سياسة عربية

تنظيم الدولة يطالب السكان الأكراد بمغادرة مدينة منبج بسوريا

منح التنظيم الأكراد 48 ساعة للمغادرة
طالب تنظيم الدولة في مدينة منبج، في ريف حلب الشرقي، السكان الأكراد بمغادرة المدينة خلال مدة أقصاها 48 ساعة، ابتداء من يوم السبت، دون السماح لهم بإخراج ممتلكاتهم أو معرفة الوجهة التي سيغادرون إليها.

وقال مصدر خاص لـ"عربي21" إن تنظيم الدولة أبلغ السكان الأكراد في منبج والقرى التابعة لها، بوجوب مراجعة ديوان العشائر التابع للتنظيم في المدينة، اعتبارا من تاريخ التبليغ الذي أرفق بتحذير شديد اللهجة لكل من يتخلف عن مراجعة الديوان بالطرد من مدينة منبج.

وبحسب المصدر، فإنه بعد مراجعة عدد من المواطنين الأكراد ديوان العشائر في المنطقة، أبلغهم الموظفون فيه بأن قيادة التنظيم اتخذت قرارا يجبر السكان الأكراد على مغادر مدينة منبج وريفها، دون حديد وجهة معينة لهم.

وأضاف المصدر: "بالفعل بدأ العديد من الأكراد بالنزوح من مدينة منبج باتجاه مدينة عين العرب (كوباني) وغيرها من المناطق التي سيطرت عليها قوات حماية الشعب الكردية مؤخرا".

من جانبه، اعتبر الناشط الإعلامي الكردي، جوان محمد، أن "الحملة التي يشنها تنظيم الدولة ضد المكون الكردي في مدينة منبج، تأتي استكمالا لحملات سابقة اعتقل فيها العشرات من سكان المدينة الأكراد، بحجج وذرائع واهية، من بينها التعامل مع الأحزاب الكردية، والتجسس لصالحها ضد التنظيم"، حسب قوله لـ"عربي21".

وأضاف أن عددا كبيرا من المدنيين الأكراد المعتقلين في سجون التنظيم تتم تصفيتهم بشكل منظم، ضمن حملة ممنهجة بدأت خلال الأشهر الماضية، بحسب قوله.

وبحسب جوان محمد، فإن "ما يحدث اليوم بحق أكراد سوريا في مدينة منبج، حدث في مناطق سورية أخرى بتوافق بين بعض أطراف الصراع في سوريا، على إخلاء المناطق الكردية من سكانها، ضمن خطة شاملة من التهجير المنظم" وفق تعبيره.

 وكان تنظيم الدولة أصدر قرارا مماثلا  قبل نحو شهرين، يقضي بطرد السكان الأكراد من مدينة الرقة، شمال سوريا، وإجبارهم على مغادرة المدينة باتجاه بادية تدمر، وسط البلاد.

كما يتهم مناوئو التنظيم والعديد من الجهات الحقوقية التنظيم بارتكاب جرائم تطهير عرقي وتهجير قسري للعديد من المكونات الإثنية والدينية في المناطق التي سيطر عليها في سوريا، خاصة الأكراد منهم، حيث تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، أشرس خصوم التنظيم، ويخوض الجانبان معارك متواصلة شمال وشمال شرق البلاد، بينما يتهم كل طرف منهما الآخر بارتكاب جرائم تطهير وتهجير عرقي.