سياسة دولية

كيري يقارن بين "القرن" الأمريكي والروسي

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري - ا ف ب
حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الثلاثاء، روسيا من استمرار تدخلها في أوكرانيا قائلاً: "الولايات المتحدة وحلفاؤها، لن يتوانوا عن استخدام وسائل القرن الواحد والعشرين، لتحميل روسيا مسؤولية تصرفاتها المستوحاة من القرن التاسع عشر".

وذلك في إشارة منه إلى إصرار إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على استخدام الضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية، كأسلوب للتعامل مع سياسات روسيا في الجزء الشرقي من أوروبا.

وانتقد الوزير الأمريكي في معرض شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الثلاثاء، التدخلات الروسية في أوكرانيا، متهماً إياها بمحاولة خلق الفوضى في المنطقة، قائلا: "كل ما شهدناه في الـ48 ساعة الماضية، من تصرفات المحرضين والعملاء الروس العاملين شرق أوكرانيا، يدلل على أنهم أرسلوا إلى هناك بغرض خلق الفوضى، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".


وأوضح كيري، أن هذه الأفعال التي وصفها على أنها "خرقاء قدر ما هي واضحة" إنما هي "جهود غير شرعية وغير قانونية، لزعزعة دولة ذات سيادة، وخلق أزمة مفتعلة من خلال عملاء مأجورين، للعمل في هذا الإطار عبر الحدود بين الدولتين".


ولم يستبعد الوزير الحالي وعضو مجلس الشيوخ السابق، تدخلاً روسياً عسكرياً شبيهاً لما حدث في شبه جزيرة القرم، قائلا: "يجب ألا يغيب عن ذهن أحد، إمكانية أن يؤول الأمر إلى تدخل عسكري مماثل لما حصل في القرم".


وأشار الوزير والعضو في الحزب الديمقراطي، إلى أن بلاده وحلفاءها قد أعلنوا مراراً وتكراراً، عن دعمهم لتخفيف التوتر والحل الدبلوماسي، محذراً روسيا من سوء فهم الدبلوماسية الأمريكية.
وبين أن بلاده وحلفاءها متوحدون في جهودهم، بغض النظر عن العواقب المترتبة على ذلك، لفرض عقوبات جديدة مشددة على منسقي هذه الأفعال، وعلى قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي كالطاقة والمصارف والتعدين.


وقال: "الرئيس أوباما وقع بالفعل على أمر تنفيذي لإيقاع هذه العقوبات على روسيا، في حال لم تنه ضغطها واعتداءاتها على أوكرانيا".


وأفاد كيري بأنه ونظيره الروسي سيرغي لافروف، قد اتفقا على عقد اجتماع لهما في أوروبا الأسبوع المقبل، مع شركاء أوروبيين للتباحث في موضوع تخفيف التوتر في أوكرانيا، وسحب القوات، ودعم الانتخابات والإصلاح الدستوري.
وطالب روسيا أن تقوم بـ"اتخاذ خطوات جدية للتنصل من أفعال الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وسحب قواتها خارج البلاد، التي قالوا إنهم قد بدأوا بها بتحريك كتيبة واحدة، لتثبت استعدادها للقدوم إلى هذه المباحثات بغرض التهدئة".


يشار إلى أن الهيئة التشريعية التي أسسها الانفصاليون في مدينة "دونتسك" شرق أوكرانيا، أعلنت أنها ستجري استفتاءً في المدينة 11 مايو/ أيار المقبل، لتقرير مصير المدينة بين البقاء في أوكرانيا أو الاستقلال والانضمام إلى الاتحاد الروسي.


وأجري منتصف شهر مارس/ آذار الماضي في شبه جزيرة القرم، تتمتع بالحكم الذاتي، جنوبي أوكرانيا، استفتاء بشأن انضمامها إلى روسيا، أو البقاء جزء من أوكرانيا، مع إعادة العمل بدستور القرم لعام 1992، وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في جمهورية القرم، ميخائيل ماليشيف، أن 96.77% من المقترعين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا.


ولاقى الاستفتاء رفضا واسعا من الدول الغربية، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين يتهمان موسكو بالوقوف وراء انفصال القرم.