سياسة دولية

منظمة حقوقية تطالب بريطانيا بوقف ترحيل لاجئين من قبرص

اعتبرت المنظمة تصريح كاميرون حول استقدام اللاجئين غرضه دعائي - أرشيفية
دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الحكومة البريطانية، الثلاثاء، لإيجاد حل عادل للاجئين القادمين من مخيمات اللجوء في لبنان، والذين حطت رحالهم في قاعدة عسكرية جوية بريطانية في قبرص بعد رحله خطرة في البحر.

وتعرض اللاجئون (معظمهم فلسطينيين من مخيمات اللجوء في لبنان) لانتهاكات فور وصولهم إلى القاعدة، حيث تم إلقاء القبض عليهم من قبل جنود من الجيش البريطاني ثم اقتادوهم إلى "هنجار" حديدي ضيق لا تزيد مساحته عن 10 أمتار في 25 مترا، وتم احتجازهم جميعا بداخله لمدة ستة أيام متواصلة قبل أن يتم نقلهم لمكان أوسع يحوي بعض الخيام لاحتجازهم به مجددا.

وأكدت المنظمة في بيان توصل "عربي21" بنسخة منه، أن من حق اللاجئين أن يختاروا بلد اللجوء الذي يوفر لهم حياة كريمة وأن اتفاقية دبلن لعام 1990 وتعديلاتها الخاصة ببلد اللجوء الأول لم يعد من الناحية العملية قابلا للتطبيق، كما أن القاعدة العسكرية البريطانية تعتبر أراض بريطانية يجعل من بريطانيا مسؤولة بشكل مباشر عن توفير مكان آمن لهم.

واعتبرت أن إعلان رئيس الوزراء البريطاني عن استعداد بلده لاستقدام بعض اللاجئين كان بغرض دعائي، ما دامت الحكومة لم تعلن الحكومة عن عدد الذين سيتم أو تم استقدامهم.

ووصفت المنظمة تصريح مسؤول في الحكومة البريطانية لوسائل الإعلام أن التساهل مع هذه المجموعة وقبولهم كلاجئين في بريطانيا أو السماح لهم بالسفر لدولة يختارونها سيشجع الآخرين على المخاطرة ويعني أننا نبني جسرا لعبور اللاجئين يثير السخرية.

ورأت أن الحقائق تشير إلى أنه قبل بدء أزمة اللاجئين الحالية فإن الدول الأوروبية شددت من إجراءات اللجوء، وفرضت قيودا صارمة إلا أن هذا لم يمنع من تدفق اللاجئين بمعدلات السنوات السابقة ذاته، وثانيا وبعد انفجار أزمة اللاجئين الحالية ورغم موت الآلاف في البحار ومعاملة أوروبا السيئة للاجئين يستمر تدفق اللاجئين بالوتيرة ذاتها دون أي توقف بحثا عن مكان يوفر الحق في الحياة.
 
واعتبرت المنظمة أن مثل هذه التصريحات التي تدحضها الحقائق على الأرض وتهديد اللاجئين بإعادتهم إلى لبنان يكشف عن عدم توفر الإرادة السياسية لدى الحكومة البريطانية للمساعدة في حل مشكلة اللاجئين حيث يسجل أن الحكومة البريطانية الأقل تعاونا في هذا الشأن مع شركائها الأوروبيين.

 وفي إفادته للمنظمة كما جاء في البيان ذاته، قال أحد اللاجئين "تم احتجازنا جميعا داخل هنجار حديدي فور وصولنا، وكان ضيقا للغاية، دون فصل النساء عن الرجال، وكنا توا واصلين من رحلة شاقة محفوفة بالموت، لنجد أنفسنا داخل هذا الهنجار الضيق لمدة ستة أيام كاملة لا يسمح لأي منا أن يخرج إلا لدورات المياه، ومعنا العديد من الأطفال والنساء لم يفصلوهم عن الرجال، لم نشعر بأي آدمية في ذلك المكان، وبعد ستة أيام تم نقلنا إلى مكان آخر".

 وأضاف لاجئ آخر "تم نقلنا إلى منطقة مغلقة داخل القاعدة العسكرية محاطة بسياج وأسلاك شائكة، كما أن كلاب الحراسة البوليسية منتشرة خارجها، حيث تم احتجازنا داخل ذلك المكان ولم يسمح لنا بالخروج مطلقا.

وأضاف "هذه المنطقة كانت أوسع من الهنجار الحديدي بالتأكيد إلا أنه ينتشر فيها الروائح الكريهة ومليئة بالذباب والبعوض والحشرات الزاحفة، مما أصاب الكثير منا بأمراض جلدية خاصة الأطفال، وطلبنا من إدارة المعسكر حل هذا الأمر إلا أنها تجاهلت طلباتنا، ومنذ ذلك الحين ونحن محتجزون بداخل تلك المنطقة ولا يسمح لنا بالخروج منها، ويتم ممارسة ضغط نفسي شديد علينا بغرض دفعنا لتقديم طلب لجوء إلى قبرص أو قبولنا بالعودة من حيث أتينا".
 
وحذرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، من كبير الموظفين القائم على إدارة المعسكر، إذ لأنه يمارس ضغطا نفسيا شديدا بغية التنصل من المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه اللاجئين، حيث تم تعريضهم لضغوط عديدة لكي يدفعوهم لتقديم طلب لجوء سياسي أو إنساني إلى قبرص أو يتم إعادتهم إلى لبنان".

وأنه لا تتاح لهم معلومات حقيقية حول القوانين وما وراء كل خطوة يمكن أن يقدموا عليها في ظل تعمد تضليلهم من قبل أفراد الأمن، أو من قبل موظفين تم إخبار اللاجئين أنهم تابعون إلى الصليب الأحمر ومؤسسات حقوقية أخرى، والذين كانوا جميعا يمارسون الضغط ذاته عليهم.