سياسة عربية

ردود على مراجعات النفيسي والأخير يوضح موقفه من جديد

الدكتور عبد الله النفيسي ـ أرشيفية
انتقد مفكرون وكتاب خليجيون، المراجعات التي أدلى بها المفكر الكويتي عبد الله النفيسي أمس الأول، والتي كان من أبرزها تراجعه عن فكرة مواجهة الغرب.
 
 واعتبر منتقدو النفيسي أن “مراجعاته انهزامية، وتأتي كنتيجة طبيعية لحالة اليأس التي أصابت المثقفين والمفكرين العرب لفشل جميع ما كانوا يتمنونه لدولهم من ازدهار ونبذ للتخلف والقمع”.
 
 الأمين العام لحزب الأمة، حاكم المطيري، انتقد مراجعات النفيسي، قائلا إن “أمة يبلغ تعدادها مليار ونصف وتمتلك القنبلة النووية و70? من ثروة العالم النفطية والغازية ويدعي مفكروها أنه لا تكافؤ بالقوة بينها وبين عدوها!”.
 
 وتابع: “لا ينقص الأمة من أسباب القوة إلا الحرية وتحرر الإرادة والعزيمة فالشعوب المهزومة نفسيا والمهزوزة إيمانيا لا تحقق نصرا مهما أوتيت من عدد وعدة!”.
 
 وقال المطيري إن “النبي ? أخبر بتداعي الأمم على أمته ووصف حالة الغثائية والوهن التي تصيبها وفسرها بأنها (حب الحياة وكراهية القتال)!”.
 
 
 قال المفكر الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي، الثلاثاء، إنه “مع تقدم السن والتجربة يدرك الإنسان ما لم يكن يدركه أيام شبابه وعنفوانه. ومراجعة الأفكار والقناعات وتقليبها أمر عادي بل صحي ولا مفر منه”.
 
 وواصل المطيري تفنيده لمراجعات النفيسي، قائلا إن “الأمة تواجه منذ قرن احتلالا غربيا صليبيا استطاعت مع ضعفها وفقرها مقاومته وهزيمته والتحرر من نفوذه تدريجيا وهي اليوم أقوى وأغنى وأهدى وأوعى!”.
 
 وتابع: “احتاجت أوروبا لتتحرر من النازية قبل نصف قرن 80 مليون قتيل بينما هزم الجزائريون فرنسا والأفغان روسيا والعراقيون أمريكا بمليون شهيد!، للحرية ثمن”.
 
 الأكاديمي السعودي علي حسين القحطاني، أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة الملك سعود، قال إن “وصول الحزب السياسي ذي المرجعية الإسلامية في العالم العربي الى الحكم نفعه أكثر من ضرره وهناك ضريبة!”.
 
 وتابع في تعليقه على مراجعات النفيسي: “الجماعة الإسلامية التي لا تنخرط في السياسة تكون مفعولا به لا فاعلا، وذات تأثير محدود، وهذا المطلوب من النظام الدولي!”.
 
 وأضاف: “النظام الدولي يعرض أربع خيارات:1) حكومة مستبدة،2) فوضى داعش، 3) الليبرالية الأمريكية،4) ولا واحد مما سبق؛ تختار الرابع نجلدك!”.
 
 على الطرف الآخر، أيّد عدد من الكتاب والمفكرين العرب مراجعات النفيسي، حيث قال الشيخ محمد سعيد حوّى: “أثني على مراجعات الاستاذ النفيسي، وهي مهمة، وضروية، والعمل وفقها ضروري أيضا”.
 
 وتابع حوّى في تغريدة على “تويتر”: “علّمنا القرآن المراجعة بعد كل معركة”.
 
 وأضاف الداعية السعودي عبد الله الهويريني: “ سبحان الله بعد أن منَّ الله بنصره على حكومة أوردغان نقول هذا القول الذي يدعو إلى الإنبطاح لمخططات الغرب أين توحيد المعرفة والإثبات”.
 
 الأكاديمي السعودي الآخر ناصر الحنيني مشرف مركز “الفكر المعاصر”، وعضو رابطة علماء المسلمين، قال: “هذا الكلام من الخبير والمفكر السياسي د.عبدالله النفيسي يحتاجه من يشتغل وينظر للسياسة في عالمناالعربي، اللهم زدنا علما”.
 
 منظر التيار السلفي الجهادي “أبو قتادة الفلسطيني” رأى أن مراجعات النفيسي ليست فكرية، بل “تغيرات نفسية”.
 
 وتابع: “لو ذهبت أناقش حضرتك فكريا في بيئة الحالة الأولى والثانية لوجدت أن وضعنا يوم أن كنت (ثوريا أو جهاديا إن أحببت أن تسمى بهذا، وبين حالنا اليوم لوجدنا أن حالنا اليوم يستدعي تبني الصدام بقوة لما حققنا جميعا من إنجازات في النزالات تلو النزالات مع خصومنا”.
 
 وأضاف: “شتّان بين حال هو الاستضعاف كله وبين اليوم حيث الصدام بقوة ضد خصومنا حيث كسبنا الأرض والشعب والحمد لله في مواطن عدة، فهل من يرى هذا الواقع يمكن أن يذهب للخلف لا للأمام بدعوى الفكر وتقدمه ومراجعاته!؟”.
 
 فيما قال الداعية وليد الهويريني: “تغريدات الدكتور عبدالله النفيسي ليست جديدة فقد سبق له طرحها قبل زمن ، ويخطئ من يظن أنه سيحقق سبق علم وشجاعة على النفيسي في هذا المضمار “.
 
 بدوره، ردّ المفكر عبد الله النفيسي على الجدل المتواصل حول تغريداته، حيث قال: “ما أدري ليش مراجعة الأفكار وتمحيصها وفحصها بعد تجربه نصف قرن يعتبرها (البعض) انهزامية وانبطاح. من كان عنده شئ آخر فليأت به دون تجريح”.
 
 وأضاف في رده على حاكم المطيري دون تسميته: “هذا الحديث المتكرر حول ( أمة المليار والنصف) فيه تبسيط مخل للموضوع. لو كان (العدد) مقياس قوه لانتصر العرب على إسرائيل من زمان”.
 
 وأكمل قائلا: “موضوع النفط فهل حقا نملكه؟ من ينقب عنه؟ من يستخرجه؟ ينقله للأسواق؟ يروجه؟يبيعه؟ يدير فوائضه المالية؟ شركات غربية الشقيقات السبع”.
 
 وتابع: “حتى فوائض النفط المالية لا نستطيع سحبها من البنوك الغربية. فلا نستطيع القول أننا (نملك 70 بالمائة) من ثروات العالم النفطية”.
 
 وحول امتلاك الأمة الإسلامية لقنبلة نووية، قال النفيسي: “لا تنسى أن إسرائيل تملك 250 منها في ديمونا لكن هذا لم (يحسم) صراعها مع العرب . الأمور أعقد مما نتصور . لنبتعد عن التبسيط”.
 
 وفي نهاية تغريداته، أوضح النفيسي أنه يطلب فقط عدم الدخول في مواجهات غير محسوبة النتائج ونقتصد في قوانا فالحاصل أننا نبذر كثيرا في هذه القوى”.