ملفات وتقارير

رفيق سابق للبغدادي يتحدث عنه وخطيب للتنظيم ينفي إصابته

وفقا لشهادة رفيق سابق له فإن شخصية البغدادي تغيرت بعد الغزو الأمريكي - أرشيفية
نفى خطيب تنظيم الدولة في الموصل، أبو أسعد الأنصاري، الأنباء التي أفادت بإصابة زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي"، وقال إنه يتمتع بحالة صحية جيدة، واصفا تلك الأنباء بأنها "عارية عن الصحة"، ومشيرا إلى أنه في الوقت الحاضر، يقود العمليات القتالية في الأنبار.

وكانت الأنباء قد أفادت بأن غارة للمقاتلات الحربية التابعة لقوات التحالف الدولي، أسفرت عن إصابة البغدادي بتلف في عموده الفقري بالكامل.

رفيق سابق للبغدادي يتحدث

وفي حين ما زال الجدل قائما حول شخصية زعيم تنظيم الدولة، نشرت وكالة أنباء "رووداو" الكردية معلومات قالت إنها "تكشف لأول مرة" عن جانب من حياة البغدادي قبل تزعمه التنظيم.

وبحسب تقرير الوكالة ومتابعة "عربي21"، فإن "أبا بكر البغدادي عاش خلال تسعينيات القرن الماضي في حي شعبي وسط العاصمة بغداد، وتركزت دراسته على الشريعة الإسلامية، قبل أن يصبح الرجل الأول والأخطر بين المجاميع المسلحة عالميا".

وتقترن سيرة حياة البغدادي بتناقضات كثيرة نقلها "سكان مجاورون للمسجد الذي كان إماما فيه"، في منطقة الطوبجي، حيث عمل فيه إماما، وتلقى تعليمه الديني في مسجد "الحاج زيدان"، الذي يعد مدرسة دينية، وهو "مكان لمبيت عدد من طلاب كلية الشريعة من مناطق الموصل وصلاح الدين، ويكون ذلك بالاتفاق مع متولي المسجد"، ويقصده الراغبون بتلقي علوم الشريعة الإسلامية.

وأظهر أبو محمد (40 عاما)، الذي رافق البغدادي فترة طويلة امتدت لعدة سنوات، دهشته للوهلة الأولى عند تداول وسائل الإعلام لصورة "أبو بكر البغدادي"، وعزا ذلك بحسب "رووداو"، إلى "أنه لم يتخيل يوما ذلك "الشخص الهادئ الطبيعي"، أن يصبح بهذا الشكل.

وقال أبو محمد، الذي رفض الكشف عن اسمه أو أن يتم نشر صورته: "لم أكن أتخيل يوما ذلك الشخص الهادئ الطبيعي بتعامله مع عدد كبير من سكان الحي أن يمتلك هذه القسوة كلها، التي مكنته من إسقاط محافظة كبيرة مثل نينوى، ويتخذها مقرا من مقرات تنظيمه".

ووفق شهادته، قال "أبو محمد": "كنا نطلق عليه لقب الملا أو الشيخ إبراهيم طوال المدة التي عاشها في الحي الشعبي مستأجرا دارا كانت عبارة عن غرفتين، معزولة عن أحد المنازل المقابلة للجامع، في منطقة الطوبجي".

شخصية "الملا البغدادي"

وقال "أبو محمد" إن البغدادي كان يدعوه سكان الحي بـ"الملا إبراهيم"، وكان شخصا طبيعيا أكثر من كونه رجل دين أو إماما، مضيفا أنه "ذات مرة اصطحبت ابني الصغير إلى منزله، حيث كان يقصده عدد من المصلين في الجامع لرقية أبنائهم الصغار، وعندها قال لي: لو كان بي خير لعالجت ابني المشاغب حذيفة، الذي كان طفلا متمردا يصعب السيطرة عليه".

وأضاف أن شخصيته كانت "بسيطة توحي لك بأنه لن يستطيع قيادة بضعة أشخاص، وكان من المعتاد أن يرتدي (القميص والبنطلون)، وأحيانا الـ(تي شيرت) خلال مراجعته لعدد من الدوائر، وكان يرتدي الجبة والعمامة عندما يؤم المصلين، أو في الأيام العادية، أما داخل المسجد فغالبا ما كان يرتدي (الدشداشة والعرقجين).
 
علاقات البغدادي

وقال أبو محمد إن الملا إبراهيم لم يكن يحب أن يعيش وحده، فدائما ما كان محاطا بجمع من أصدقائه، سواء في الجامع أو خارجه، ولكن غالبية وقته يقضيه داخل الجامع بإعطاء الدروس الدينية لطلاب الشريعة "دورات تحفيظ القرآن للصغار".

وتابع: "لم يكن الملا إبراهيم خطيبا للجامع سوى مرتين، في عام 1995، حيث اعتلى منبر الجمعة، أما طوال هذه المدة، فكان إماما للمسجد. وكان الجامع عبارة عن مدرسة دينية، يأتي إليه الطلاب من عدة محافظات من الأنبار والموصل ودهوك وسامراء، ويبيتون عدة ليال داخل المسجد. جميع المحيطين بالملا قتلوا بعد 2003 خلال معارك مع الأمريكيين، وبعد 2004 اختفى تماما عن الظهور في منطقة الطوبجي" .

البغدادي بعد الغزو الأمريكي

ووفقا لشهادة "أبو محمد"، وما نقلت الشبكة الكردية فإن "ما ظهر عليه البغدادي قبيل انخراطه مع داعش مختلف تماما عما بدا عليه الآن، حتى عندما يؤم المصلين في أوقات الصلاة، لم يكن معروفا عنه بأنه جهادي، لكن الوضع اختلف تماما بعد احتلال العراق وتبنيه الفكر الجهادي، حيث أنه في إحدى المرات وتحديدا في عام 2005 التقيته صدفة في مدينة الفلوجة وقلت له ما الذي تفعله هنا وأقاربك في سامراء؟ فقال أنا الآن أقاتل الأمريكيين هنا". 

وقال أبو محمد: "لابد من أنه تغير بعد اعتقاله من القوات الأمريكية ودخوله السجن، حتى الناس هنا ظنوا أنه مجنون عندما رؤيته للوهلة الأولى عند ظهوره على شاشات التلفاز، عند اعتلائه منبر الخطابة الصيف الماضي، في الجامع الكبير في مدينة الموصل".

وأوضح: "شكل لنا الأمر صدمة، حتى انتشر الخبر بين أبناء الحي بشكل مدو، فهل يعقل أن يكون ذلك الشخص البسيط والمتواضع هو ذاته أبو بكر البغدادي؟".

البغدادي وكرة القدم

ويروى أبو محمد أنه "ذات مرة كنا نلعب كرة القدم في ساحة الطوبجي الشعبية (ساحة قريبة من الجامع) وتعرض الحجي إبراهيم لإصابة بالغة في قدمه، وبحكم امتلاكي بعض الخبرة بالإسعافات الفورية قمت بمعالجته، ولكني ندمت كثيرا الآن". وأشار إلى أن البغدادي كان "لاعبا ماهرا بكرة القدم ومن الصعب إيقافه".

وبيّن أنه كان للحجي إبراهيم علاقات واسعة مع العديد من رجال الدين، من زملائه من طلبة كلية الشريعة الذين كانوا يبيتون في الجامع، كونهم من محافظات مختلفة، ويعد جامع الحاج زيدان مضيفا لطلاب العلم والشريعة الإسلامية، ويزورونه بشكل مستمر.