سياسة عربية

الإدارة الكردية تنتهي من إعداد مناهج "الأمة الديمقراطية"

بدأ تطبيق التعليم باللغة الكردية على المرحلة الأساسية قبل أن يتم تعميمها على جميع المراحل
أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا؛ عن استكمال استعداداتها لتطبيق مناهج تعليمية جديدة في مناطق سيطرتها، وسط انتقادات حادة ومطالب بعدم التسرع في تنفيذ هذه الخطوة.

وجاء قرار الإدارة الذاتية بعد انتهاء اللجنة المكلفة من وضع اللمسات الأخيرة على مناهج التعليم للمراحل الدراسية الثلاث، الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بما يتناسب و"أسس الأمة الديمقراطية"، ما أثار غضب بعض الناشطين والمتخصصين، حيث رأوا فيه قرارا فرديا وسياسيا.

وقال أيهم شيخموس، القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي الكردي، بتصريح خاص لـ"عربي21"، إن الإدارة الذاتية الكردية أنهت مؤخرا العام الدراسي الأول "بمناهج اللغة الكردية الأم لأول مرة، وقد تكللت الخطوة بنجاح كبير، ما دفع إلى تشكيل لجنة تربوية مختصة لوضع خطة دراسية للمرحلة المقبلة، تشمل مختلف المراحل الدراسية بعدما كانت سابقا للمرحلة الابتدائية فقط"، وفق قوله.

وأضاف: "الإدارة الذاتية الكردية افتتحت عشرات المعاهد خلال الفترة الماضية لإعداد مدرسي اللغة الكردية للمراحل الدراسية الثلاث، بما يتناسب مع النظام التعليمي الجديد الذي اعتمد لديها".

واعتبر شيخموس أن المناهج الدراسية الجديدة "جاءت انسجاماً مع مبادئ العقد الاجتماعي الذي ينص على تطهير المناهج الدراسية من الفكر العنصري والشوفينيي الأحادي، واستبدالها بمناهج دراسية تعتمد الفكر العلمي الديمقراطي ووحدة الأمة"، على حد تعبيره.

وقال إن هذه المنهاج غير موجهة ضد ثقافة ولغة أي من المكونات السورية القومية والدينية والمذهبية.

وبحسب شيخموس، فإن الإدارة الذاتية قامت بتشكيل لجنة لوضع "منهاج ديمقراطي للمكون العربي وآخر للمكون السرياني، وهي تقوم الآن بإعداده ليتم وضعه حيز التنفيذ في العام الدراسي القادم، حيث تم تأمين مقرات عمل لها وسيتم تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لها"، على حد قوله.

ويأتي هذا الإعلان وسط خشية الأهالي، بينهم أكراد أيضا، من تبعات قرار يلزم مدارس المرحلة الإعدادية والثانوية التعليم بمناهج اللغة الكردية الجديدة، الذي اتخذته الإدارة الذاتية، حيث ستعترف فقط بالشهادات الدراسية الصادرة عنها حصراً، في حين يُعتقد أن هذه الشهادات لن تحظى باعتراف خارج مناطق الإدارة الذاتية.

من جهته، قال الناشط الإعلامي خالد خليفة لـ"عربي21"؛ إن "القرار يُفرض من قبل حزب سياسي متفرد بالسلطة بحكم الأمر الواقع"، ورأى أن الخطوة جاءت بعد فرض قرارات أخرى سابقا على سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، من العرب والتركمان والسريان الآشوريين.

وأضاف: "القرار الجديد يؤكد مواصلة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني، لسياسته الثابتة بالسعي وراء الانفصال عندما تصبح الظروف ملائمة لذلك، لتنفيذ مخططات وأجندات حزب العمال الكردستاني، الذي قام بسن مناهج التعليم وفق نظام الأمة الديمقراطية الذي يعني التكريد، حيث ضمت اللجنة المكلفة بصياغة مناهج التعليم أعضاء من حزب العمال"، بحسب قوله.

رفض الأهالي
 
وأعرب عدد من أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية عن رفضهم مناهج التعليم الجديدة، وأكدوا إحجامهم عن إرسال أبنائهم إلى المدارس إذا طُبق قرار التعليم بالكردية للمراحل الإعدادية والثانوية، بينما قال آخرون إنهم سينقلون أولادهم إلى مناطق أخرى لتلقي التعليم، وذلك لعدم اعتراف أي جهة دولية بالشهادات التي ستصدر عن الإدارة الذاتية.

ويقول برزان الحاج، وهو كردي من سكان مناطق الإدارة الذاتية الكردية، إنه لن يسمح لأبنائه بالدراسة في المدارس التابعة للإدارة الذاتية، لأن المناهج الكردية غير معترف بها، والمدرسون لا يملكون القدرات اللازمة، موضحا في الوقت ذاته أنه يؤيد القرار إذا كان مدعوما من جهة تعترف بالشهادات التي سوف تصدر عن هيئة التعليم باللغة الكردية.

يشار إلى أن الإدارة الذاتية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي ينظر إليه باعتباره الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، قد أقرت قانون استبدال مناهج وزارة التربية السورية بمناهج كردية في بداية أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، وسيتم الآن تعميمه على جميع المراحل.