ملفات وتقارير

لماذا خفّضت إيران الدعم لحركة الجهاد وكيف رأت الحركة ذلك؟

حركة الجهاد الإسلامي تعيش أزمة مالية خانقة - الأناضول
علمت "عربي21" من مصادر خاصة في حركة الجهاد الإسلامي أن الحركة تعيش أزمة مالية خانقة اضطرتها إلى تخفيض نفقاتها على أكثر من صعيد.

وقال مصدر قيادي في قطاع غزة، إن الحركة تشعر أن تراجع الدعم الإيراني يعود إلى موقفها الرافض لدفع أثمان سياسية تتعلق بمعارك إيران في الإقليم.

وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن موقف الحركة المحايد من سوريا كان مقبولا إلى حد ما من إيران، حيث كان موقفها مختلفا عن حماس التي اتهمت بالتدخل في الأزمة، والانحياز للثورة، لكن المشكلة برزت في الموقف مما جرى ويجري في اليمن.

وأضاف المصدر أن الغضب الإيراني تجلى حين جرى تزوير تصريح على لسان أحد قادة الحركة كان منحازا للحوثيين، ما اضطر الحركة لنفيه، وهو ما أثار غضب القيادة الإيرانية، رغم أن الحركة لم تأخذ في البيان موقفا لصالح عاصفة الحزم.

وفي بيروت، بدا واضحا أن غياب قيادة حركة الجهاد عن الإفطار الذي أقامه الحرس الثوري في بيروت، هو نوع من الاحتجاج على تراجع الدعم الإيراني، وإن فسّره آخرون بأنه ناتج عن وجود الأمين العام للحركة ونائبه في قطر، وهو ما لم يكن مريحا بالنسبة للإيرانيين بكل تأكيد، كون قطر تُحسب على المعسكر المناهض للتحالف الإيراني.
 
قيادة الجهاد، وبحسب المصدر ذاته، عبّرت غن غضبها من توقف الدعم، لكن الجانب الآخر الذي لا يقل إثارة بالنسبة إليها، هو ميل الإيرانيين إلى إحداث اختراقات في جسم الحركة، وتشييع بعض عناصرها، وحين ردت الحركة برفض ذلك، قامت طهران عبر حزب الله بإنشاء حركة "الصابرين نصرا لفلسطين- حصن" التي تجاهر بتشيعها، التي يعرف الجميع أن أكثر كادرها هم من عناصر الجهاد المنشقين.

بدوره أوضح مصدر مقرب من الحركة في بيروت لـ"عربي21" أن كل ما يجري لا يعني قطيعة مع إيران، أولا لأنها مصدر التمويل شبه الوحيد للحركة، في ظل حصار عربي، وثانيا لأن إيران لا تريد القطيعة بعد علاقتها السيئة الراهنة مع حماس، وذلك "خشية فقدان ورقة فلسطين" التي لا زالت مهمة بالنسبة لها، دليلا على أن مشروعها ليس "مذهبيا فاقعا"، بحسب قوله.