ملفات وتقارير

معهد واشنطن: ما دور حزب الله محليا وخارجيا بعد اتفاق النووي؟

أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله - أرشيفية
تناول معهد واشنطن في تقرير نشره، الثلاثاء، الدور الذي سيلعبه "حزب الله" اللبناني بعد الاتفاق النووي مع إيران، محليا في لبنان، وخارجيا في سوريا ودول أخرى. 

تأثير الاتفاق النووي على الحزب محليا

لفت المعهد إلى أن إيران تعدّ الراعي والممول الرئيسي لـ"حزب الله"، موضحا أنها "تمنح الحزب نحو 200 مليون دولار سنويا، بالإضافة إلى مساعداتها في مجالات الأسلحة والتدريب والاستخبارات واللوجستيكا". 

وأشار التقرير الذي أعده اثيو ليفيت، وهو مدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، إلى أنه إذا ما تم رفع العقوبات عن إيران، المتعلقة بالأسلحة النووية كليا أو جزئيا، فإن تدفق الأموال الإيرانية سيمكّن "حزب الله" من الرد على الحركات السياسية والاجتماعية اللبنانية التي لا تشعر بالارتياح من تدخل الحزب في سوريا. 

لكنه نوه إلى أن إيران خفضت على مدى 18 شهرا الماضية من دعمها المالي لـ"حزب الله"، ويعود ذلك وفق تقرير المعهد الأمريكي إلى المنافع المصاحبة المترتبة على نظام العقوبات الدولية غير المسبوقة، التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني، فضلا عن انخفاض أسعار النفط.

وذهب إلى أن الاتفاق النووي سيساهم في إعادة قدرة الحزب داخليا، لا سيما أن الأزمات السياسية في لبنان تتفاقم، بدءا من عدم قدرة البلاد على اختيار رئيس لها، إلى احتجاجات أزمة النفايات، "وقد يؤدي عبور المتطرفين بأعداد كبيرة من سوريا إلى قيام المزيد من عدم الاستقرار في لبنان".

ولفت إلى أن الوضع المالي للحزب قبل الاتفاق النووي تأثر بشكل كبير بالعقوبات، حيث قال: "غالبا ما قلّص تخفيض الدعم من الأنشطة السياسية والاجتماعية والعسكرية لحزب الله داخل لبنان، فمؤسسات الخدمة الاجتماعية خفضت من تكاليفها، وتلقى الموظفون رواتبهم في وقت متأخر أو تم تسريحهم، بالإضافة إلى تخفيض تمويل المنظمات المدنية، مثل المنار، وهي المحطة التلفزيونية الفضائية للحزب".

تأثيره خارجيا

لفت معدّ التقرير ليفيت إلى أن "حزب الله" الذي أصاب الثراء حديثا قد يكون أكثر عدوانية داخل البلاد وخارجها، "الأمر الذي يشكل تحديا للأطراف الأقل تطرفا على امتداد الطيف السياسي اللبناني، ويعزّز من أنشطته المزعزعة للاستقرار خارج لبنان"، على حد قوله.

وأورد أن زيادة الإنفاق الإيراني سترفع من العمليات الإقليمية والدولية لـ"حزب الله"، بعد أن ظهرت علامات على "ضائقة مالية" قبل التوصل إلى اتفاق النووي، فبالنسبة لطهران، لم تظهر القيادة السورية لـ"حزب الله" التزامها بالدفاع عن نظام بشار الأسد، على الرغم من أن ذلك يشكل أولوية بالنسبة لها، ما عكس ضائقة مالية يمر بها الحزب.
 
وبحسب معهد واشنطن، فإن "حزب الله" هو أكثر انشغالا في الوقت الحالي من أي وقت مضى، خاصة في سوريا، حيث يشارك في عمليات مسلحة وأنشطة دعم مكلفة.

وتخوّف التقرير من أن حصول حزب الله على المزيد من الأموال سيمكنه من زيادة مساعداته للمليشيات الشيعية في العراق واليمن بالتعاون مع إيران. 

وتابع: بإمكان الحزب أيضا إرسال أعداد صغيرة من المدربين المهرة لدعم القوات المحلية، والقتال إلى جانبهم في بعض الحالات، إلى جانب إرسالهم إلى العراق، بالإضافة إلى توسعه في اليمن من خلال استلامه موارد إضافية. 

وعرض تقرير المعهد أن بإمكان زيادة تمويل إيران للحزب اللبناني أن يساعده على إعادة قدراته خارج منطقة الشرق الأوسط؛ حيث لفت إلى أن الحزب وسّع من عملياته في دول متنوعة، مثل سوريا وقبرص وبيرو وتايلاند.