صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: صراع سني شيعي وأمريكا في الجانب الشيعي

جلبوع: روسيا تدعم بوضوح إيران وعليه فإنها تدعم الشيعة- أرشيفية
قال المحلل الإسرائيلي، عاموس جلبوع، الاثنين، إن صراعين مركزيين يشقان العالم الإسلامي في الشرق الأوسط: السني الشيعي، والسني الداخلي، ونتائجهما ستقرر الصورة السياسية والثقافية لكل المنطقة، بحسب ما نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

ووصف جلبوع في مقال له بالصحيفة، مؤتمر جنيف المتعلق بالأزمة السورية، بأنه "حفلة تنكرية تسمى المؤتمر الدولي للسلام في سوريا، وأنه هذيان وهذر على حد سواء، يختبئ خلفهما الصراع الحقيق الجاري في منطقتنا، والذي يتصدر الخصام فيه إيران وسوريا".

وأشار إلى أن "الدولتين يجري الصراع بينهما على الأرض، ويستخدم كل منهما مبعوثه، ولكنهما تستخدمان قواتهما أيضا"، لافتا إلى أن "ساحتي الصراع المركزيتين هما سوريا واليمن، وبالنسبة لإيران، فإن سوريا هي الأهم (هناك تدعم نظام الأسد ومبعوثها هو حزب الله)، وبالنسبة للسعودية فإن ساحة الصراع الأهم هي اليمن (هناك تدعم النظام القديم، بينما يدعم الإيرانيون الثائرين فيه). وهناك ساحات صراع فرعية، هي لبنان والبحرين والعراق".

ورأى الكاتب الإسرائلي أن "ما يميز هذه الساحات هو أن فيها كلها سكانا شيعة، وحيثما لا يوجد شيعة لا يجري صراع بين إيران والسعودية، أي في مصر والأردن وليبيا ودول شمال أفريقيا، التي كلها سنية والأوراق التي في يد إيران في هذا الصراع أقوى من الأوراق التي في يد السعودية". 

وأضاف جلبوع، أن "الولايات المتحدة بالذات، الحامي الأمني للسعودية منذ نحو 80 سنة، تصطف في الجانب الإيراني أكثر مما هي في الجانب السعودي، بينما روسيا تدعم بوضوح إيران، وعليه فإنها تدعم الشيعة أيضا"، مبينا أن "السعوديين، خلافا للإيرانيين، لا يمثلون الإسلام السني ولا يمكنهم أن يدعوا أنهم يمثلونه، فهم أنفسهم ينتمون لتيار سني متطرف".

وتابع، بأن "تركيا تقف في مواجهتهم، وتتطلع بنفسها للهيمنة على السنة في المنطقة ولها تقاليد إمبراطورية فاخرة، وعموم منظمات الإخوان المسلمين والمنظمات السنية الأكثر تطرفا، مثل تنظيمي الدولة والقاعدة، والداعمون للسعودية هم بالطبع كل دول الخليج الغنية، المهددة مباشرة من الإيرانيين"، على حد تعبيره.

واستدرك المحلل الإسرائيلي في مقاله بالقول، إن "داعميها الآخرين، مثل مصر والأردن، هم دول فقيرة، حيث إن مصر ذاتها تعيش صراعا وحشيا خاصا بها ضد الإخوان المسلمين في داخلها وضد داعش في سيناء. ومن يدري، فقد يأتي اليوم فتؤجر مصر جزءا من جيشها للسعودية".
 
ولفت إلى أن "إيران تمثل عمليا الشيعة في الدول العربية، وان كانوا يشكلون أقلية قليلة في مقابل الأغلبية السنية الحاسمة في العالم العربي، ففي مناطق الصراع بالذات يشكل الشيعة الطائفة الكبرى وهم في لبنان نحو 40 في المائة"، في حين أن نسبتهم أقل من 30 بالمائة.

وأردف جلبوع بأن "الشيعة في العراق يتجاوز عددهم الـ50 في المائة ويسيطرون الآن في الدولة، وفي اليمن نحو 40 في المائة من التيار الشيعي، وهناك أغلبية شيعية محكومة في البحرين. وفي سوريا فقط، والتي هي القلب الاستراتيجي للهلال الخصيب، توجد أقلية علوية تعتبر واحدا من التيارات الشيعية، ولكنها تحكم الدولة حاليا".
 
وأكد المحلل الإسرائيلي أن "القلق الإسرائيلي الأساس هو بالطبع نابع من تعزيز الإمبراطورية الإيرانية القادمة على الطريق، وتعزيز كل منظمات الجهاد السنية، ولكن هل يتعين عليها أن تدخل علنا رأسها السليم في الصراعات الدموية المريضة باسم الإسلام، مثلما يوصون عندنا صبح مساء تحت شعار (استغلال الفرص)؟".