سياسة عربية

مخرج 30 يونيو: مصر ترجع لما قبل ثورة يناير (فيديو)

عضو مجلس النواب المخرج السينمائي خالد يوسف- أرشيفية
وصف عضو مجلس النواب، المخرج السينمائي، خالد يوسف، الحريات في مصر حاليا، بأنها تتراجع للخلف، مشيرا إلى أن شبابا كثيرين في السجون بسبب تعبيرهم عن آرائهم، وفق قوله.

جاء ذلك في مداخلة هاتفية ليوسف مع فضائية "النهار"، مساء الأربعاء، شدد فيها على أن قيمة الحرية أهم قيمة بعد الحياة، وأن أي مجتمع صحي لا بد أن يعبر فيه الجميع عن آرائهم، على حد وصفه.

وأضاف في حوار ثان مع صحيفة "المصري اليوم"، الخميس، أن هناك أشخاصا محبوسين لمجرد إبداء آرائهم.

وتساءل: "هل هذا مناخ تستطيع أن تطلق فيه الحريات؟"، وقال إنه "مناخ يعيدنا إلى ما قبل ثورة يناير، التي عانى فيها الشعب من تكميم الأفواه، والحجر على الآراء".

وشدد على أنه "لا يمكن أن نؤيد حبس شباب لمجرد رفع لافتة مكتوب عليها (تيران وصنافير مصرية)، لأن هذا يصطدم بقيمة الحرية التي ناضل المصريون من أجلها، ولا بد من إيجاد أجواء صحية ترفرف عليها أعلام الحرية إن كنا نريد أن نبني وطن الكرامة".

لا إخوان.. ولا إسلاميين

وحول المادة 241 الخاصة بالمصالحة الوطنية في دستور 2014 (الذي وضعته لجنة "الخمسين" المعينة من قبل العسكر)، قال إن هذه المادة لم توضع من أجل الإخوان، لكنها كتبت لجمع النسيج الوطني بشكل عام، وهي ليست مستحدثة في مصر بل موجودة في عدد من دساتير الخارج.

وأضاف أن الواقع الآن هو أن هذا القانون غير قابل للتطبيق، لأن جماعة الإخوان مصرة على العنف والإرهاب، وعدم احترام ثورة 30 يونيو، وفق قوله.

وحول مستقبل الإسلام السياسي في مصر، قال: "من الصعب أن يكون له مستقبل بعدما فعله الإخوان من عنف وإرهاب.. وأيضا نهج بعض التيارات السلفية المؤيدة للجماعة، ومن لهم آراء متشددة في الدين، إضافة إلى أن أكثرية المصريين يتطلعون إلى الدولة المدنية الحديثة"، وفق وصفه.

فكر دولة العواجيز يحكم

وفي حواره مع فضائية "النهار"، هاجم خالد يوسف، ما اعتبره "فكر دولة العواجيز الذي يحكم مصر"، مؤكدا أن السياسات نفسها لم تتغير منذ أيام دولة العواجيز، دولة مبارك، لا في السياسات الاقتصادية، ولا في السياسات الاجتماعية، قائلا إن "مؤسسات الدولة تشتغل كأنه لا ثورة قامت، ولا نظامان سقطا"، على حد تعبيره.

وفي حواره مع "المصري اليوم"، قال إنه "من المعلوم أنه لولا ثورة يناير ما جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي حاكما لمصر، ولكانت دولة العواجيز ما زالت تحكمنا".

لكنه حذر من أن بقاء العواجيز على رؤوس مؤسسات الدولة أخطر شيء، متسائلا: "كيف يكون لدينا رئيس أقرب لفئة الشباب، ومن حوله عواجيز في الوزارات والهيئات؟ وهذا أدى إلى البطء والبيروقراطية فضلا عن وجود فساد، والأهم العقلية التي تحكم هذه المؤسسات في معظمها تنتمي للماضي بكل تقليدية وخراب تفكيره، وهذه عوامل مجتمعة أدت إلى بقاء تلك المؤسسات مخيبة للآمال"، وفق وصفه.

المناخ السياسي سيئ جدا


وعن المناخ السياسي في مصر حاليا، قال إنه سيئ جدا، وأضاف: "لست راضيا عن المناخ السياسي بشكل عام، لأسباب متعددة منها عدم قيام القوى الوطنية والأحزاب السياسية بالدور الواجب أداؤه في ملء الفراغ الموجود في الشارع، وعدم تكريس مجلس النواب لعملية تحول ديمقراطي، فضلا عن فشل الدولة في احتضان الشباب وحثهم على المشاركة السياسية، وعدم تهيئة المناخات الديمقراطية، وأساسها انتفاء القمع، والانتصار للحرية، واحترام حقوق الإنسان، وتأكيد مبدأ الشفافية".

وعن السيسي قال، إنه يئس من إصلاح مؤسسات الدولة التي خيبت الآمال، وفي الوقت ذاته يصارع الزمن، ويريد أن يعبر بالأمة، لذلك قرر عدم الاعتماد على تلك المؤسسات، والاعتماد على القوات المسلحة، ويعمل معها ليل نهار في التصدي للأزمات، وأنا أدعوه إلى ضرورة إصلاح تلك المؤسسات لأنها في النهاية محسوبة على فترة حكمه، كما أن مصر لن تتقدم بدون مؤسسات قوية عاملة، حسبما قال.

برلمان محبط.. إنه مجلس الحكومة

وعن البرلمان، قال في حواره مع فضائية "النهار"، إنه محبط من أداء البرلمان، واصفا إياه بأنه "ليس على مستوى ما كنا نحلم به".

وأضاف في "المصري اليوم": "ينتابني أحيانا كثيرة لحظات إحباط وضيق، كون هذا البرلمان لم يرتق إلى مستوى طموحات المصريين، ولا يليق بمعاناة المصريين، ويمشي بشكل تقليدي، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظامين لم يسقطا"، وفق قوله.

وحول التدخل الحكومي في أعمال البرلمان، قال: "لا يحتاج البرلمان لهذا التدخل من أصله، فالأغلبية موافقتها مضمونة إلى حد كبير، حتى إنه قيل إنه مجلس الحكومة بدلا من أن تكون الحكومة هي حكومة المجلس، تطرح وتسحب الثقة منها".

ووصف برنامج الحكومة بأن الفكرة به غائمة، والرؤية غائبة، والانحيازات تائهة، والأولويات مرتبكة، والخيال فقير، مشددا على أنه استنساخ من برامج حكومات ما قبل الثورة.

وعن رغبة الحكومة في منح الجنسية مقابل المال، قال: "أنا كنت فاكر إن فكرة منح الجنسية دي مقترح جاء من نائب، لكن اتضح لي أنها من الحكومة، لذلك اندهشت لأن الجنسية من الأشياء التي لا تشترى، ولا تباع، وأرى أنه أمر مهين للمصريين منح الجنسية مقابل الفلوس".

وقال: "برغم أنني ناصري قومي عربي إلا أنني أعارض أيضا منح الجنسية للعرب مقابل الأموال، وهذا ليس تناقضا مع إيماني بالوحدة العربية التي لم نصل إليها بعد"، على حد تعبيره.
 
من هو خالد يوسف؟

و"خالد يوسف" هو مخرج مظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013، ضد الرئيس محمد مرسي، التي استغلها قادة الجيش للقيام بانقلابهم العسكري، حيث استعانوا به في تصويرها من داخل طائرة هليكوبتر عسكرية.

واتهمه مناهضون للانقلاب بأنه قام بفبركة تلك الصور، وخلط متعمدا بين مظاهرات مؤيدي مرسي ومعارضيه في الشوارع، فضلا عن استخدامه حيلا سينمائية كي يبرز ضخامة أعداد المتظاهرين المعارضين لمرسي، في وقت تجاهل فيه إظهار الصورة في المقابل، التي تخص مؤيدي مرسي، وأكبر تجمعاتهم بميدان "رابعة العدوية" بمدينة نصر، وسائر المحافظات.

وتقدم يوسف لانتخابات عام 2015 البرلمانية مستقلا عن إحدى دوائر محافظة القليوبية، حيث فاز في المقعد، ووصل إلى عضوية مجلس نواب ما بعد الانقلاب.