سياسة عربية

"عربي21" تحصل على صور لمعاناة لاجئي سوريا على حدود الأردن

يواجه اللاجئون على الحدود برد الليل وحر النهار - عربي21
حصلت "عربي21" على صور توثق جانبا من معاناة اللاجئين السوريين العالقين خلف الساتر الترابي على امتداد حدود الأردن الشمالية الشرقية، عند نقطتي عبور الحدلات والركبان.

ووصفت مصادر إغاثية، سورية وأردنية، أوضاع هؤلاء اللاجئين الذين يقدر عددهم بـ50 ألفا بــ"المزرية"، إذ يعانون من ظروف إنسانية صعبة، تتمثل "بانتشار الأمراض، وشح المساعدات الغذائية والطبية، والسكن بظروف صعبة في منطقة صحراوية باردة ليلا وحارة نهارا، وتنتشر فيها الحشرات والحيوانات".
 
وأكد ناشطون في الإغاثة لـ"عربي21"؛ أن الساتر الترابي الذي يُعرف أيضا بـ"المنطقة الحرام"، أصبحت تضم مخيما كبيرا للاجئين بحكم الأمر الواقع، وبات يعتبر ثاني أكبر مخيم بعد الزعتري الذي يضم قرابة الـ80 ألف لاجئ، "إلا أن هذا المخيم ينقصه الكثير من الخدمات، وخصوصا الخدمات الطبية، لوجود جرحى وأطفال ونساء حوامل، وبعضهم تعرض للدغات من العقارب"، بحسب قول النشطاء.
 
وأظهرت صور حصلت عليها "عربي21"؛ لاجئين يعانون من نقص في مياه الشرب ويتجمهرون أمام عدد محدود من خزانات المياه البلاستيكية، في منطقة الركبان الحدودية بين سوريا والعراق والأردن، كما تظهر خيام بسيطة في منطقة صحراوية قاحلة.
 
من جانبه، يصف رئيس مكتب الإغاثة في مجلس محافظة درعا السورية، عبد الله الراضي، وضع اللاجئين "بالمزري جدا جدا"، حيث لا تصلهم المساعدات الإنسانية اللازمة.

ويقول لـ"عربي21": "اللاجئ يحتاج إلى شهر أو شهرين حتى يصل إلى الشريط الحدودي، ويواجه صعوبة في العبور إلى الأردن، إن لم يكن (العبور) معدوما، مع وجود حالات (دفع باللاجئين) إلى الداخل السوري".
 
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إن السلطات الأردنية سمحت رسميا؛ لمنظمات أخرى بالدخول إلى منطقة الساتر الترابي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وبدأت اللجنة الدولية بتسليم مهام إيصال الغذاء إلى برنامج الأغذية العالمي، ومهام إيصال المياه إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
 
وبحسب الصليب الأحمر، فإن "غالبية الأشخاص الموجودين على الساتر هم من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين لجؤوا إلى الأردن بحثا عن الأمن والحماية؛ حيث يعيشون في ملاجئ مؤقتة على الحدود في ظروفٍ قاسية".

من جانبها، تؤكد المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي، شذى المغربي، لـ"عربي21"، أن "البرنامج يوزع يوميا ما يقارب 20 ألف طرد غذائي على العالقين، تتضمن المأكولات الجاهزة كالمعلبات، بالإضافة لطرود غذائية مكونة من الفواكه".
 
وانتقد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية، حول ممارسات حقوق الإنسان للعام 2015، منع السلطات الأردنية دخول اللاجئين السوريين، وقال التقرير إن الحكومة الأردنية "منعت" بعض اللاجئين (السوريين) من دخول البلاد، وإنها رحلت آخرين من طالبي اللجوء.

إلا أن زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة، وهي جمعية أردنية محلية تنشط في مساعدة اللاجئين السوريين، يؤكد أن الأردن "ما زال يستقبل اللاجئين السوريين، إلا أن السلطات تقوم بعمليات تدقيق أمني قبل السماح لهم بالدخول".
 
وأضاف لـ"عربي21" أن الجمعية "تقوم بتقديم الطرود الغذائية والملابس للعالقين على الحدود، إلا أن المسؤولية الكبرى يجب أن تقع على عاتق المنظمات الدولية؛ التي عليها تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين المتواجدين على الساتر الترابي في الأراضي السورية ضمن أجواء صحراوية صعبة".

من جهتها، جددت الحكومة الأردنية تأكيدها على اتباعها "سياسة الحدود المفتوحة" مع اللاجئين السوريين.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق باسم الحكومة، محمد المومني، في مؤتمر صحفي هذا الشهر، إن "نحو 50 ألفا من اللاجئين عالقون على الحدود بين الأردن وسوريا"، مشيرا إلى أن "75 عامل إغاثة يقدمون المساعدة لهؤلاء الأشخاص يوميا، من ماء وغذاء ودواء ومستلزمات".

وشدد المومني على "استمرار الأردن ومحافظته على سياسة الحدود المفتوحة ضمن الأطر التي تتبعها الدولة في هذا المجال".
 
وقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية إن أغلب هؤلاء اللاجئين "جاؤوا من مناطق شمال سوريا، كالرقة ودير الزور والحسكة، التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، ما جعل السلطات الأمنية تخضعهم إلى تدقيق أمني قبل إدخالهم"، وفق قوله.