسرى- أرشيفية
كشف الأكاديمي والمعارض المصري المقيم في الولايات المتحدة، عماد الوكيل، عن محاولة لاغتياله في مدينة لافاييت الغربية بولاية إنديانا، على يد مجموعة من الأشخاص، السبت، فيما تتزامن الواقعة مع جرائم كراهية ضد المسلمين في أميركا.

الاستشاري وأستاذ هندسة وإدارة مشروعات التشييد بجامعة بوردو الأمريكية، قال إن "الدافع وراء الجريمة غير معروف حتى الآن"، وأكد أن "الأشخاص الذين قادوا محاولة الاعتداء عليه لا يعرف أيا منهم".

وفي حديث مقتضب مع "عربي 21"، نظرا لظروفه الصحية، أكد "الوكيل"، خريج جامعة الزقازيق بمصر، أنه لا يعرف بالضبط إن كانت هذه الجريمة تصنف ضمن جرائم الكراهية المنتشرة حاليا ضد المسلمين بالولايات المتحدة، أم أنها من جرائم الانقلاب العسكري في مصر، واستهداف من أذرعه في أميركا.

واقعة مثيرة

"الوكيل" كان قد تحدث عبر صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، الأحد، عن أحداث الواقعة وما اعتبره محاولة تصفية واضحة، وما أسمته السلطات الفيدرالية بمحاولة القتل، وأشار إلى قول السيدة، زعيمة المجموعة، لأحد الأفراد "أُقتله بسرعة حتى لا يرانا أحد".

وقال الوكيل، إنه تعرض لمحاولة قتل بدأت أمام أحد المتاجر القريبة من منزله، وقادتها سيدة ومجموعة من الأشخاص، صدموا سيارته في محاولة لاستفزازه وإنزاله من سيارته.

وأكد أنه نحج في الإفلات من تلك المجموعة وقاد سيارته عائدا لبيته بعد مطاردة مثيرة على الطريقة الأمريكية، لتبدأ محاولة ثالثة بالاعتداء عليه أمام منزله، لولا شجاعة "الوكيل" الذي ألقى بنفسه فوق سيارة السيدة بعد تدخل أحد جيرانه، كما كان لسرعة وصول قوات الشرطة بالغ الأثر في إنهاء واقعة الاعتداء على الوكيل.

وتم نقل الوكيل للمستشفى مصابا بنزيف وكدمات أخطرها بالعين اليسرى.





جرائم الكراهية

كما أن الحادث يأتي قبل أيام من أحداث عنف وكراهية وقعت ضد مسلمين في الولايات المتحدة، كان آخرها واقعة مقتل مسلمة بنغلاديشية ستينية على بعد أقدام من زوجها في 31 آب/أغسطس الماضي، بينما كانا عائدين من متجر.

كما تأتي واقعة الاعتداء على الوكيل بعد أسابيع من مقتل الإمام البنغلاديشي مولانا أكونجي (55 عاما) وصديقه ثراء الدين (64 عاما) بالرصاص أثناء عودتهما من الصلاة، وأشعل الحادثان الاحتجاجات المطالبة بالتحقيق في جرائم الكراهية ضد المسلمين.

مواقفه السياسية

يذكر أن "الوكيل" له مقالات ومحاضرات وأبحاث عدة عن تفريعة قناة السويس الجديدة كشف فيها مساوئ المشروع وعدم فائدته لمصر، ويعرف بمعارضته الشديدة لنظام الانقلاب العسكري في مصر، ودعمه للرئيس الشرعي محمد مرسي.

وقال عبر صفحته الشخصية بـ"فيسبوك" قبل يوم من محاولة اغتياله، "دخل الجيش الآن في مرحلة التاجر الجشع الذي يملك المال والسلاح والسلطة؛ يمنع استيراد التكييفات ثم يستوردها ليبيعها، ويعطي مناقصة العام الماضي للقطاع الخاص ليستورد ألبان الأطفال، ثم عجز في الدولار يُفشل القطاع الخاص، ويتدخل الجيش الذي جهز السلعة منذ فترة ووضع عليها اللوغو الخاص به".





كما كتب يوم 31 آب/ أغسطس، عن الشاعر الإسباني "فيدريكو غارثيا" لحظة إعدامه رميا بالرصاص أمام قائد الانقلاب الجنرال فرانكو في بداية الحرب الأهلية الإسبانية، ونقل "الوكيل" قصيدة غارثيا الشاعر الأشهر بالقرن الماضي، وعلق بقوله "الانقلاب هو الانقلاب قتل واعتقال وإخفاء قسري وإخفاء جثث. ذهب فرانكو إلى مزبلة التاريخ وبقا لوركا وسيذهب المجرم السيسي لمزبلة التاريخ ويبقى الشهداء، ويبقى الحق، ويبقى المستقبل لأبنائنا في حرية ورقي".





كما طرح الوكيل في 29 آب/ أغسطس الماضي، ما اعتبره بداية للتفكير لحل الموقف السياسي المعقد في مصر، وقال "إن كل يوم يبقى فيه الانقلاب يقضي على حلم وجود دولة من الأساس"، معلنا مخاوفه من إفلاس مصر.

وطالب الوكيل بتوحيد كل قوى المعارضة ضد الانقلاب العسكري وطرح ثمانية نقاط أهمها؛ عودة الجيش لثكناته، ومحاكمة قادة الانقلاب.




من هو الوكيل؟

والوكيل انضم لجامعة بوردو في وست لافاييت بولاية انديانا، أيلول/سبتمبر 2013 كأستاذ مساعد، كما عمل أستاذا بجامعة ولاية كاليفورنيا، ومن قبلها جامعة كونكورديا في مونتريال بكندا، وله 39 بحثا علميا في مجال الإنشاءات والمشاريع والبنية التحتية الكبيرة.

ونال شهادة الدكتوراه في هندسة البناء من جامعة كونكورديا، كما حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الزقازيق، شمال شرق مصر.