رياضة دولية

جيوبوليس: يورو 2016.. عندما تروي كرة القدم قصة الهجرة

زيدان الجزائري الأصل حمل كأس العالم للمنتخب الفرنسي - أرشيفية
 نشر موقع جيوبوليس الفرنسي تقريرا عن علاقة كرة القدم بالماضي الاستعماري وبعمليات الهجرة الحديثة نحو الدول المزدهرة اقتصاديا، رغم أن الحديث عن الموطن الأصلي للمهاجرين، خاصة لاعبي كرة القدم، يعتبر موضوعا حساسا، إلا أن أحد مواقع الواب أطلق دراسة حول انفتاح المنتخبات المشاركة في كأس أوروبا للأمم على العالم.
 
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المنتخب الفرنسي المتعدد الأعراق قد احتفل سنة 1998 بتحقيق حلمه في رفع كأس العالم، فقد كانت كرة القدم منذ زمن بعيد وسيلة للإدماج الاجتماعي، كان من بين المشاركين في المنتخب الفرنسي بلاتيني إيطالي الأصل، وكوبا حفيد عائلة بولونية، وزين الدين زيدان ابن لعائلة جزائرية.
 
ونقل الموقع عن إحدى الصحف الفرنسية قولها: "يجمع يورو 2016، 24  دولة أوروبية، وتملك كل هذه الدول طيفا واسعا من التنوع ومنتخبات قومية منفتحة على العالم، ودليل ذلك مشاركة 10 لاعبين في كأس أوروبا مولودين بإفريقيا".
 
بينما عدت صحيفة أخرى وجود 35 لاعبا من أصول إفريقية، وقالت: "على الرغم من ذلك فقد خيّروا اللعب مع الدول التي تبنتهم، أو التي ولدوا فيها ليلعبوا مع منتخبات فرنسا أو بلجيكا أو البرتغال أو إنجلترا أو سويسرا أو جمهورية التشيك".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن كل الدول الأوروبية لها تاريخ وقصة مع الماضي الاستعماري، ففرنسا مثلا، صاحبة إمبراطورية استعمارية سابقة، أكثر الدول التي ينحدر فيها لاعبوها من قوميات كانت مستعمرات سابقة.
 
أما بلجيكا التي سبقت أن استعمرت الكونغو لديها 6 لاعبين من أصول كونغولية، أبرزهم ميتشي باتشوايي، كذلك البرتغال لديها لاعبون ينتمون للدول المستعمَرة سابقا، أبرزهم البرازيلي بيبي، والأنغولي كرفاليو وناني من الرأس الأخضر.
 
كما ذكر التقرير شكلا آخر من أشكال الجاذبية الأوروبية وهو النعيم الاقتصادي، فدولة مثل ألمانيا لم يكن لها تاريخ استعماري كبير، ولكن جذب اقتصادها المزدهر عديد القوميات الأجنبية ليكون من بينهم لاعبون في المنتخب الألماني.
 
وقال الموقع إن بضع سنوات مكنت فريق مانشافت ليشيع صيته دوليا، حتى صاحبت هذا التطور ردود فعل سياسية خطيرة، فقد تحامل عضو من اليمين المتطرف وهو ألكسندر غولاند، نائب رئيس حزب البديل الألماني فقال: "نحن لا نريد أن يكون لاعب مثل بواتينغ-لاعب ألماني من أب غيني- جارا لنا". وقد ظهرت ردود فعل متباينة من هذه التصريحات حتى داخل حزب البديل.
 
وبحسب موقع جيوبوليس، فإن هذا الصراع ليس في ألمانيا فقط، حتى إن المنتخب السويسري، الذي يضم قرابة 14 لاعبا من أصول أجنبية، عاش المهاترات نفسها. ونقل عن فالون برهامي، من أصول كوسوفية: "سويسرا دولة تمنح الفرص للمهاجرين، يجب التوقف عن الحديث عن لاعبين من أصول كوسوفية سويسرية أو سويسرية فقط، فكلنا نلعب من أجل سويسرا".
 
كما قالت هذه الدراسة التي قامت بتتبع 552 لاعبا سيشاركون في كأس أوروبا للأمم 2016، فخلصت إلى أن ثلث اللاعبين بإمكانهم تمثيل أكثر من بلد، وذكرت حالة رمزية للأخوين تولانت وغرانيت إكزاكا، حيث سيشارك تولانت مع منتخب ألبانيا، وسيشارك أخوه غرانيت مع منتخب سويسرا. 
 
وأشار الموقع لحالة أخرى مشابهة في إيطاليا، تعود للاعب تياغو موتا مزدوج الجنسية، وهو لاعب برازيلي متحصل على الجنسية الإيطالية، وقد هوجم عديد المرات بسبب المجهودات التي يقدمها في المباريات، ويعتقد البعض أن رقم 10 الذي منح له لا يمنح عادة إلا لكبار اللاعبين الإيطاليين.
 
وقال الموقع إن فرنسا وسويسرا من أبرز الدول انفتاحا على القوميات الأخرى، في حين يبدو جليا أن فرق دول أوروبا الشرقية أقل استقطابا للأجانب بين لاعبيها، فرومانيا مثلا لا يوجد بين فرقها لاعبون من جذور أجنبية عميقة، ربما لأنه بلد يعرف نسب هجرة نحو الخارج عالية جدا.
 
وفي الختام، ذكر الموقع أن تتبع أصول اللاعبين يبدو أمرا معقدا، ولكن مما لا شك فيه أن أوروبا قارة مفتوحة على العالم وتقدم نموذجا لكرة القدم الاجتماعية.
 
جيوبوليس
بيار مانيان
الرابط:
https://geopolis.francetvinfo.fr/euro-2016-quand-le-foot-raconte-l-immigration-108469