سياسة عربية

الزند الوفي أم عكاشة الطموح.. من هو رئيس برلمان السيسي؟

جدل في مصر حول من سيكون رئيس مجلس النواب المقبل ـ غوغل
مع اقتراب موعد عقد مجلس النواب المصري جلسته الأولى، أصبح السؤال الأكثر ترددا هذه الأيام، من هو رئيس البرلمان المقبل؟

ظهرت على السطح أربعة أسماء مرشحة لتولي هذا المنصب حتى الآن، اثنان منهم أعلنا عزمهما الترشح لرئاسة البرلمان، هما الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة، ومرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، بينما لم يعلن الآخران عن ترشحهما بشكل رسمي، وهما عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا والرئيس المؤقت لمصر عقب انقلاب يوليو 2013، وأحمد الزند وزير العدل الحالي.

الزند الوفي

يترقب الكثيرون أسماء النواب الذين سيعينهم السيسي في مجلس النواب استنادا إلى الحق الذي يمنحه له الدستور بتعيين 5% من أعضاء المجلس، حيث يتوقع مراقبون أن يكون رئيس البرلمان واحدا من هؤلاء المعينين.
وقالت صحيفة "اليوم السابع" إن السيسي سيصدر قرارا جمهوريا الأسبوع المقبل بتعيين 28 عضوا في مجلس النواب على رأسهم أحمد الزند وزير العدل.
 
وارتفعت أسهم الزند بقوة بعدما تردد اسمه بين المعينين في المجلس، خاصة وأنه أحد الوزراء ولن يترك منصبه ويقبل تعيينه في المجلس إلا إذا كان مكلفا بمهمة محددة.

ويقول مراقبون إن أحمد الزند من أكثر الشخصيات ولاء للسيسي، فضلا عن تمتعه بخبرة قانونية بحكم عمله السابق كقاض ورئيس لنادي القضاة لعدة سنوات تؤهله لتولي المنصب.

وأعلن كثير من الشخصيات السياسية والنواب المؤيدين للنظام عن دعمهم للزند، منهم "محمد العرابي"، وزير الخارجية الأسبق وأحد قيادات قائمة "في حب مصر" المدعومة من النظام، الذي أكد أن السيسي سيعين الزند في المجلس خلال أيام تمهيدا لتوليه رئاسة البرلمان.

منصور الصامت

أشارت تقارير صحفية محلية إلى إن عدلي منصور هو أقوى المرشحين لرئاسة البرلمان بسبب خلفيته القانونية والدستورية، وممارسته العمل السياسي أثناء توليه رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت لمدة عام تقريبا.

لكن معارضين للانقلاب يقولون إن أكبر مزايا منصور هي أنه لن يمثل أي خطر حقيقي على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي حيث لا يملك الرجل أي طموح سياسي، كما أنه أدى دوره على أكمل وجه بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي فكان صامتا طوال فترة توليه رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت، وترك السيسي يقود البلاد فعليا من خلف الستار.

ورفض عدلي منصور التعليق على أنباء ترشحه لرئاسة البرلمان، وأكد في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي أن هذا الأمر سابق لأوانه، وأنه سيتخذ قراره إذا عرض عليه المنصب بشكل رسمي.

لكن صحيفة "الوطن" أكدت، في تقرير لها الثلاثاء، أن عدلي منصور اعتذر عن عدم قبول هذا المنصب مفضلا الاستمرار في رئاسة المحكمة الدستورية العليا، ورجحت أن يكون أحمد الزند رئيس البرلمان المقبل.

عكاشة الطموح

ومن بين جميع الأسماء المرشحة لتولي رئاسة البرلمان، لم يظهر أي منهم رغبة حقيقية في هذا المنصب بقدر ما أظهره الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة الذي أكد أحقيته بترأس مجلس النواب اعتمادا على فوزه بمقعد البرلمان بعد حصوله على أعلى الأصوات في الانتخابات بنحو 92 ألف صوت.

وأثار عكاشة جدلا حينما شبه نفسه بالأنبياء وصرح أنه يطلب رئاسة البرلمان كما طلب نبي الله يوسف عليه السلام توليته على خزائن مصر، مؤكدا أنه جدير بهذا المنصب لما يتمتع به من فكر سياسي واستراتيجى وإداري وثقافي.

لكن تقارير صحفية استبعدت تولي عكاشة رئاسة البرلمان بسبب رفض تكتل ائتلاف "في حب مصر"، المدعوم من النظام والذي يملك أغلبية كبيرة في المجلس، لهذا الترشح، ورجحت أن يتم ترضيته برئاسة إحدى اللجان الفرعية في المجلس.

ويرى قادة الائتلاف أن عكاشة سيقلل من هيبة البرلمان أمام الرأي العام إذا تولى رئاسته، في ظل الشكوك الكثيرة التي تحوم حول قدرة المجلس على القيام بدوره المنوط به والانتقادات الكثيرة التي توجه للنواب الفائزين في الانتخابات.

مرتضى الخلوق

أما آخر الشخصيات التي أعلنت نيتها الترشح للبرلمان فهو مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، والذي حصل على ثاني أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات البرلمانية بعد توفيق عكاشة.

وأكد منصور في تصريحات صحفية أنه واثق من قدرته على الفوز برئاسة البرلمان، وقلل من قيمة عدلي منصور على إدارة المجلس قائلا إنه "أصبح رئيسا للجمهورية بالصدفة، ولا يصلح لهذا المنصب الرفيع".

وأعلن مرتضى منصور أنه لن يتنازل عن رئاسة البرلمان إلا لشخص واحد فقط هو أحمد الزند وزير العدل، واصفا إياه بأنه "أسد القضاة".

وطوال السنوات الماضية أثار مرتضى منصور الجدل هو الآخر ودخل في عشرات الصراعات مع شخصيات سياسية ورياضية وفنية وإعلامية من كل الانتماءات واشتهر عنه بذاءته وتطاوله على من يختلف معه، حتى أنه اشتهر بين المصريين بـ"مرتضى الخلوق"، على سبيل السخرية، وهو الأمر الذي يجعل توليه منصب رئيس البرلمان أمرا مستبعدا.