صحافة عربية

روايات متضاربة حول التسوية في غزة

الصحافة المصرية الجديدة - الصحافة المصرية الخميس
في وقت ردد بعضها أكاذيب فجة، تضاربت روايات الصحف المصرية الصادرة الخميس 31 تموز/ يوليو 2014 حول التسوية السياسية التي جرت في اللحظات الأخيرة للتعاطي مع استمرار أزمة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والتوصل إلى هدنة في القطاع عبر الوسطاء المختلفين.
 
فقد حملت "المصري اليوم" في مانشيتها مسؤولية فشل التسوية إلى أن "المبادرة القطرية- التركية تنزع سلاح غزة"، بحسب مزاعمها، مضيفة أن "الفصائل رفضتها"، ومشيرة إلى أن صحيفة "هآرتس "الإسرائيلية ذكرت أن: "خطة للخروج على طريقة لبنان".(المقصود الخروج الإسرائيلي من قطاع غزة).
 
واستندت "المصري اليوم" في مزاعمها تلك إلى قيادي في حماس (لم تسمه) نقلت عنه قوله إن المبادرة القطرية- التركية تنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، بناء على طلب إسرائيلي، وهو الأمر الذي قوبل برفض شديد من جانب كل الفصائل بما فيها حركة فتح، حسبما ذكرت الجريدة.
 
ويؤكد عدم تحديد شخصية هذا القيادي المجهول في حركة حماس، الذي استندت إليه الصحيفة في مزاعمها، أن الخبر مدسوس من الأساس بهدف الإساءة إلى كل من:   تركيا وقطر وحماس، ما يعني أن "المصري اليوم" تخدم الرواية الإسرائيلية التي تحمل كل ما هو غير إسرائيلي مسؤولية استمرار العدوان الآثم، وقتل أبناء القطاع بدم بارد، وارتكاب إبادة جماعية بحقهم.
 
صحيفة "الوطن" حملت -من جهتها- الفصائل الفلسطينية مسؤولية "تعطل مفاوضات القاهرة"، التي لم تبدأ أصلا، إذ قالت في المانشيت: "خلافات الفصائل تعطل مفاوضات القاهرة.. وأوباما ل"نتنياهو": أعتمد على قطر وتركيا.. مصدر: كيري كان يقطع اجتماعاته مع شكري وكي مون للتحدث مع وزير الخارجية القطري".
 
ولم تنسب "الوطن" مزاعمها بتعطل المفاوضات بسبب اختلاف الفصائل إلى أي مصدر.
 
واكتفت الجريدة بالإشارة إلى تصريحات صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأن تشكيل الوفد الفلسطيني الموحد إلى القاهرة مرهون بإعلان إسرائيل استعدادها للتهدئة..
 
ومزاعم السفير حازم أبو شنب القيادي بحركة فتح بأن الخلاف الحالي ليس بين الفصائل الفلسطينية، لكن داخل حماس نفسها، حيث يوافق بعض قياداتها على المبادرة المصرية، وترفضها قيادات أخرى"، بحسب مزاعمه، وهي مزاعم غير حقيقية.
 
في المقابل، كذبت الأهرام والشروق روايتي المصري اليوم والوطن. واهتمت الأهرام بأن تذكر في المانشيت أن: "مصر تؤكد لواشنطن ضرورة الإسراع بوقف العدوان على غزة"، وأن وفد الفصائل الفلسطينية في القاهرة (في خلال الساعات المقبلة) لبحث تفسيرات المبادرة المصرية".
 
ونقلت الأهرام عن وزير خارجية بريطانيا تأكيده أن الرأي العام الغربي يتحول ضد إسرائيل.
 
وعلى الدرب نفسه سارت صحيفة "الشروق"، إذ قالت (في المانشيت أيضا): مجازر جديدة في الشجاعية وجباليا تفضح الهدنة الإسرائيلية الوهمية.. استشهاد 32 فلسطينيا  بعد إعلان منسق عمليات الاحتلال وقف إطلاق النار لمدة 4 ساعات.. 1300 شهيد في غزة".
 
وأضافت "الشروق": وزير خارجية بريطانيا: تحول سريع للرأي العام الغربي ضد إسرائيل.. وفد إسرائيلي يصل القاهرة للبدء في التفاوض.. وقادة الفصائل الفلسطينية يجتمعون في مصر للاتفاق على موقف موحد".
 
لكن صحيفة "الوفد" ذكرت أن "القيادة الفلسطينية تطرح هدنة فورية 5 أيام".
 
وأضافت "الوفد" أن: "السيسي طلب من عباس موقفا موحدا.. وفتح تقدم ورقة تفسيرية للمبادرة المصرية.. و"مفاوضات مع إسرائيل برعاية القاهرة وضمانات دولية وعربية برفع الحصار".
 
تغطية خبرية بحتة
 
في بقية الصحف المصرية الصادرة الخميس جاءت تغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تقليدية، إذ ركزت على الجانب الخبري والمعلوماتي فقط دون الجانب التحليلي والتعبوي.
 
فقالت الجمهورية: العالم ضد العدوان الإسرائيلي.. مجزرتان جديدتان في سوق الشجاعية ومدرسة الأونروا.. بيريز: تل أبيب استنفدت الحل العسكري".
 
وأضافت الجمهورية: "في اتصال هاتفي: السيسي وبوتفليقة يبحثان العدوان على غزة".
 
وذكرت أن جهود التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة أمس تمتد إلى 24 أو 72 ساعة قد فشلت بسبب رفض إسرائيل الموافقة على وقف إطلاق النار.
 
أما جريدة "الأخبار" فنشرت صورتين في صدارة صفحتها الأولى، وذلك على ستة أعمدة، إحداهما ل"طفل فلسطيني يصرخ من الألم إثر إصابته في القصف الإسرائيلي على مدرسة الأونروا"، والأخرى ل"طفل آخر يجلس في حالة ذهول ورعب أمام جثمان والده.
 
وقالت الأخبار في عناوينها الرئيسة: "القتلة الإسرائيليون يقصفون مدرسة أطفال بغزة. . اتصالات مصرية للتوصل إلى هدنة.. والأمم المتحدة: العالم في حالة هوان"!
 
أكاذيب اليوم
 
رددت الصحف المصرية الصادرة الخميس عددا من الأكاذيب الملفتة للنظر، دون أن تقدم أي دليل على صحة تلك الأكاذيب.. ومن ذلك ما يلي:
 
قالت الوفد: "مؤامرة من إخوان فلسطين لتوريط جيش مصر في غزة"!
 
وقالت الوفد -مرددة أكذوبة ثانية-: "قطر وتركيا تسرقان آثار مصر الإسلامية"!
 
ومن جهتها، رددت "الدستور" في مانشيتها أكذوبة أخرى بالقول: "تعليمات التنظيم الدولي للإخوان.. هشام قنديل يتولى رئاسة مكتب رعاية المصالح بالخرطوم للوقيعة بين مصر  والسودان"!
 
بينما خصصت اليوم السابع مانشيتها للقول: "انفجار الصف يكشف مخطط الإخوان لتدمير محطات الكهرباء.. مصرع 3 إرهابيين بعد انفجار القنابل بطريق الخطأ.. والتحريات: القتلى ينتمون لمجموعات إخوانية عنقودية"!