صحافة عربية

تسخين إعلامي لإلهاء المصريين، برئاسة وإرهاب وتسريب

الصحافة المصرية - الصحافة المصرية الاثنين
لجأت الصحف المصرية الصادرة الإثنين 10 شباط/ فبراير 2014 إلى التسخين الإعلامي الممنهج بالانتخابات الرئاسية المزمعة، والنفخ في حوادث الإرهاب، والاستمرار في تسريب لقاءات الدكتورين مرسي والعوا داخل محبسه.
 
ويستهدف هذا "التسخين" إلهاء الشعب المصري عن مشكلاته الحقيقية التي يعاني منها، وأولها هذا الانقسام الاجتماعي الحاد، وغلاء أسعار السلع، وانخفاض مستوى المعيشة، وتراجع التعليم والصحة والطرق، وتدهور الخدمات، وعدم تحسن منظومة الأداء الأمني، وعودتها لاهتمامها -المتأصل- بالجانب السياسي على حساب الجانب الجنائي، وأخيرا التعتيم على عجز نظام الانقلاب، وحكومته المترهلة، عن تقديم حلول حقيقية تقترب من واقع المواطن العادي، الذي يئن من لهيب هذه المشكلات، التي تكوي ظهره ليل نهار.
 
التنافس "المصطنع" في سباق الرئاسة
 
امتلأت صحف الإثنين بالأحاديث المثيرة حول بورصة المرشحين، بإعلان حمدين صباحي خوض السباق، وإعلان عبدالمنعم أبو الفتوح عدم خوض المعركة، وتوقف سامي عنان دون إعلان موقفه بالترشح أو عدمه، وتأثير تلك القرارات على القوى السياسية المختلفة، إذ ضرب التمرد حركة تمرد، وظهرت بوادر انقسام داخل التيار الشعبي، وقلل كثيرون من أهمية انسحاب "أبو الفتوح"، باعتباره "تحصيل حاصل"، فيما ترقب آخرون قرار سامي عنان.
 
 ويجذب النظر في هذا الحديث المبكر عن الانتخابات الرئاسية في الصحف المصرية أن إثارته إعلاميا تأتي قبل إقرار قانونها، وقبل فتح باب الترشح لها، وحتى قبل اقتراب أوانها المقرر في نيسان/ أبريل المقبل.
 
فقد خصصت الأهرام مانشيتها للقول: "السباق الرئاسي يشتعل وانقسامات في صفوق تمرد.. مؤيدو السيسي يرحبون بترشيح صباحي.. وأبو الفتوح يمتنع".
 
وقالت الجريدة: "ارتفعت درجة حرارة الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى قبل أن تقرر اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشح رسميا، بعد إعلان حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى اعتزامه خوض سباق الرئاسة، وتوقع إعلان آخرين اعتزامهم الترشح، فى حين قرر حزب مصر القوية برئاسة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عدم التقدم بمرشح رئاسي".
 
وخصصت المصري اليوم مانشيتها كذلك للموضوع نفسه، فقالت:"صباحي يفتتح السباق.. وأبو الفتوح ينسحب.. والسيسي: الشعب حر في اختياره".
 
وزادت الجريدة مزيدا من التفاصيل فقالت: "وزير الدفاع يودع الحكومة خلال أيام.. وترشح حمدين يشق تمرد.. وخالد علي يعلن موقفه بعد أسبوع".
 
"الشروق" خصصت مانشيتها أيضا للموضوع، فقالت:" عاصفة صباحي تشعل السباق الرئاسي.. وأبو الفتوح يقاطع.. تمرد تنقسم.. والتيار الشعبي يحددة مصير حمدين اليوم.. والنور يرحب بترشحه".
 
وخصصت اليوم السابع المانشيت للموضوع كذلك، وبخط أحمر عريض جاء المانشيت مكونا من ثلاث كلمات كالتالي: "صراع الكرسي الكبير". وتحته عناوين: "انتخابات الرئاسة 14 و15 إبريل القادم.. والمستشار القانوني للرئيس: قانون الانتخابات الرئاسية سيصدر 17 فبراير.. أبو الفتوح يعلن عدم ترشحه.. والإنقاذ ترحب بقرار صباحي.. والسيسي: الشعب سيضع ثقته فيمن يختاره.. وعنان في ورطة الانتظار والإخوان".
 
"التحرير" بالغت في الموضوع، فقالت -مع صورة لحمدين مرفقة بالموضوع-: "قنبلة حمدين.. صحف عالمية ترشح زعيم التيار الشعبي يؤكد مصداقية الانتخابات الرئاسية.. سياسيون: أبو الفتوح لم يشارك لأنه يعلم حجمه الطبيعي.. وهو ذراع ل"الإرهابية".. التمرد يضرب تمرد بسبب ترشح صباحي للرئاسة".
 
وقالت الأخبار: صباحي يتسبب في انقسام تمرد.. وقالت "الجمهورية": قرار صباحي أشعل الرئاسة.. ويهدد تمرد بالانهيار.. أبو الفتوح يتراجع.. ويعلن: "أرفض أن أكون ديكورا".
 
وقالت الوطن: السيسي: الشعب حر في اختيار من يحمل الأمانة.. والقوات المسلحة "مخلصة وشريفة".. وترشح صباحي يثير خلافات في الإنقاذ.. وإسلاميون: مناورة.. وأبو الفتوح: انتخابات الرئاسة مسرحية هزلية، ولن أشارك فيها".
 
الترويع بالنفخ في حوادث الإرهاب
 
تلجأ صحف الانقلاب عادة إلى استمرار النفخ في حوادث الإرهاب، بالنشر المكثف الذي يبالغ فيها، ويطاردها مطاردة، إلى درجة تصل إلى حد التحريض عليه، وهو ما يجب أن ينتبه إليه مؤيدو الشرعية، ورافضو الانقلاب.
 
ذلك أن الإعلام المصري يتعمد شيطنتهم، واتهامهم بالإرهاب، كي يتورطوا بالفعل فيه، بتسريب فكرة نفسية خبيثة إليهم، هي أنه ما دام يقال عنك إنك إرهابي، وتُعامل على أنك إرهابي، فتتعرض للقتل والحرق والسجن، والجرح، فلتكن إذن إرهابيا بالفعل، ولتُرِهم إرهابك!
 
هذا المنطق والفكر بالغ الخطورة على قضية انتصار الشرعية، وهزيمة الانقلاب، لأنه يوجد مصداقية لحديث الانقلاب حول معركته مع طرف إرهابي، ويهدر دماء شهداء الشرعية، باعتبار أنهم ماتوا إرهابيين، كما لن يفيد في إبراز الجانب غير الأخلاقي للانقلاب.
 
ومن هنا يلجأ الإعلام المصري الآثم إلى هذا النفخ المتواصل في حوادث الإرهاب، كي يتم إلهاء الشعب عن مشكلاته الحفيقيقة أولا، وحتى يتم التعتيم على ما يحدث في مؤسسات الدولة من خطايا وفساد ثانيا، وكي تواصل سلطات الانقلاب تنفيذ خطتها الآثمة في السيطرة على البلاد، والتمكن من رقبة الدولة ثالثا.
 
وأكثر من أجاد هذه اللعبة جريدة الوطن. التي قالت الإثنين: الإخوان تخطط لمعركة يوم التنحي.. وتفتح باب التطوع لـ "قتال الأمن".. "إعدام" تهدد بتكسير عظام النظام.. وبيت المقدس تتوعد بتحويل مصر لـ"ساحة قتال".
 
ورددت اليوم السابع أكذوبة بعنوان انفراد، إذ تحدثت عن :"خطة تأسيس جيش مصر الحر".. شاب من "حازمون" يدعو لتشكيل سرايا المقاومة.. وفيديو يطالب الإخوان بتشكيل جماعات من 4 إلى 5 مسلحين".
 
وقالت الأخبار: تحذير من محور "أردوغان-الغنوشي" ضد مصر.. وأضافت: استبعاد الإخوان من كونترول الثانوية.
 
ونقلت الجمهورية: "الداخلية تؤكد انفراد الجمهورية.. القبض على قتلة أفراد كمين بني سويف". وأضافت الجريدة: "هنرعبكوا" الإخوانية تعلن مسؤوليتها عن حرق سيارات ضباط الشرطة.. قنبلة صوت تهز مديرية أمن الإسكندرية.. طوارئ في المحافظات".
 
وزعمت الدستور أن: "التنظيم الإرهابي خطط لتفجير منشآت شرطية وعسكرية".
 
وقالت الوفد: "سقوط التنظيم الإرهابي مرتكب مذبحة "كمين صفط".. 12 متهما من الجناح العسكري للإخوان قتلوا رجال الشرطة الخمسة"!
 
وروجت التحرير لأكذوبة تقول: "صراعات عائلات الإرشاد التي قتلت حلم التمكين". ونشرت خبرا آخر يقول: "تفاصيل الهجوم الإرهابي على كمين صفط الشرقية في بني سويف".
 
الوطن تستمر في نشر تسريبات لقاءات مرسي والعوا
 
كأنها تخرج لسانها للقانون والقائمين عليه، استمرت صحيفة "الوطن" الموالية للانقلاب في نشر تسريباتها للقاءات الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، ومحاميه الفقيه القانوني الدكتور محمد سليم العوا. فقالت الجريدة متفاخرة: "الوطن تواصل الانفراد بنشر تسجيلات المعزول داخل الأكاديمية.. مرسي منفعلا: "قعر السيسي لسه ما ظهرش.. هيجيب لنا من تحت الزبالة.. وغالباً هيروح فى داهية.. والقضاة دول ولا يساووا".
 
وقالت الجريدة -بأسلوب دعائي ديماجوجي-: "مرة أخرى، تخترق «الوطن» ما يسميه البعض مستحيلاً، تتجاوز كل الجدران والحواجز الأمنية، وتصل -فعلاً- إلى الرجل الذى حكم به الإخوان مصر لعام واحد.. وكان كافياً. هو نفسه الدكتور محمد مرسى و«كأنه» الرئيس دون أى تغيير: نبرته الخشنة.. كلماته المترادفة.. ضحكاته الصادرة من عالم افتراضى.. تعليقاته المعجونة بـ«شىء من الغرابة».. وأفكاره البعيدة إلى حد بعيد عن أي واقع، فى الحلقة الثانية من انفراد «الوطن»، يبدو أن رئيس المحكمة استجاب لطلب الدكتور محمد سليم العوا، محامى الرئيس المعزول، وسمح للأخير أن يلتقى فريق الدفاع فى إحدى القضايا، وعلى ما يبدو أن هذا اللقاء بين «مرسى» وفريق دفاعه جرى بعد رفع جلسة المحكمة، ويبدو أن «مرسى» يتحدث مع أكثر من محامٍ، وليس كما كان الحال فى الحلقة الأولى التى كان يتحدث فيها مع «العوا» منفرداً"!
 
حديث المشير
 
بشكل مبالغ فيه، أبرزت صحف الإثنين حديث المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في الندوة التثقيفية التي عقدتها إدارة الشؤون المعنوية بمسرح الجلاء.
 
فأخذته جريدة الأخبار مانشيتا لها يقول: "السيسي: الشعب قادر على اختيار رئيسه دون وصاية.. المشير في تكريم أسر شهداء طائرة سيناء: الإرهاب لن ينال من عزيمة المصريين وسنستعيد مكانتنا الدولية".
 
وخصصت الدستور ثلثي صفحتها الأولى لتصريحات السيسي، خاصة قوله: مصر بشعبها وجيشها قادرة على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب.
 
وقالت الجمهورية: السيسي في ندوة للشؤون المعنوية: "قادرون على اقتلاع جذور الإرهاب.. القوات المسلحة أقسمت على حماية الوطن.. وقياداتها تحت أمر الشعب".
 
وأبرزت الوفد تصريحات السيسي في مانشيتها: الاختيار للشعب ولم نتردد في الاستجابة لإرادته.. المشير يكرم أسر الشهداء الطائرة العسكرية ضحايا الحرب ضد الإرهاب".
 
وكذلك أبرزت التحرير تلك التصريحات.. السيسي: الشعب سيضع ثقته في من يختاره بإرادة حرة.. مصر بشعبها وجيشها قادرة على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب.
 
وأشارت المصري اليوم إلى أن "المشير يكرم أسر الشهداء".. فيما نقلت عنه الشروق قوله: لا وصاية على الشعب فيمن يختاره.. الجيش قادر على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب.
 
ولوحظ في موضوع السيسي المنشور بجميع الصحف الصورتان اللتان عممتهما الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة على الصحف المصرية، ودغدغت بهما عواطف المصريين، وحاولتا إبراز السيسي في صورة إنسانية للقائد الحنون، وهو يقبل رأس إبن أحد شهداء سقوط الطائرة في سيناء، والصورة الثانية له، وهو يسلم شهادة تكريم لزوجة أحد شهداء الحادث الإجرامي.
 
حريق المعتمرين
 
لم تمنح صحف الإثنين تغطية كافية لحريق المعتمرين المصريين في المدينة المنورة.. واكتفت الأهرام بإشارة مقتضبة إلى "ارتفاع وفيات المصريين بحريق المدينة إلى 9 حالات".
 
واكتفت الأخبار بصورة في الصفحة الأولى تقول: "أسرة مصرية بين شهداء حريق المدينة".
 
وقالت "الوطن": ارتفاع عدد الضحايا المصريين في حريق فندق المدينة المنورة إلى 9 متوفين".
 
وقالت اليوم السابع: "دفن 9 معتمرين مصريين في المدينة بعد وفاتهم بحريق.. الخارجية: تم دفنهم بالمملكة.. وشفاء 621 مصابا".
 
وقالت الوفد: 9 متوفين مصريين في حريق المدينة المنورة".. فيما اكتفت التحرير بالإشارة إلى "ارتفاع وفيات المصريين في المدينة إلى 9 معتمرين".
 
أنفلونزا الخنازير
 
لم تستطع صحف الإثنين  أن تتجاهل استمرار فيروس إنفلونزا الخنازير في حصد مزيد من أرواح المصريين.
 
فقالت الأهرام: "إنفلونزا الخنازير تحصد 38 شخصا في 71 يوما.. فرق عمل بالمدارس لمتابعة الوضع الصحي".
 
وأبرزت الجمهورية الرقم نفسه فقالت:"38 وفاة و318 إصابة بإنفلونزا الخنازير.. تقريران أسبوعيا بالمرض.. والعلاج في 48 ساعة".
 
وقالت الشروق: الصحة: 38 وفاة و318 إصابة بإنفلونزا الخنازير منذ ديسمبر.. كامل: رصد حوالي 340 ألف حالة شبيهة.. و79% من إصابات الشتاء سببها "إتش 1إن 1".. الاشتباه في وفاة طفلة بالمرض في الإسماعيلية.. وفزع في كفر الشيخ إثر احتجاز 7 حالات".
 
وقالت الأخبار: رعب إنفلونزا الخنازير مستمر.. فيما قالت التحرير: "الصحة تواصل الاعتراف بالفشل: 38 حالة وفاة بإنفلونزا الخنازير".
 
ونقلت الوطن عن وزير التعليم قوله: سنغلق المدرسة التي تظهر فيها إنفلونزا الخنازير.. الصحة: وفاة 38 وإصابة 318 منذ ديسمبر".
 
وقالت الوفد: "عداد" لحالات إنفلونزا الخنازير .. الصحة: 38 وفاة و339 ألف اشتباه إصابة".
 
الاحتجاجات بين الهدوء والتصعيد: أمناء الشرطة وسائقي التاكسي:
 
روجت صحف عدة لحل أزمة أمناء الشرطة.. في حين ذكرت صحف أخرى أن المشكلة لم يتم حلها.. في وقت روجت فيه جريدة الأهرام لحل الأزمة، وقالت: "إنهاء أزمة أمناء وأفراد الشرطة بعد الاستجابة لمطالبهم"، وأضافت أنه تم الاستجابة لكل مطالبهم باستثناء الشق المالي.
 
لكن "التحرير" سارت في اتجاه معاكس، فقالت: "إضراب أمناء الشرطة يتواصل ويطالب بتدخل السيسي.. الوقفات الاحتجاجية للأفراد مستمرة في الإسكندرية ونجع حمادي والبحيرة والوادي الجديد".
 
واهتمت المصري اليوم باحتجاج سائقي التاكسي الأبيض فقالت: "أصحاب التاكسي الأبيض يعودون للاحتجاج أمام المالية بسبب الديون.. دعوى قضائية لإعادة تقييم أسعار السيارات.. ومسؤول بالوزارة: المشروع يواجه مشاكل".
 
فيما أشارت "التحرير" إلى أن "غضب الموظفين يحاصر مكتب محافظ المنوفية".
 
قضايا واهتمامات
 
المستشار محمود الشريف: استبعاد قضاة رابعة من الإشراف على الانتخابات الرئاسية.. (الجمهورية)
رئيس الأمن الوطني يطلب الإدلاء بشهادته في محاكمة مبارك وهو جالس (اليوم السابع)
محكمة مبارك تسأل رئيس الأمن الوطني عن تسليح الشرطة ورصد أجانب في التحرير (الشروق)
مبارك بالبدلة الرسمية والبالطو في القفص الزجاجي (الأخبار)
قصر العيني مفتوح وقصر المنتزه مغلق (الأخبار)
انتخابات الأندية على "كف عفريت" (الأهرام)
محادثات مصرية - إثيوبية اليوم حول سد النهضة (الأهرام)
المفوضين تدرس دعوى إسقاط الجنسية عن القرضاوي وعزت (الشروق)
حفظ التحقيق في استيلاء الشيخة على مستندات الدولة (الوفد)
الببلاوي يتجاهل دعوته لزيارة قطر..وفهمي يرفض لقاء وزير خارجية قطر(الوفد)
المجلس الأعلى: لا تأجيل جديدا للدراسة بالجامعات.. والخطورة في المدارس (الوفد)