صحافة دولية

التايمز: كيف تابع ابن لادن توجهات وول ستريت وأخذ بها؟

التايمز: كان ابن لادن سريعا في الاستجابة لتوجهات "وول ستريت" الاستثمارية - أرشيفية
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، قالت فيه إنه بالرغم من قيادة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لمجموعة إرهابية ترفض القيم الغربية، إلا أنه كان سريعا في الاستجابة لتوجهات "وول ستريت" الاستثمارية، عند تصيده لاستثمار مالي جيد.
 
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ابن لادن أرسل رسالة إلى "مديره العام"، يأمره فيها بإنفاق 1.7 مليون مما كسبه التنظيم حديثا على سبائك وقطع الذهب، قبل خمسة أشهر من قيام قوات البحرية الأمريكية الخاصة بقتله في مقره في باكستان عام 2011.  
 
وتذكر الصحيفة أن زعيم تنظيم القاعدة بدأ في البحث عن أفضل صفقات الاستثمار في أواخر عام 2010، بعد أن حصل تنظيمه على 5 ملايين دولار، فدية إطلاق سراح دبلوماسي أفغاني كان تنظيم القاعدة قام باختطافه. 
 
وبحسب التقرير، فإن ابن لادن أمر عطية عبد الرحمن، الذي كان يدير شؤون تنظيم القاعدة المالية، في رسالة كتبها له في كانون الأول/ ديسمبر، بإنفاق مبلغ 1.7 مليون دولار من نقود الفدية على الذهب، قائلا: "إن التوجه العام للسعر يسير نحو الارتفاع"، وكتب أيضا: "حتى مع تراجع السعر أحيانا في السنوات القليلة القادمة، فإن سعر الذهب سيصل إلى 3 آلاف دولار للأونصة".
 
وتكشف الصحيفة عن أن ابن لادن كان حريصا على مراقبة أسواق العملات، مشيرة إلى أنه في الرسالة ذاتها نصح باستخدام بقية المبلغ لشراء عملات "اليورو والدينار الكويتي واليوان الصيني"، وطلب من عبد الرحمن أن يختار "وسيطا يوثق به"، ويشتري الذهب بكميات صغيرة على مدى شهر.
 
ويلفت التقرير إلى أن الرسالة الموجهة لعبد الرحمن كانت باللغة العربية، ووجدت بين كم من الرسائل والوثائق والملفات وأقراص الحاسوب التي تم أخذها من مقر ابن لادن في أبوت أباد في باكستان خلال الغارة في أيار/ مايو 2011، مشيرا إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية تقوم بالإفراج عن هذه الوثائق بشكل تدريجي.
 
وتلاحظ الصحيفة أن ابن لادن قام بالتحول للذهب في الوقت الذي كانت تمر به الولايات المتحدة بفترة ركود اقتصادي، مستدركة بأنه رغم أن توقعه بارتفاع قيمة الذهب بشكل سريع لم يكن صحيحا، إلا أنه كان يتبنى الخيارات الاستثمارية ذاتها، التي قام بها كثير من كبار شخصيات "وول ستريت" ومؤسساته المالية.

ويفيد التقرير بأن الذهب كان يباع في ذلك الوقت بـ 1390 دولارا للأونصة، مستدركا بأنه بالرغم من أن السعر وصل في وقت هجمات 11 أيلول/ سبتمبر إلى 280 دولارا للأونصة، إلا أنه ارتفع بعد مقتل ابن لادن بقليل، ليصل إلى 1900 دولار للأونصة. 

وتبين الصحيفة أنه ليس من المعروف إن كان قد تم تنفيذ أوامر ابن لادن، وكيف يمكن شراء الذهب، خاصة أن فرع التحقيقات في معلومات الإرهاب والمال التابع لوزارة المالية الأمريكية يتابع أصول تنظيم القاعدة بشكل دقيق.

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن تنظيم الدولة، على عكس تنظيم القاعدة، قام بجمع كميات من الأوراق النقدية، من خلال سرقة المصارف ونقود الفدى ومبيعات النفط، وقام الطيران الأمريكي باستهداف المخازن التي يخزن فيها الأموال، حيث يعتقد بأن التنظيم خسر حوالي 10 ملايين دولار في هذه الغارات الجوية الدقيقة.