مقابلات

محمد سودان: معركتنا طويلة.. وهذه أبرز أخطاء الإخوان

أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المصري محمد سودان
جماعة الإخوان أجرت انتخابات داخلية منذ أسابيع.. وشباب وصلوا مراكز قيادية
استراتيجية جديدة للحراك الثوري.. وداعمو الانقلاب بدأوا الكفر به.

 نهاية السيسي أقرب مما يظن أي إنسان.

 نهدف للوصول إلى عصيان مدنى سلمى يشل نظام السيسي ويسقط دولة الانقلاب
الانقلابيون في ورطة كبيرة.. ونظامهم مرتبك ويلهث وراء الاستقرار.

"السيسى" بنى سداً كبيراً بين الشعب وأفراد الجيش.

الوقت غير مناسب الآن لإجراء المراجعات.. وعلينا التركيز على إسقاط العسكر.

جماعة الإخوان تواجه أكبر محنة في تاريخها لكنها ستخرج منها أقوى مما كانت.
أيمن نور أكد لي أنه لا يؤسس لأي كيان ثوري جديد.
25 يناير المقبل سيكون له وضع خاص في الداخل والخارج.


قال محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المصري، إن معركة الحراك الثوري مع النظام "الانقلابي" طويلة الأمد، مشيراً إلى أن التحالف المناهض للانقلاب رسم استراتيجية جديدة للحراك الثوري من أجل "استرداد حرية وكرامة الشعب".

وكشف سودان في حوار خاص مع "عربي 21"، عن إجراء جماعة الإخوان المسلمين لانتخابات داخلية منذ أسابيع قليلة، وتعديلات في الهياكل التنظيمية للجماعة، تمخض عنها حصول "نسبة كبيرة من الشباب" على عضوية مكتب الإرشاد الحالي.

وأقر بوقوع أخطاء من الجماعة بعد ثورة 25 يناير، أبرزها إحسان الظن بالعسكر، والتعامل مع الفاسدين والمفسدين ورجالات الدولة العميقة بالنهج الإصلاحي وليس بالنهج الثوري، وتأجيل تطهير الهيئة القضائية، وعدم التعجل في إعادة هيكلة الشرطة.

وتطرق الحوار إلى العديد من المحاور، منها الأوضاع الداخلية للتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، ومواقف التحالف من الكيانات المعارضة الأخرى، واستراتيجيته القادمة للحراك الثوري ضد النظام القائم. 

وتناول موقف دول الخليج من الربيع العربي، ومستقبل الحراك الثوري في البلاد، بالإضافة إلى العديد من المحاور والقضايا الهامة.

وفيما يلي نص الحوار:  

* كيف تنظرون للتطورات السياسية الأخيرة في مصر بشكل عام؟

- هناك حراك ثوري ذو استراتيجيات جديدة، والعديد ممن دعموا النظام الانقلابي بدأوا يكفرون به وبفشله في العديد من الملفات، وعلى رأسها الأمن، والبطالة، والوقود، والفساد، والعلاقات الخارجية، والمرور، وما يُسمى "الإرهاب"، والزراعة، والمياه، وسد النهضة بإثيوبيا، والطاقة والكهرباء، ونقص الغاز، ووقف الدعم، وحقوق الإنسان وسوء سمعة مصر، وفساد الشرطة.

كما أن هناك تدميراً للدراسة في الجامعات بسبب كثرة اقتحام الشرطة والجيش الجامعات بشكل يومي، وسوء الطرق والكباري، وكثرة الحوادث التي أدت إلى وقوع قتلى بشكل متزايد وغير مسبوق، وسوء القطارات وسكة الحديد وكثرة أعطالها، وتكرار تعطل المترو، وكثرة الحرائق وعدم القدرة على إطفائها في الوقت المناسب، وعدم توقف المظاهرات منذ أن استولى السيسي وزمرته على السلطة، وفساد القضاء... إلخ، وهذا على سبيل المثل لا على الحصر.

وبالتالي؛ أثبت السيسي ومن معه أنهم غير قادرين على إدارة البلاد، بالإضافة إلى فشلهم في إقناع المجتمع الدولي بأن مصر على طريق الاستقرار لجذب المستثمرين الأجانب والمصريين.

خلاصة الأمر أن الحالة السياسية في مصر تمضي من فشل إلى فشل.

"الإخوان".. مراجعة وتقويم

* هل نستطيع القول إن الأزمة الحالية التي تمر بها جماعة الإخوان المسلمين؛ هي الأكبر في تاريخها؟

- محنة 2013 في نظري هي أكبر محنة واجهتها الجماعة منذ أن أنشأها الإمام حسن البنا رحمه الله، وليس عندي شك في أن الجماعة ستخرج من هذه الأزمة أقوى من ذي قبل، وسيكون في جوف هذه الأزمة منحة لا يتصورها أعداء الإخوان أو أعداء الإسلام.

* ما هي أبرز الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة بعد ثورة 25 يناير؟

- إحسان الظن بالعسكر، والتعامل مع الفاسدين والمفسدين ورجالات الدولة العميقة بالنهج الإصلاحي وليس بالنهج الثوري، وتأجيل تطهير الهيئة القضائية، وعدم التعجل في إعادة هيكلة الشرطة، والاهتمام ببناء الدولة الديمقراطية مع عد الانتباه إلى أن هذا البناء يُقام على أساس فاسد، فقد كان من الواجب تأجيل البناء حتى إزالة الأساس الفاسد، وذلك لإعادة بناء صرح الديمقراطية على أساس جديد، وقد كان يجب عليهم ألا تأخذهم رحمة بكل فاسد في البلاد.

* ما هو تقييمك لأداء "الإخوان" حالياً تجاه الأزمة المصرية؟

- فيما يتعلق بأدائهم من خارج مصر؛ فيحتاج إلى زيادة في سرعة اتخاذ القرارت، والتعاون بشكل أكبر مع الغير لحلحلة الأزمة.

أما عن أدائهم داخل البلاد؛ فأرفع لهم القبعة وأدعو الله لهم ليل نهار أن يحفظهم ويفك أسرهم وجميع أسرى الانقلاب، وأخص بتقديري كل الأخوات والزهرات والطلبة والطالبات.

* هناك حديث عن غضب شبابي داخل الجماعة تجاه القيادات بسبب طريقة إدارة الأزمة سابقاً وحالياً.. هل هذا صحيح؟

- الخلافات الواقعة في صفوف الإخوان قليلة، وأنا شخصياً أعذر الكثير من الشباب الذين ينتقدون استمرار النهج السلمي للمقاومة، نتيجة ما يلاقونه من وحشية وقسوة في تعامل الشرطة والجيش والبلطجية، وفي المقابل يصر قيادات الإخوان على سلمية الحراك الثوري. لكن بعد إجراء انتخابات داخلية جزئية للجماعة منذ أسابيع قليلة، وانخراط العديد من الشباب في الهيكل التنظيمي القيادي للجماعة؛ تعدلت تكتيكات وإستراتيجية المقاومة، وانخفضت أصوات كثير من الشباب الذين لا يرضون عن السلمية كوسيلة أساسية لكسر الانقلاب. 

* هل من بعض التفاصيل بشأن الانتخابات الجزئية التي أجرتها الجماعة على كافة مستوياتها؟

- بالفعل أجرينا الانتخابات في كل المكاتب التابعة للجماعة، بهدف تعويض النقص الحاصل نتيجة استشهاد بعض الأعضاء أو اعتقالهم أو خروجهم خارج البلاد.

* وما حقيقة ما تردد حول تصعيد ستة من الشباب لعضوية مكتب الإرشاد؟

- نعم؛ تم تصعيد نسبة كبيرة من الشباب لعضوية مكتب الإرشاد الحالي.

* هل ترى أن "الإخوان" بحاجة إلى مراجعات شاملة لإعادة هيكلة التنظيم؟

- لا أظن أن الوقت مناسب لتلك المراجعات، وعلينا التركيز في العمل على إنشاء استراتيجيات وتكتيكات جديدة لقهر العسكر وإسقاط نظامه، بالتعاون مع شركاء الكفاح من كل الفصائل والأطياف السياسية والحركية.

* هل من جديد بشأن لجنة مراجعة نشاط الإخوان البريطانية؟ ولماذا تأخر هذا التقرير كل هذا الوقت؟

- لقد انتهت اللجنة من وضع تقريرها في نهاية يوليو الماضي، لكن الحكومة تُصرح بأنها ما زالت تدرس التقرير حتى الآن، ولكن طبقاً لتصاريح العديد من الصحف البريطانية؛ فإن الحكومة البريطانية تتعرض لضغوطات من بعض دول الخليج لتغيير مسار التقرير، فالناتج هو تأجيل إصدار نتيجة التقرير، والتي تخلص -طبقاً للتسريبات- إلى إن الإخوان ليس لهم أية علاقة بالإرهاب أو بالمنظمات الإرهابية.

* وما هي توقعاكم لنتائج اللجنة ولتداعياتها المرتقبة؟

- طبقاً للتسريبات؛ نتوقع أن تكون النتائج مطابقة لحقيقة أيديولوجية وفكر الجماعة، وهو معالجة الأمور السياسية بالوسائل السلمية، والبعد تماماً عن استخدام العنف لتصحيح المسارات السياسية، والثبات على هذا النهج منذ أكثر من 86 سنة.

* ما هي رؤيتكم لمستقبل الإخوان في ظل الظروف الراهنة والمرتقبة؟

- نرجو نصر الله، ونؤمن بأن النصر مع الصبر، خصوصاً أن فكرة الجماعة تنتشر بشكل غير عادي، والمجتمع الدولي يعرف كل يوم الكثير عن "الإخوان" وأنهم أصحاب دعوية إسلامية وسطية.


الوضع الداخلي للمعارضة

* هناك من يتحدث عن تخبط وإرباك في صفوف المعارضة.. ما حقيقة ذلك؟

- قد يقع شيء من الإرباك في صفوف الحراك الثوري بسبب طول مدة مقاومة النظام الانقلابي، وصمت المجتمع الدولي عن الأحداث الدامية في مصر من انقلاب وتوابعه، لكن سرعان ما يتفق رفقاء المقاومة حتى لو اختلفت الوسائل والكيانات، ففي النهاية الهدف واحد وهو إسقاط الانقلاب.

* رفع التحالف الوطني لدعم الشرعية مطالب لم يتحقق منها شيء، كعودة كل من الرئيس محمد مرسي، ودستور 2012 ومجلس الشورى المنحل.. فما هي إنجازات التحالف؟

- هذه المطالب لن تتحقق إلا بعد كسر الانقلاب، إما إنجازات التحالف في الداخل فتتمثل في استمرار الحراك الثوري لمدة تزيد عن 16 شهراً بدون توقف، رغم وحشية قمع الجيش والشرطة، وقسوة الأحكام التي يصدرها القضاء المصري الذي أصبح أداة بطش بيد النظام الانقلابي.
ومسار المقاومة يمضي بشكل جيد رغم أنه قد يكون بطيئاً، لكن الهدف الأصيل هو الوصول إلى عصيان مدني سلمي يشل النظام الانقلابي، ويسقط دولة الانقلاب.

* لكن "خارطة الطريق" التي أعلن عنها الجيش تسير قدماً للإمام، ومن المفترض أن يجري آخر استحقاق لها، وهو الانتخابات البرلمانية، في الربع الأول من العام المقبل؟

- هذا وهم، بدليل أن خارطة طريقهم الانقلابية تمضي بخطوات كسيحة، وهناك تعديل دائم فيها، فضلاً عن التأجيل المستمر للانتخابات البرلمانية التي لا أظن أنها ستكون قريبة، بالإضافة إلى إسهال القوانين التي يصدرها زعيم الانقلاب الفريق السيسي حتى يحصّن نفسه وزمرته الذين أجرموا في حق الشعب المصري وسرقوا مقدراته.

* سعى النظام القائم إلى شق صف التحالف، وهناك من يرى أنه نجح في ذلك بالفعل بعد انسحاب حزبي الوسط والوطن.. ما ردكم؟

- هذا كلام عار عن الصحة، خاصة أنه عندما انسحب حزبا الوسط والوطن من التحالف بصفة حزبية؛ أصرت قيادات هذين الحزبين على أنهم موجودون في التحالف بصفتهم الشخصية، وما زال إسقاط الانقلاب هدفاً للحزبين وقيادتهما، وتغيير المسار لن يضر المشروع طالما أن الهدف واحد في النهاية.


"التحالف" والآخر

* ما رأيكم باختزال بعض الحركات الثوري مطالبها في إلغاء قانون التظاهر والإفراج عن المعتقلين؟

- تلك الحركات لم تدرك كيف يفكر السيسي ويخطط، والأيام سوف توضح لهم حقائق الأمور، وبرأيي أن على التيارات المعارضة أن توحد هدفها بإسقاط الانقلاب وعودة مصر إلى النهج الديمقراطي الذي سيحل كافة المطالب الثورية.

* ما هو موقفكم من الكيان الثوري الجديد الذي أعلن عن محاولات تدشينه الدكتور أيمن نور؟

- لقد أكد الدكتور أيمن نور أكثر من مرة أنه لا يعتزم إنشاء أي كيان جديد، وقمت شخصياً بالتواصل معه، فقال إنه فقط ينوي إقامة ورش عمل يدعو لها جميع الأطراف العاملة على إسقاط الانقلاب العسكري في مصر، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الورش هو الوصول إلى حلول سياسية لحلحلة الأزمة المصرية.

 ولكن للأسف؛ لم نسمع عن نتائج توصلت إليها هذه الورش، خاصة أن نسبة الاعتذارات عن حضورها كانت كبيرة، لكننا نشكر أي جهد يعمل معنا على نفس الأهداف للتوصل إلى إسقاط حكم العسكر في مصر وعودة الديمقراطية.

* وهل تواصل معكم بشأن حضور هذه الورش؟

- نعم، تواصل مع بعض أعضاء الإخوان المسلمين ودعاهم للحضور. وأنا بصفتي الشخصية أشكر له جهده، ولكنني أفضل أن يأتي إلى أصحاب الكيانات الثورية القائمة، ويضع يده فى أيديهم بدلاً من العمل منفرداً.

* ما موقفكم من جبهة التحرير التي أعلن عنها باسم خفاجي؟

 - هو أدرى بها !

* هل حدث تواصل مباشر أو غير مباشر بينكم وبين نظام السيسي سابقاً أو حاليا؟


 - نعم، تواصلنا معه أكثر من مرة، بشكل غير مباشر عن طريق الوفود الأجنبية التي أتت إلى مصر بعيد الانقلاب.

* تردد أن الدكتور عماد عبد الغفور لعب دوراً بشأن التواصل بين التحالف والنظام. ما معلوماتكم حول هذا الأمر؟


 - ليس عندى معلومات عن هذا الأمر.

* برأيك، لماذا لم يتم اعتقال الدكتور محمد علي بشر وغيره من قيادات التحالف الموجودة داخل مصر؟ وهل هم بمثابة شعرة معاوية؟

- نعم؛ يحاول النظام الإبقاء على شعرة معاوية، لكن يجب أن نعلم أن د. بشر وغيره من القادة داخل مصر ممنوعون من السفر، ما يعني أنهم في سجن كبير وليسوا أحراراً بمعنى الكلمة، وتحركاتهم الداخلية واتصالاتهم مراقبة.

* هل قيادات التحالف بالسجون لها أي دور بشكل ما أو بآخر في الأحداث؟

- المسجون لا حول له ولا قوة، والزيارات مراقبة، وكل حقوق مساجين العسكر مهدرة، فلا تحدثني على دور القيادات أو غير القيادات في سجون العسكر سوى الدعاء على الظلمة، والصمود الأسطوري.

* ما موقف حزب الحرية والعدالة من المشاركة في الانتخابات البرلمانية؟

- بالطبع؛ أعضاء الحزب لن يشاركوا في أي انتخابات يقيمها النظام الانقلابي.

* وكيف تنظرون للبرلمان المقبل؟

- إذا كان هناك برلمان أو انتخابات من الأصل، فسيكون نسخة عن برلمان 2010، مضافاً إليه العديد من الجنرالات المتقاعدين.

* ما هو تقييمك لأداء نظام السيسي؟

- النظام الانقلابي مرتبك، ويواجه مشاكل لا حصر لها، وهو يلهث على السير قدما للاستقرار، لكن هيهات له ذلك؛ لأنه يبني استقراره على دماء الشعب وسرقة قوته وحقوقه، فلن تنفع هذه السياسة أبداً في استقرار أية دولة، والعنف والظلم لم يجلبا استقراراً أبداً.

* هل ترى أن معركتكم مع النظام طويلة، أم قد تنتهي قريبا؟ وهل يمكن أن يكون هناك حل سياسي؟

- أعتقد أن المعركة ستكون طويلة، إلا إذا حدث أمر عظيم في المنطقة نتيجة للأحداث الحالية خاصة منطقة الربيع العربي، وبالطبع لا أظن أن تُحل مشكلة مصر أبداً بشكل سياسي، بسبب "بلادة" النظام الانقلابي العسكري المغرق في القمع.


"الخليج" والثورة المضادة

* ما تقييمك لموقف دول الخليج من ثورات الربيع العربي، وخاصة ثورة الشعب المصري؟

- مما لا شك فيه أن معظم دول الخليج غير راضية عن ثورات الربيع العربي، ومن الواضح أن هذه الدول لها اليد الطولى في الثورات المضادة للأسف الشديد.

* تردد الحديث عن حصول اتصالات سعودية معكم لشرح أبعاد الأزمة بمصر.. فما مدى صحة ذلك؟

 - لا أعلم عن هذا الأمر شيئاً، وموقف السعودية معروف منذ تنحى مبارك، ودعمها للسيسي وزمرته واضح وصريح.

* وماذا عن مواقف قطر، خصوصاً بعد قرارها الأخير بإبعاد بعض قيادات الإخوان عن أرضها؟

- قطر دولة وشعباً وحكومة وقفت مع كل بلاد الربيع العربي موقفاً يفخر به كل عربي، أما قرار قطر بإبعاد بعض قيادات الإخوان؛ فنحن نقدر الموقف الإجمالي لحكومة قطر، ونتفهم مقدار الضغوط العربية والأمريكية والغربية لموقفها المشرف تجاه كل ثورات الربيع العربي.


مستقبل الثورة

* ما هي الخطوات العملية القادمة للإخوان والتحالف؟

- هناك العديد من الخطط الداخلية والخارجية، ولا أظن أن من الحكمة البوح بها الآن، لكن النظام الانقلابي سيرى أن الشعب المصري لن يسكن أو يضعف أمام السلطة العسكرية القمعية الوحشية، وأن حاجز الخوف في مصر قد كسرته ثورة 25 يناير، والشباب مُصر على استرجاع ما سلبه العسكر منهم من حرية وكرامة وديمقراطية.
ونحن نعمل في الداخل والخارج بأسلوب النفس الطويل وبشكل تصاعدي لن يصمد النظام العسكري أمامه مدة طويلة إن شاء الله.

* ما هي خطتكم لذكرى الثورة في 25 يناير المقبل؟

- حراكنا مستمر قبل وبعد 25 يناير، لكن هذا اليوم سيكون له وضع خاص في الداخل والخارج، حتى يعلم الانقلابيون والمجتمع الدولي أن المصريين لن يتوقفوا عن نضالهم السلمى ضد النظام العسكري الدموي الذي استولى على السلطة بالدبابة والمدفع تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً تجاه الجرائم الوحشية التي يرتكبها هذا النظام الفاشي في حق الشعب المصري لمدة تقترب من العام والنصف.

* كيف يمكن الخروج من الأزمة؟

- الأزمة تحتاج إلى نفس طويل وصبر ومثابرة، لأنها في حقيقتها ليست ضد الثورة المصرية وحدها، بل ضد ثورات الربيع العربي بأكملها، بل يمكننا القول إنها ضد الصحوة الإسلامية بالمنطقة، وهدفها النهائي القضاء على الإسلام السياسي والديمقراطية الوليدة بالمنطقة، لصالح الكيان الصهيوني ومشروعه على الأراضي العربية.