سياسة عربية

دور نشر عربية تتعرض لمضايقات طائفية في معرض بغداد للكتاب

شكا المشاركون في المعرض من مضايقات من قبل رجال معممين - عربي21
أعلن ممثلون عن دور نشر عربية مشاركة في معرض بغداد للكتاب عن عزمها مقاطعة الدورات المقبلة من المعرض، بسبب تعرضهم لمضايقات طائفية، فضلاً عن المستوى "البائس" من حيث الإقبال والمبيعات التي لم تواز الحد الأدنى من تكاليف مشاركتهم.

وقال كمال سيد أحمد، وهو بائع في جناح دار الشرق المصرية، إن دورة السنة الحالية من معرض بغداد للكتاب تميزت بأجواء بعيدة جدا عن الروح الثقافية التي تميزت بها معارض الكتب التي سبق له المشاركة فيها، سواء في الوطن العربي أو العالم، مبينا أن الأوضاع الأمنية انعكست سلبا على مجريات المعرض، ومنها تجول فصائل وأشخاص يتبعون لتنظيمات عسكرية في أروقة المعرض.

وأضاف سيد أحمد في حديثه لـ "عربي 21": "لقد سألني شخص معمم، ويرتدي زيا عسكري، إن كنا نعرض كتبا  "وهابية" في جناحنا"، وقال سيد أحمد إنه اعتقد للوهلة الأولى أن المعمم يمازحة، ولكنه تأكد أن السؤال كان بمثابة التهديد أو العمل الاستخباري، وهو أمر ينافي جميع السياقات المتبعة في معارض الكتب.
 
وأوضح سيد أحمد أن المسلح المعمم تفقد بنفسه معروضات الجناح من الكتب، في محاولة لإيجاد أسماء محددة، وفي مقدمتهم شيوخ ودعاة خليجيون ومصريون، لكن البائع أكد أنهم كان لديهم علم مسبق بخطورة هذه الكتب، ولم يصطحبوا معهم أي شيء منها.
 
وأوضح سيد أحمد أن هذه التهديدات المبطنة، ومستوى المبيعات المتدني جدا، دفعهم إلى اتخاذ قرار بعدم المشاركة المستقبلية في هذا المعرض، وأن حضورهم في العراق سيقتصر على معرض أربيل الذي بيّن أن مستوى الحريات فيه كبير جدا والمبيعات جيدة.

وفي السياق ذاته، أكد هشام بليشه، وهو من مكتبه مراسي الجزائرية، أنه سمع أكثر من مرة ألفاظا نابية، حملت تعابير طائفية من قبل زوار لجناحهم، مضيفا أن أحد الزبائن لم يتردد في سؤاله عن نسبة السكان الشيعة في الجزائر، وهل هناك حسينيات في المدن، بالإضافة إلى مواضيع أخرى غريبة لا تمت بصلة لمعارض الكتب.

وبين بليشه، خلال حديث مع "عربي21"، أن زميله من دار لبنانية مشاركة في المعرض نصحه بعدم تقديم شكوى إلى إدارة المعرض، لعدم جدواها في ظل أجواء مشحونه طائفيا، مبينا أنه وزميله اللبناني اتفقا منذ اليوم الثالث للمعرض على عدم المشاركة مجددا فيه.
 
ولفت مسؤول المبيعات في الجناح الجزائري إلى أنه ولأول مرة في تاريخ مشاركاته يشاهد احتفالا عسكريا يتم تنظيمه داخل معرض للكتاب، وهو ما جرى بحضور رجال دين والعشرات ممن ارتدوا بزات عسكرية، كما رفعت أيضا شعارات تمجيد بمليشيات وزعماء معممين.

من جهته، يؤكد زياد أرسلان، من الدار العربية للتوزيع والنشر في سورية، أن مبيعاتهم لهذه السنة في معرض بغداد لم تغط نصف نفقات السفر وشحن الكتب، مشيرا إلى أن الحضور كان بائسا، على حد وصفه، ونسبة كبيرة من الزوار جاؤوا لغرض الاطلاع وليس الشراء.
 
وأشار أرسلان إلى أن الرسوم المالية العالية التي فرضتها إدارة المعرض زادت من خسائرهم، لافتا إلى غياب أي نوع من الدعم، أو التساهل مع الدور المشاركة، من المؤسسات العراقية أو الجهة المنظمة للمعرض التي قال أنها أرادت الربح فقط وبأي شكل، ودون تقديم أي خدمة للدور المشاركة.

وبالرغم من تأكيد النشرة الإعلامية المطبوعة للمعرض على مشاركة 370 دار نشر محلية وعربية وأجنبية قادمة من 12 دولة، إلا أن "عربي21" لاحظت وجود مساحات كبيرة جدا كانت مخصصة لدور مشاركة ولكنها بقيت شاغرة بسبب امتناع هذه الدور عن الحضور لمعرفتها السابقة، على ما يبدو، بحقيقة الأوضاع وتوقعها لمستوى إقبال منخفض على المعرض.