مقالات مختارة

هل إيران بمستوى كلامها؟

1300x600
هل تستطيع إيران أن تنفذ وعيدها ووعودها كلها؟

يقال إن إيران قد تستولي على العراق، عراق حيدر العبادي، بحجة قتال «داعش»، وحماية المراقد الشيعية، لكن الحقيقة هي مدّ الاحتلال الإيراني إلى العراق، فهي كرسي كسرى القديم، كما قال سابقا لنا علي يونسي مستشار الرئيس روحاني.

وهي تفخر، أو كانت تفخر، أنها قد استولت على اليمن من خلال تابعها الحوثي، وكذا سوريا، وطبعا لبنان، من خلال فيلقها وحزبها في لبنان، بقيادة حسن نصر الله. وعلى ذكر الأخير فهو الآخر يجاري تبختر ومبالغة دولته المرجعية، إيران، فقد قال لمناصريه ولكل شيعة لبنان، قبل أيام إنه سيهزم كل خصومه، ووسع الدائرة هذه المرة، فجعل قطر وتركيا والسعودية، وكل التكفيريين، وشيعة السفارة الأمريكية، بالقتال والهزيمة، مستذكرًا في سياق تاريخي تحريضي خطير، لحظات محددة، حسب الصحف اللبنانية المحبة له وقال: «إن الله كتب علينا كما كتب على الذين من قبلنا في بدر مع الرسول وكل المعارك حتى خيبر، ويجب أن نكمل إلى صفين، ومن يثبت في صفين يكون قد وصل»،
نصف المعركة في الإعلام، والتبختر مكروه، إلا في ساحة الحرب، ومن التبختر أنواع تجري في الإعلام والسياسة.

ما هو حجم الحقيقة والوهم فيما تدعيه البروباغندا الإيرانية في المنطقة، وكيف نتعامل مع الخطر الإيراني، في حجمه الطبيعي، وبعيدا عن تهويشات خطباء الجمعة في طهران، وتهديدات المرشد خامنئي، الذي صار في حالة تنافس هذه الأيام مع مريده اللبناني حسن نصر الله في كثرة الحديث. نشرت «العربية نت» مؤخرا تعليقات مهمة لأحد أتباع المرشد خامنئي المخلصين، ولكنه انشق عنه منذ 2009، خصوصا بعد تزوير الانتخابات لصالح أحمدي نجاد.

الشخص هو الكاتب والسينمائي والناشط السياسي والمدني المنشق محمد نوري زاد، وقد وصف الظروف التي يمر بها المرشد الإيراني نتيجة للتوافق النووي مع دول 1+5 بـ«المرة» و«العصيبة».

نوري زاد الذي كان مقربًا من خامنئي يومًا ما، كتب على صفحته في «فيسبوك» متسائلاً: «هذه الأيام هي أيام مرة بالنسبة للسيد خامنئي، فهو لا يستطيع التقدم ولا التراجع (في مأزق)، فإذا خضع للغربيين فما هو رده للجماهير المسيسة التي لا تنطلي عليها المراوغة؟». وأكد أن ما يمتلكه خامنئي - بغض النظر عن الأموال السرية الهائلة - في المقام الأول، هو «مجرد كلام غاضب» على حد تعبيره.

المعارض الإيراني خاطب خامنئي مباشرة ودعاه للتخلي عن: «النووي وبشار الأسد وسوريا واليمن وحزب الله ولبنان والبحرين والشيعة في السعودية والنزعة الشيعية، وأن يتحلى بمرونة شجاعة تنقذ الشعب الإيراني، وذلك عبر التوقف عن السير الممنهج على طريق يؤدي إلى دمار إيران». هذا هو الصحيح، فما يبقى في نهاية اليوم إلا ما تلمسه اليد وتختبره الحواس كلها، هناك حدود للقدرات العسكرية والأمنية والمالية، كما أن هناك نهايات لمجال التأثير والنفوذ.

إيران تبالغ في التضخم.. حد الانفجار.



(نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط)