سياسة عربية

هدنة إنسانية في عرسال اللبنانية بين الجيش و"النصرة"

مسلحو المعارضة السورية ينتشرون في عرسال اللبنانية - عربي 21
قال عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان ومنسق اتحاد الجمعيات الإغاثية الشيخ حسام الغالي، إن "هدنة إنسانية تم الاتفاق عليها مساء الأحد بين الجيش اللبناني وحزب الله من جهة وتنظيم "جبهة النصرة" من جهة، لوقف اشتباكات عنيفة بدأت أمس في بلدة عرسال اللبنانية. 

وقال الغالي: "إن التواصل مع جبهة النصرة تم عبر الهاتف، مؤكدا أنه "لا بنود فيها، بل هدنة إنسانية فقط لا غير"، مشيرا إلى أنها ستستمر لمدة 12 ساعة وبدأت في الساعة 19.25تغ.

وكشف أن "مجزرة وقعت في مخيم الأمان التابع لاتحاد الجمعيات الاغاثية في بلدة عرسال بعد تعرضه للقصف والقنص دون تحديد عدد الضحايا"، مشيرا إلى نقل 107 جرحى من الأهالي والمدنيين إلى مستشفى الرحمة 10 منهم بحالة خطرة جدا.

وتابع الغالي أن وضع العائلات السورية التي كانت تتلقى مساعدات من اتحاد الجمعيات الإغاثية "خطير وصعب جدا بسبب عدم تمكن فرقنا من الوصول إليها حتى اللحظة".

وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحين والجيش اللبناني في عرسال -البلدة اللبنانية الحدودية مع سوريا- عقب توقيف "عماد جمعة" قائد إحدى المجموعات المسلحة المعارضة في سوريا على حاجز للجيش اللبناني.


وقال مصدر أمني لبناني، اليوم الأحد، إن عدد قتلى الجيش اللبناني الذين سقطوا خلال الاشتباكات المسلحة "العنيفة"، التي مازالت مستمرة مع مسلحين سوريين في بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، ارتفع الى 10 بعد مقتل اثنين آخرين اليوم.

وقال المصدر، إن الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلحين ما زالت مستمرة "بوتيرة عنيفة" في بلدة عرسال ومحيطها منذ يوم أمس السبت، مشيرا الى أن الجيش تمكن من قتل العشرات من المسلحين وألقى القبض على عدد منهم خلال هذه الاشتباكات.

ولفت الى أن الجيش يستخدم المدفعية الثقيلة خلال دكه للمواقع التي يتحصن فيها المسلحون في محيط عرسال، مؤكدا تضامن أهالي البلدة مع الجيش في هذه المواجهة. 

وأعلن الجيش اللبناني في بيان صادر عنه أن 8 من عناصره قتلوا خلال الاشتباكات الدائرة بينه وبين مسلحي المعارضة السورية.

وبحسب شهود عيان قام مسلحون بالانتشار في عرسال، وأقاموا حاجز تفتيش على مدخلها كما سيطروا على عدد من المراكز الحدودية التابعة للجيش، إضافةً إلى مقر تابع لقوى الأمن الداخلي في البلدة. 

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عددا من المسلحين وهم ينقلون عناصر من قوى الأمن الداخلي إلى جهة مجهولة، ثم تبين أنه تم نقل العناصر الأمنية إلى منزل الشيخ مصطفى الحجيري أحد وجهاء البلدة حتى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح "جمعة" بحسب ما أكد الحجيري في اتصال معه.

وأفاد شاهد عيان من عرسال أن اشتباكات عنيفة وقصفا مدفعيا على مناطق المسلحين أدت إلى مقتل عدد من المواطنين والجنود بالإضافة إلى حريق كبير في أحد مخيمات النازحين السوريين.

وأكد شاهد العيان في اتصال هاتفي مع "عربي21" أنه شاهد طائرة بدون طيار وسمع صوتها في سماء بلدة عرسال (الجيش اللبناني لا يمتلك هذا النوع من الطائرات) فيما أفاد شاهد عيان من بلدة اللبوة المؤيدة لحزب الله -القريبة من عرسال- أن صواريخ قصيرة المدى أطلقت من داخل البلدة باتجاه عرسال.

يأتي هذا التطور الميداني بعد يوم واحد من نشر الفنان المقرب من حزب الله علي بركات أنشودة جديدة تحت عنوان "سيطر على عرسال" والتى يطالب فيها بالقضاء على المسلحين بعرسال وبسط سيطرة حزب الله على البلدة اللبنانية الحدودية مع سوريا.

وكان بركات قد نشر في السابق أنشودة "احسم نصرك في يبرود" والتي طالب من خلالها حزب الله بحسم الاشتباكات مع المعارضين السوريين في منطقة يبرود السورية، والتي سقطت في أيدي حزب الله والنظام السوري فيما بعد.