مقالات مختارة

عصابة ريا وسكينة وإلهام شاهين تحكم مصر!

1300x600
خلال أحداث ثورة سنة 1919، تابع المصريون قصة ريا وسكينة، والتي كان من بين أسبابها الواقع الاقتصادي القاسي أيامها في ظل الاحتلال الإنجليزي، لم تجد المرأتان ومعهما رجالهما إلا القتل بغرض السرقة حتى يستطيعوا العيش. هكذا هداهم تفكيرهم بعد نصيحة من بطل القصة الرئيسي وصاحب فتوى القتل «عبدالرازق».

عندما قصت العصابة شريط إزهاق الأرواح، ودفنوا الضحية الأولى في حجرة تخصهم، لم يستطيعوا المبيت فيها، خاف كل منهم من أي مكروه يصيبه، لكن مع توالي دفن الضحايا في تلك الحجرة وغيرها، اعتاد أفراد العصابة على الأمر، ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي جدا فوق الجثث المدفونة، فكانوا يأكلون ويشربون ويمرحون ويتناسلون ويتعاطون المخدرات.

هناك حقيقة علمية، من يتعود على القتل ورؤية الدماء، يتحول الأمر إلى روتين عنده، ولا يتورع في سفك المزيد منها بدم بارد في أي وقت، بعد زوال رهبة المرة الأولى.

هذه المقدمة ضرورية للتأكيد على أن أياما سودا وشهورا غبرة تنتظر مصر. الواضح أن الانقلابيين مصممون على المضي في طريق الدم للنهاية، وأنهم لن يتركوا السلطة التي اغتصبوها إلا على جثث الشعب. هم يعلمون أن سقوط الانقلاب يعني تعليقهم في رقبة القضاء الحقيقي وليس «الشامخ» الذي ضحكت من شموخه الأمم.

الآن يغنون ويرقصون ويشربون كؤوس دستور إلهام وبانجو، والذي تكلف إعداده خلطة سرية تضم 50 طرطورا عينهم الطرطور الأكبر، وحتى يصلوا لمقر مجلس الشورى حيث مكان إعداد الفضيحة الدستورية، ساروا على جثث 7000 شهيد، وأكثر من 10 آلاف معتقل، وهم يضحكون ويمرحون.. عمرو موسى ممسكا سيجاره الأنيق، ووراءه فريق العار، ومعذرة لن أستطيع وصفهم بما يليق بهم من أوصاف، لأني لو فعلت فسأدخل السجن أو النار!

أصبح القابضون على السلطة ومن يهيم عشقا في أحذيتهم مثل ريا وسكينة ورجالهما حسب الله وعبدالعال وعرابي، وإذا كان «عبدالرازق» قد أفتى للعصابة القديمة بالقتل باعتبار أن الضحايا «نسوان تستاهل الحرق»، فإن النسخة العصرية منه لتشجيع العصابة الجديدة على إراقة الدم موجودة.. الشيخ «علي كفتة»، المعروف إداريا بـ «علي اضرب في المليان»، والمبرر أن الضحايا «أوباش رائحتهم نتنة»!

فتحوا نهر الدماء في أحداث النهضة الأولى بقتلهم 18 شهيدا، ثم دخلوا مرحلة جديدة بمجزرة الحرس الجمهوري اعتادوا معها منظر القتل الجماعي، وطبقوها بحرفية في المنصة، ووصلوا للذروة في المذبحتين المروعتين يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، لم يكتفوا بإزهاق الروح، بل حملوا الجثث بالجرافات ثم حرقوها! ومن يومها استمر مسلسل قتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق فلا يمر يوم من دون ضحايا. يوم 6 أكتوبر وحده سقط 68 شهيدا، بينما كانوا يغلقون ميدان التحرير على الحبايب من «الموطنين الشرفاء» الذين شبعوا رقصا وطبلا وزمرا وتحرشا احتفالا بعبور قناة السويس ودحر إسرائيل!

لاحظ أن شعب ريا وسكينة الذي فوض القتلة على المجازر يتصرف، كما عصابة السفاحتين الشهيرتين. شعب لاحسي البيادة اعتاد منظر الدم. يضحك في بلاهة عندما يرى شهيدا برصاص خونة الله والوطن، يطلق كلمته الشهيرة: «خلي البلد تنضف». يغني ويرقص على جثث الضحايا، ونفسه تنفتح على التحرش وكل الموبقات. كتابهم المفضلون يفخرون علنا بالتحريض على الإبادة: «كن فاشيا واقطع رقبة أي كلب يتجرأ على هيبة الدولة». هكذا وجه أحدهم النداء إلى فرعونهم لقتل أي مواطن حر يرفض العبودية، ويخرج في مظاهرة يهتف بعودة الشرعية. الحر عنده كلب. كاتب سمعته في الوسط الصحافي «طين»، ولا يفيق من «السكر»، والعربدة عنده روتين يومي، يصف أجمل من في مصر بالكلاب!

لا أحب الشتائم لكن شعب ريا وسكينة ملعوب في أساسه، هم أسوأ من في مصر، خليط من الفاسدين والمرتشين والتافهين والعاهرات، ومعهم ناس غلابة مغيبون نشأوا وترعرعوا في ظل إعلام داعر جعل عقولهم أنظف من الأطباق الصيني بعد غسلها.

أصبحت لا أطيق سيرة فريق العبيد. الموضوع ليس اختيارا سياسيا عندهم. لو كانوا مؤيدين لحمدين صباحي أو البرادعي أو حتى أحمد شفيق أو الجن الأزرق فلا مشكلة. هذه الأسماء لم تشرب من دماء المصريين. لكن العبيد يهتفون بحياة مرتكبي مذابح جماعية. هنا ابتعدوا مثل من يهتفون بحياتهم عن طور الإنسانية ودخلوا مصاف الهمج. مثل أبطال ريا وسكينة، كان أبناء شعب لاحسي البيادة من المجتمع المخملي، يخشون إقامة حفلاتهم وسهراتهم في القاهرة خوفا من أن تطاردهم روح عروس السماء أسماء البلتاجي وشقيقاتها الشهيدات الملائكيات: «بأي ذنب قتلت». في البداية كانوا يهربون إلى الساحل الشمالي. الآن تعودوا مثل أسيادهم على منظر الدماء.. يرقصون بجوار الجثث، وأعدوا العدة بعد دستور الدم للتفويض الجديد لاستمرار مسلسل القتل.

المؤشرات واضحة بأن الشعب الحقيقي قاطع دستورهم. لكن الإعلام يكذب ويكذب ويتحدث عن الحشود والعرس الديمقراطي. أنا لا أصدق الإعلام، لكن من الأمانة أن أقر وأعترف أن الإقبال أسطوري لأن مصدري هنا هي إلهام شاهين. قالت: إن 63 مليونا سيقولون نعم.

ليس مهما أن كل المقيدين في جداول المصوتين هم 53 مليونا. لكن إلهام لو قالت 63 يبقوا 63. هكذا كل الأبرار الأطهار كلامهم ثقة وأرقامهم ثقة ولسانهم ثقة وكل حاجة فيهم ثقة. ثقتي مستمدة من كونها نجمتي المفضلة من أيام رائعتها «لحم رخيص».. واسأل مجربا ولا تسأل طبيبا! 

(العرب)