سياسة عربية

في أسبوع.. تزايد وتيرة التعذيب والقتل بأماكن الاحتجاز في مصر

يعاني العديد من المعتقلين بمصر من الضرب والتعذيب- أرشيفية
شهدت مصر خلال الأسبوع الجاري تزايدا في حالات التعذيب والقتل داخل أماكن الاحتجاز والسجون، كشفها عدد من المحامين والمنظمات الحقوقية المحلية.

طالب هندسة يصاب بالجنون

من أبرز الحالات التي نشرها المحامون، ما ذكره المحامي عبد العزيز يوسف حول المعتقل أبي بكر السيد عبد المجيد علي 22 سنة؛ طالب بكلية هندسة الزقازيق، حيث لاحظ المحامون في جلسة محاكمة قضية مقتل النائب العام عدم اتزانه عقليا وعدم تعرفه على أهله.

وقال المحامي عبد العزيز عبر "فيسبوك" إنه "عند دخول المحامين إلى قاعة المحكمة فوجئنا بالمتهمين يقومون بالطرق على المقاعد والقفص الزجاجي ومناداة المحامين".

وأردف: "أخبرونا أن المتهم أبا بكر تظهر عليه ظواهر ويقوم بتصرفات توحي بأنه فقد عقله حيث يقوم بخلع ملابسه في القفص ويضحك فجأة ثم يتحول للبكاء بدون أسباب ولم يتعرف على أهله ويتجاوب معهم".

وتابع: "طلب محامي الدفاع فيصل السيد محمد عرضه على الطب الشرعي للوقوف على حالته الصحية وبيان ما به من إصابات جراء ما تعرض له من تعذيب و (الوقوف على) الحالة النفسية للمتهم".

وقد تعرض أبو بكر للإخفاء القسري لمدة تزيد عن الشهر، ظهر بعدها في فيديو اعترفات نشرته وزارة الداخلية المصرية في قضية مقتل النائب العام، تظهر عليه آثار التعذيب، وتم إيداعه سجن العقرب سيء السمعة، وتعرض للحبس الانفرادي، طبقا لما ذكره ذووه للمحامين.

وقد نشرت والدته هند الشافعي على حسابها بموقع "فيسبوك" تدوينة تقول: "ماذا فعلوا بك حبيبي؟ ماذا فعلوا بك حتى لا تتذكرنا أو تتذكر أمك وأنت قرة أعيننا؟ ماذا فعلوا بك وأنت زينة الشباب؟ حبسوك وعذبوك حتى مرضت، حرقوا قلوبنا عليك حرق الله قلوبهم، قاتلهم الله، اللهم شل أيديهم وانتقم لنا منهم، صبرا حبيبي صبرا".

صحفي في طريقه إلى الموت

خلال هذا الأسبوع أيضا، ذكر شقيق الصحفي خالد سحلوب تدهور حالته الصحية بشدة عقب إضرابه عن الطعام منذ 85 يوما للمطالبة بنقله من سجن العقرب.

وقال ياسر شقيق المعتقل: "خالد كان في المستشفى اليوم علشان يعمل منظار (عملية جراحية) كان ماشي ساند على اللي جنبه ومش قادر يتحرك ولا يتكلم، وزنه قل أكثر من الأول والسكر عنده منخفض جدا كان إمبارح 40!".

 وتابع على حسابه بموقع "فيسبوك": "اليوم رفضوا يقيسوه أصلا وشالوه بالعافية وركبوه عربية الترحيلات اللي هي كانت أشبه بالفرن في الحر ده، خالد صحفي مش مجرم عشان يتعمل فيه كده!!".

وأضاف: "قال لنا إنه مستمر في الإضراب لحد ما يتنقل من المقبرة اللي هو فيها، آخر حاجة هقولها إن خالد حرفيا بيموت واحنا بنحمل أي أذى هيحصله لوزاره الداخليه ومصلحة السجون".

وخالد سحلوب مصور صحفي وطالب بكلية إعلام جامعة القاهرة (23 عاما) اعتقل في كانون الثاني/ يناير 2014 وتم اقتياده إلى مبنى أمن الدولة وقضى بها أربعة أيام وهناك تعرض لتعذيب شديد طبقا لما ذكره شقيقه لـ"عربي21".

وحكم عليه بالسجن سبع سنوات في القضية المعروفة إعلاميا بـ "خلية الماريوت"، ثم تم الزج باسم خالد في القضية المعروفة إعلاميا بـ "كتائب حلوان" قبل إخلاء سبيله بأربعة أيام، والتي وقعت أحداثها بعد ثمانية أشهر من اعتقاله!!

سوري مصري معرض للترحيل

من بين الحالات البارزة التي تناولها الحقوقيون؛ الشاب هشام زهير، ولد في مصر لوالدين سوريين وقضى طوال عمره في مصر، تم اعتقاله من العجوزة في يوم 25 نيسان/أبريل، وتم ضمه لمتظاهري الأرض، الذين قضي بالإفراج عنهم لاحقا بكفالة 100 ألف جنيه.

وطبقا لصفحة "الحرية للجدعان" على "فيسبوك" فإن زهير قد دفع بالفعل الكفالة المقررة عليه، إلا أن سلطات الأمن قررت ترحيله، وتم نقله أمس إلى سجن القناطر تمهيدا لترحيله إلى سوريا.

 وذكر الناشط محمد ناجي على حسابه بموقع "فيسبوك": "من أول ما اتقبض علينا وكان معانا هشام زهير وعرفنا إنه سوري كلنا قلنا إن الشاب ده هيتبهدل زيادة عننا، هو شخصيا كان عارف إنه مش هيخرج معانا حتى لو دفع الغرامة وقالنا إنه هيتاخد على أمن الدولة أول ما يخلص القضية دي وكان بيوصينا منسيبوش".

وتابع: "اللي كنا خايفين منه حصل وهشام مخرجش لحد دلوقتي وأمن الدولة مصر إنه يترحل على سوريا رغم إنه معاه إقامة في مصر هو وأبوه المسن، تضامنوا مع هشام واتكلموا عنه.. هشام ملوش حد هنا غيرنا".

حملة عالمية للإفراج عن 3 صحفيين معتقلين

وقد دشن ذوو ثلاثة صحفيين معتقلين حملة توقيعات على موقع آفاز للحملات والعرائض العالمية للمطالبة بالإفراج عنهم ومساندة توصية الأمم المتحدة الصادرة في نيسان/أبريل 2016 بالإفراج الفوري عن سامحي مصطفى وعبد الله الفخراني ومحمد العادلي، وقد بلغ عدد الموقعون حتى الآن 473 من أصل 5000 توقيع مطلوبة لتفعيل العريضة.

وقد اعتقل الصحفيون الثلاثة في 25 آب/ أغسطس 2013، بينما كانوا يعدّون تقريرًا عن إصابة محمد سلطان في مجزرة رابعة العدوية، ويطمئنون على صحته. وكانت قوات الأمن المصري قد اقتحمت منزل محمد سلطان للقبض على والده، ولكن بدلًا من ذلك قاموا باعتقاله هو والصحفيين الثلاثة، ووجهت لهم مجموعة من الاتهامات مثل نشر أخبار كاذبة لتشويه صورة البلاد وضمهم للقضية المعروفة إعلاميا بـ"غرفة عمليات رابعة".

وفاة أحد مصابي رابعة متأثرا بجراحه في المعتقل

وقد توفي أمس محمد علي الشحنة المعتقل بسجن المنصورة العمومي، متأثراً بإصابته في أحداث "فض اعتصام رابعة" نتيجة الإهمال الطبي وانعدام الرعاية الطبية له داخل محبسه، هذا وسط تعنت وإهمال مسؤولي السجن في علاجه طبقا لما ذكرته "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" عبر "فيسبوك".

ويبلغ محمد علي من العمر 55 عاما، ويقيم بقرية الشبول مركز المنزلة محافظة الدقهلية، حيث ألقي القبض عليه بتاريخ 25 كانون الثاني/ يناير 2015، وتم الحكم عليه بالسجن عامين في قضية عسكرية الشبول.

ظهور بعد اختفاء

كذلك ذكر المحامي خالد المصري واقعة لقائه مع شابين في النيابة وهما محبوسين في سجن العقرب وتباشر التحقيق معهما نيابة أمن الدولة العليا في التجمع الخامس بالقاهرة.