سياسة عربية

السيناريست وحيد حامد: "ما فيش قانون ولا دولة في ظل السيسي"

الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد - أرشيفية
نفى الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد، أن يكون القانون مطبَّقا في مصر، مضيفا: "بالتالي ما فيش دولة"، على حد تعبيره.

وكان حامد، وهو أحد أشد كارهي جماعة الإخوان المسلمين، والمحرض عليهم في أعماله الفنية، قال بعد لقائه الرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح السيسي في كانون الثاني/ يناير الماضي، إنه متفائل.

لكنه، في حواره مع جريدة التحرير المصرية، السبت، وتنقل "عربي21" بعض فقراته هنا، لم يلبث أن استعرض نماذج وأمثلة عدة، لما اعتبره "غياب القانون والدولة في مصر"، مؤكدا أن "أسوأ شيء في حياة الشعوب أن تمسك العصا من المنتصف.. ما فيش قانون ما فيش دولة، ولا يوجد قانون نطبقه على حسب المزاج". 

وتابع: "سأعطيك مثالا يحدث الآن، وهو مهزلة وفضيحة، هناك أحكام تصدر واجبة التنفيذ، ولكنها لا تنفَّذ.. أذرع الفساد تتفنن فى أشياء عجيبة، حيث خرجوا علينا ببدعة قبيحة جدّا اسمها عمل دراسة أمنية، حتى لا يتسبب تنفيذ الحكم في حدوث مشكلات".

وأضاف: "ده كلام فاضي.. تطبيق القانون وتنفيذ أي حكم هو مسألة لا يمكن التفكير فيها.. يعني إيه دراسة أمنية؟ توفير الأمن واستقرار المجتمع يتطلبان تنفيذ الحكم، لا إرجاءه خوفا من زعل البعض. إيه لازمة العدالة؟! طيب ما نقفل المحاكم أحسن".

واستطرد، "في مسلسل "أوان الورد"، ابتكرت شخصية اسمها "المعلم بنورة" صاحب القهوة الذي كان ينفّذ العدل من وجهة نظره، ويطبق الحكم بيده، أي قطاع خاص، أنا عملت هذه الشخصية بسبب الإجراءات البيروقراطية والعقبات، فكان يطبق هو الأمر على طريقته بلا قانون لا توجد دولة.. نحكم على وجود الدولة بمدى وجود القانون فيها، ومدى فاعليته، وتطبيقه"، على حد قوله.

الجهاز الإداري في بلادة ومنظومة الفساد قائمة
 
وعن الأوضاع الراهنة في مصر، تحت حكم السيسي، قال وحيد حامد: "لدىّ وجهة نظر في هذا الموضوع قد تغضب البعض. أنا عندي وجهة نظر إيجابية، ووجهة نظر سلبية في ما يجري في مصر الآن".

واستطرد: "السلبيات تكمن في الآتي: الجهاز الإداري في الدولة من وزراء ومحافظين وغيرهم فى حالة بلادة، ومن شأن هذا الأمر أن يعطّل مسار أي دولة تريد أن تنهض، الأمر الثاني أن منظومة الفساد ما زالت قائمة، ولا تجد مَن يوقفها، النقطة الثالثة أننا شعب لا يريد أن يتعلَّم، ولا يريد أن يعمل".

وتابع حديثه: "من المؤسف جدا أن يتم خداع الناس من شخص اسمه المستريح، كأننا لم نتعلَّم من الريان، وغيره.. بالإضافة إلى أن كل الشعوب حتى تعيش، وتصبح في مستوى أفضل، لابد من أن تعمل. لدينا جملة في العامية المصرية تقول: "راعي أكل عيشك". ثم يبقى السؤال: إلى متى سنظل نمد أيدينا للتسوّل، سواء دولة أو أفرادا؟ مش هينفع، ولماذا تسكت الدولة؟

وأضاف حامد: "خذ مثالا بسيطا تراه أمام عينيك، الكناس وظيفته أن يكنس الشارع، وينظفه، ويحصل على راتبه مقابل ذلك، لكنه لا يكنس، ويقف ليتسوَّل، وأنا من صنعته بارتكابي جريمتَين، أولا أنا أعلّم هذا الشخص الكسل والنطاعة، وثانيا: أكون سببا في قذارة الشوارع". 

وتابع: "نحن مَن نصنع ذلك. هذه هي سلبية المواطن المصري، واعتماده على الآخرين في حياته، لازم يحطّ إيده في جيب غيره، لكن ما يحطش إيده في جيبه. وإن لم يحدث ذلك نشتكي، ونعيّط".

واستطرد: "رأيي أن نحاسب هذا النظام حسابا دقيقا جدّا على الأشياء التي يجب أن يتم إصلاحها، ولا تحتاج إلى وقت أو مال، أما الأشياء التي تحتاج إلى وقت فيجب أن تأخذ وقتها في الإصلاح"، على حد قوله.

وعن الأشياء التى لا يحتاج إصلاحها إلى وقت، قال حامد: "كثيرة.. النظافة مثلا لا تحتاج إلى شيء. المحافظون يقولون إنهم لا يستطيعون إلغاء التعاقدات مع شركات النظافة. طبعا يستطيعون، إذا كان العقد ينص على أن يقوم بالتنظيف، وهو لا يفعل، فلماذا نسكت عليه؟!

وتساءل: "مسألة إعمال القانون.. هل تحتاج إلى شيء؟ هل تعلم أن فوضى المرور أصبحت رهيبة؟ زمان كانوا يقولون: لا يتحدث أحد في التليفون في أثناء القيادة، أما الآن الناس أصبحت تأكل في السيارات.. لماذا؟ أنت مَن سمح لهم بذلك، لأنك لا تطبق القانون، ومن ثَمَّ لم يعد الأمر يقتصر على مجرد حديث في التليفون. 

وتابع حامد تساؤلاته: "ليه سايب الفوضى؟ ليه سايب البلطجة في الشوارع؟ اضبط الدولة. هذا هو الشيء الذى أحاسبك عليه".

يُذكر أن حامد كتب سيناريوهات أكثر من 70 فيلما ومسلسلا، في السينما والدراما العربية، ومن أبرز أفلامه: الإرهاب والكباب، واللعب مع الكبار، واضحك الصورة تطلع حلوة، والبريء، وكشف المستور، والغول، وأول أفلامه هو "طائر الليل الحزين"، وآخرها كان "قط وفار". 

وهو مشغول حاليا بكتابة حلقات الجزء الثاني من مسلسله "الجماعة"، وهو مسلسل قال نقاد إنه مليء بالأخطاء التاريخية، والتحامل الواضح على جماعة الإخوان المسلمين.

وبرغم ذلك، فهو يقول عن نفسه، وفقا لـ"التحرير"، إنه مهموم بقضية العدالة، بكل أنواعها، سياسية واجتماعية.

وأضاف حامد: "إذا لم يحقّق القانون لك العدالة، ماذا ستفعل؟ أحد أمرَين: إما أن تستسلم، وتصبح ضحية، وهذا خنوع واستسلام وهزيمة، أو أن تأخذ حقّك بيدك، وهذا هو أصل الثأر في الصعيد. أحيانا تجد شخصا قتل آخر من أجل خمسة صاغ، فتندهش جدا، لكن هو له مفهوم آخر، أنه هذا حقي، وأنت لم تعطني حقِّي، واستهزأت بي.. المسألة ليست في القيمة هنا"، بحسب قوله.